مرسى عطا الله
كل يوم .. فلسفة التعديل الوزارى!
لا حديث هذه الأيام سوي حديث التعديل الوزاري المحتمل وللأسف الشديد فإن الانشغال العام بالقضية محصور في الأشخاص ومن سيذهب ومن سيبقي رغم أن الأمر ــ من وجهة نظرى ــ أعمق وأشمل من ذلك بكثير.
إن علينا أن ندرك أننا نعيش عصرا تدور فيه عجلات التغيير بأقصي سرعة ومن ثم يتحتم علي كل دولة طامحة في النهوض أن تربط خطوات تحركها بمعادلة ضرورية تجمع بين خفة الغزال لضمان عدم التخلف وبين ثبات الفيل للحفاظ بقدر معقول علي الخصوصية والذاتية التي تتميز بها.. وفي جميع الأحوال ينبغي الاهتداء بالحكمة الفرنسية الشهيرة التي تقول: «ليس من المصلحة أن تدع الأمور علي حالها حتي لو لم تكن سيئة لأن الآخرين لن يدعوها بل سيحاولون تحسينها من وجهة نظرهم التي قد لا تكون ملائمة لك».
وإذا كانت حكمة التاريخ تقول لنا إن جميع الأشياء ليست قابلة بسهولة للتغيير المستمر لأن معظم الأشياء تميل للثبات بدرجة أكبر إلا أن القراءة المتأنية لأوضاعنا وما بها من صعوبات وتحديات مستحدثة تدفعنا إلي ضرورة الإدراك المبكر لحقيقة لم تعد تقبل جدلا ولا تشكيكا وهي أن الذين سيتخلفون عن ركوب قطار التغيير في الوقت المناسب سوف يدفعون كلفة باهظة إن عاجلا أو آجلا!.
وأستطيع أن أقول من وحي ما استمعت إليه من أحاديث التغيير علي ألسنة لها وزنها وثقلها أننا ــ في دوائر النخب ــ مازلنا بعيدين، وبعيدين جدا عن الفهم الصحيح لأسس وفلسفة التغيير الذي نحتاجه كمدخل للانطلاق نحو الأحسن والأفضل والأكثر قبولا لدي الرأي العام.. ومن ثم يتحتم علينا تطوير فهمنا لفلسفة التغيير وحسن انتقاء الآليات الصالحة لصنع هذا التغيير حتي لا نبقي محشورين في زاوية الحديث المتكرر عن ذهاب عمرو ومجيء زيد!.
ولكل من يسألني عن توقعاتي حول التعديل الوزاري أشير عليه بالحكمة الصينية الخالدة التي تقول: «إن التنبؤ بالغد هو الشيء المستحيل»... التغيير وسيلة وليس غاية!.
خير الكلام:
<< الحياة مثل الفراشة إذا طاردتها هربت منك وإذا تجاهلتها رفرفت علي