فعلت خيراً، قامت السفيرة نبيلة مكرم ، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بزيارة مصابى العمليات من أبناء القوات المسلحة الذين أصيبوا أثناء أداء مهامهم وواجباتهم خلال العمليات العسكرية فى سيناء، والذين يخضعون للعلاج بمستشفيات القوات المسلحة.
أخشى أننا نسيناهم فى لجة الحياة، هؤلاء العائدون إلى الحياة بعد معارك ضارية مع أعداء الحياة، مثل هذا الخبر يثلج الصدور، أعلم أن قادة القوات المسلحة لا يألون جهداً فى رعاية هؤلاء صحياً وأسرهم اجتماعياً، ويومياً هناك قائد كبير يعودهم ويطمئن على رعايتهم، ويهديهم تحيات حارة من القائد الأعلى، ووزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى دوماً إلى جانبهم، لا يفوتهم لحظة ولا تغمض عيناه عنهم.
زيارة السفيرة الوزيرة تذكرنا بحق هؤلاء علينا، وواجبنا نحو الأبطال الذين أصيبوا فى معركة التحرير الثانى لسيناء، تذكرنا بالواجب الذى نسيناه، مشكورين نودع الشهداء، حُق لهم التكريم وعلم مصر يزفون به إلى السماء، ولكن مصابى العمليات يحتاجون إلى لمسات حانية، وكلمات طيبات، وحمد الله على السلامة يا بطل.
مثل هذه الزيارات من رموز المجتمع، سياسيين ورياضيين وفنانين وعاديين تطيب الجروح، وتجبر الخواطر، وترفع المعنويات، أيام حرب أكتوبر قادت الفضليات من رموز المجتمع البلد كله لزيارة مصابى العمليات، وكانت صورهم بين الورود اللاتى حملنها والابتسامات على الوجوه، والغبطة والسرور تتصدر الصفحات الأولى ومقدمة النشرات، كان هناك حس شعبى عميق بفضل الأبطال.
أعلم أن قرينة الرئيس السيدة «انتصار السيسى» تزور مصابى العمليات بانتظام ودون جلبة وضجة أو تصاحبها عدسات المصورين، وهذا جيد وحسن وجهد مشكور، ولكن أين الجمعيات النسوية والمجتمعية من هذا الواجب الوطنى، لماذا اختفت مثل هذه المبادرات الإنسانية الرائعة، أين سيدات المجلس القومى للمرأة، وعلى رأسه المعتبرة الدكتورة مايا مرسى؟.. أظنها ستخف إلى زيارة الشباب، وتحيط أعناقهم بالورود، لا تتأخر عن واجب، وأظنها لن تتأخر إن لم تكن بادرت بالفعل.
الشعب العظيم الذى يودع شهداءه كل طلعة صباح لن يتأخر عن زيارة مصابى العمليات، يهنئهم بالسلامة، ما لم تعرفوه ويجهله كثير من المفسفسين والمغردين أن هؤلاء إن طابت جروحهم يخفون إلى سيناء، ويوصون قادتهم وأسرهم بأنهم عائدون إن كتب الله لهم الشفاء، بل ويتعجلون جروحهم ويعاجلون الأيام حتى يعودوا بعد أن يستردوا صحتهم.
أمثال هؤلاء الأبطال لا يستحقون منا إلا خير الجزاء، وإن غفلنا لأسباب، فالفرصة مواتية، لم يمر الوقت، المستشفيات العسكرية تحتضن هؤلاء، اغمروهم بالحب، طوقوا أعناقهم بالورد البلدى، هم دول الورد اللى فتح فى جنانين مصر، حسسوهم إنهم فى القلب والعقل والوجدان، وأن تضحياتهم لم تذهب سدى، والشعب العظيم يحيط بأبطاله، ويدعو لهم بالشفاء.
لسنا من يلهينا كسب ولا تجارة عن ذكر هؤلاء، نحن من تربينا على أن الشهادة حق، والمصاب فى سبيل الله يستحق الجائزة من السماء، زيارة مصابى العمليات واجب وطنى، وقصص بطولاتهم يجب أن تروى على الشاشات.
وأستميح الأمانة العامة لوزارة الدفاع عبر الشؤون المعنوية لتنظيم برامج لزيارة الأبطال الذين تتحمل حالاتهم، لنخب مجتمعية، ولنبدأ بأطفال المدارس يلتقون هؤلاء، يقصون عليهم ما تيسر من صور البطولة والفداء، كل منهم بطولة تمشى على قدمين.
سطور مضيئة تُضاف إلى سجلات العسكرية المصرية، لا أستثنى هنا مصابى العمليات من أبطال الشرطة الأوفياء، فى رباط مع إخوتهم أبطال القوات المسلحة فى سيناء، مشكورة السفيرة الوزيرة، وكل الشكر لمن ينهض لزيارة الأبطال.