المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. أملاكنا في دبي!
من حق الناس أن تشتري وأن تبيع. لكن في بعض الأحيان. يكون البيع والشراء علامة استفهام كبيرة. والأمم الراقية. تعرف توجهات شعوبها وأحوالهم وما يحدث داخل بيوتهم. من خلال استقصاء مثل هذه الأمور.. ماذا يأكلون وماذا يشربون وفي أي بيوت يعيشون. وعلي أي قنوات يتفرجون.
نعم هذه الأسئلة العادية والبسيطة تمثل عناوين للشعوب. وتكرار الاجابات يعطي ملامح عامة. ومن ثم بالإمكان ان تفهم الشعب كاملاً. وربما تستقرئ مستقبله من خلال احصاءات ميدانية كتلك.
إذن بماذا يمكننا أن نجيب عن الدافع. وراء شراء رجال أعمال. عقارات في دبي. بلغت حصيلتها عامي 2015 و2016 قرابة 28 مليار جنيه؟.. وبحساب سعر الدولار وقت الشراء. والذي تراوح بين سبعة وثمانية جنيهات. يمكن القول انهم اشتروا بحوالي أربعة مليارات دولار. أو ثلاثة ونصف. علي أقل تقدير.
فليشتري السادة ما يريدون. ولكن لماذا الآن. وفي وقت تئن فيه البلاد من وطأة ظروف اقتصادية صعبة وطاحنة. وهل كان الشراء من عوامل ما لحق بالجنيه في مواجهة الدولار من خراب وبوار فالمؤكد انهم اشتروا بـ "الأخضر" فلا محل للاعراب هناك للجنيه. وهل تعكس عمليات الشراء المبالغ فيها تلك حالة خوف من هؤلاء المشترين. الذين أرادوا ان يطمئنوا من الآن. علي بيوتهم. في وطنهم البديل؟.
المستثمرون المصريون الذين اشتروا بهذا الرقم الضخم. حلوا في المرتبة الأولي بين المستثمرين العرب. وبعدنا جاءت الأردن ولبنان والعراق. وبقية الدول العربية. فبات من حقنا ان نباهي بشئ في هذا الزمن الصعب.. بات من حقنا ان نقول اننا سبقنا العرب في شئ. ولو وجه هؤلاء السادة ما أنفقوه إلي بلدهم. فأنشأوا بتلك المليارات مصانع. ربما لتغير وجه الحياة. خاصة أن ما جنوه. هو من هذا الشعب. الذي يستحق منهم اكثر من ذلك.. يستحق ان يكون مدعوا في الفرح ايضا. وليس في الهم فقط.
أنا لا ألوم قطعا علي من باع. ولا حتي علي من اشتري. ولكن من حقنا ان نعرف أو بالأحري من حق الدولة أن تعرف بالضبط من هؤلاء. والذين بلغ عددهم في 2016. أكثر من 1300 مستثمر. ولو من باب الدراسة ومعرفة. هل ضج الناس ببلدهم. ويخططون للهجرة خارجها. أم أن ما اشتروه ليس سوي شاليهات علي شاطئ جميرا أو في جزيرة النخلة.. من حق من يديرون شئون العائلة أن يعرفوا لماذا أقدم بعض أبنائهم علي هذه الخطوة في زمن يضرب معظم المصريين اخماسا في أسداس لشراء كيلو عدس أو طبق فول.
وبعيدا عما اشترينا. والذين اشتروا. لن نمنع أنفسنا ونحن نتابع تلك التقارير. من الاعجاب الشديد بدبي. التي لا يستطيع أحد ان يستثمر مثلها. والقادرة علي النهوض دوما والتي تقدم دروسا مجانية للراغبين في الغد. فقد استطاعت في ميدان العقارات فقط. ان تدير عمليات بلغت جملتها قرابة 71 مليار دولار عام 2016 فقط. ما بين عمليات شراء ورهن عقاري.. هذا في ميدان واحد. يتساوي مع غيره من الميادين التي تبرع فيها دبي وتسابق الزمن وتثبت يوما بعد يوم انها كما هي الامارات استثناء علي أرض العرب.
ما قبل الصباح
الهاربون من "المراكب"... تعرفهم عند اشتداد الرياح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف