المساء
سمير الجمل
سألوني الناس .. سلاح "عبدالفتاح".. المنتصر ولو بعد حين!!
هل يمكن أن ينتصر القلب الطيب النقي.. علي حامل الآلي والقنبلة؟!
* الإجابة يمكن أن تبدأ بسؤال: وكيف انتشر الإسلام في أرجاء العالم إلا بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة.. والمودة والأمانة؟..
ولكن هل يمكن أن يتحقق هذا القول في عالمنا العنيف الصاخب الشرس؟.. وهل يمكن لسياسي مهما كانت براعته أن يعتمد علي لسانه الخفيف.. وأمانته في السر والعلن.. وضميره الحي الذي لا يخشي إلا الله؟.
في علم السياسة يقول الفلاسفة: إن الأخلاق تتعارض كثيراً مع لعبة السياسة التي تعتمد علي المناورة والمصالح والدهاء.. وقالوا لو طبقنا منهج الأخلاق في دنيا السياسة لكان أولي بأهل المسيحية ترشيح البابا رئيساً.. ونفس الحال بالنسبة للمسلمين حيث لن يجدوا أفضل من شيخ الأزهر الشريف وإمامهم الأكبر.
لكن الحال يختلف تماماً في حلبة السياسة.. وعند أهل اليابان مثال بديع فقد قالوا: إذا كان لديك طائر لا يريد أن يغرد ماذا تفعل معه؟ سيقول المحارب اقتله فوراً.. حيث في العسكرية لا مجال للمناطق الرمادية بين الأبيض والأسود ومع نفس الطائر الذي لا يريد أن يغرد سيقول السياسي الياباني: سأتركه وأنتظر ربما يغرد يوماً.. وسيقول العامل سأعلمه كيف يغرد وأحاول وأكرر المحاولة.
وفي عالمنا العربي تقاليده وأعرافه.. قال الخبراء إن السياسي الناجح لابد أن يمتلك المعرفة والتجربة والأمانة والموهبة.
وها هو "عبدالفتاح" يقلب هذه الموازين والنظريات ويثبت للدنيا كلها أن سلاح الإنسانية قد يكون أشد أثراً وتأثيراً من النووي.. لأنك به تمتلك العقول والقلوب وهي التي تحرك السلاح وتستخدمه.
سلاح عبدالفتاح.. الإخلاص فيما يفعل فهو العاشق المحب لبلاده وتغير الهتاف في عهده إلي "تحيا مصر".. بعد أن كان بالروح بالدم نفديك يا فلان.. وفي كل مرة يردد لن أنجح وحدي.. ولا أعمل وحدي.. والمبدأ المهم في العلوم السياسية "فكر عالمياً ونفذ محلياً".. وقال "ديفيد لويد جورج": إذا كنت تريد النجاح في السياسة يجب أن تراقب ضميرك دائماً.. وأعلم أن الفقر ليس جريمة.
ومنذ خلع رداء العسكرية وتولي أمر البلاد والعباد وهو يضرب لنا المثل الطيب في النبل والشرف أخذ من ماله الخاص وأعطي للبلد.. وداوي جراح الغلبان والمسكين وحول الجملة العظيمة في بيان 30 يونيه أن المصري لم يجد من يحنو عليه.. فإذا به يفيض حناناً مع سيدة البضاعة.. وامرأة أسوان.. وأسرة غيط العنب التي تناول معها إفطارها.. وتلك التي تعرضت للأذي في ميدان التحرير فدخل عليها بالورد والاعتذار والتقدير.. وعشرات الصور في ألبوم النقاء الإنساني لمن يعمل تحت رقابة الله في الكبيرة والصغيرة.
سلاح عبدالفتاح قد لا يكون فتاكاً ولا قاتلاً ولا مدمراً.. لكنه حتما السلاح المنتصر ولو بعد حين كما وعد ربنا سبحانه وتعالي وقد تعهد أن يدافع عن الذين آمنوا.. وزمان سألوا نهرو الزعيم الهندي كم مشكلة عندك؟ فقال 500 مليون مشكلة أي بعدد سكان بلاده.
فأنظر كيف يواجه عبدالفتاح 95 مليون مشكلة.. وهو يراهن علي أن حلها وإن كان صعباً ليس مستحيلاً بشرط أن يتكاتف الجميع ضد أهل الشر من داخلنا وخارجنا وأن نبحث عن الأمل بالعمل وليس بالتمني فقط.
سلاح عبدالفتاح قانونه أن يعمل طمعاً في رضا ربه ونصره.. فهل نتركه يحمل سلاحه وحده.. ونكتفي بالفرجة والتصفيق؟
وقد قال الحكيم: راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات.. وراقب كلماتك لأنها ستصبح أفعالاً.. وراقب أفعالك لأنها ستتحول إلي عادات.. وراقب عاداتك لأنها تكون شخصيتك وتحدد مصيرك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف