الأخبار
عبد المنعم فؤاد
قضية ورأي .. مسيحيون يغارون علي ديننا
كل يوم يزداد إيماني، ويقيني بصدق كلمات ربي في أن أقرب الناس مودة للذين آمنوا في الدنيا كلها هم : المسيحيون، وأن القرآن لما ذكر ذلك لم يكن من فراغ إنما بوحي يوحي، ومن يري عكس ذلك من المسلمين فقد ركب موجة التطرف حقا، ولم يتدبر كتاب ربه الذي شهد بأن علماء المسيحية في قلوبهم رقة، وحنان،وأنهم أهل تواضع وإحسان: ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون )، ولم يشهد القرآن بذلك لعلماء أي دين آخر من الأديان، والملل الأخري. بل أمرالمولي المسلمين أن يُحسنوا لأتباع المسيح خير إحسان،،ويأكلوا طعامهم، ويتلاقوا معهم في السراء، والضراء، ويحترموا دور عبادتهم كما يحترمون مساجدهم تماما بتمام.
أقول ذلك عن هذا التلاقي الكبير بين أصحاب الديانتين بعدما أذاعت الأنباء القرار الغريب الذي أصدره الرئيس الأمريكي بمنع دخول مسلمين إلي أمريكا، وقد أصيب المسلمون في العالم بسكتات قلبية في ذلك فلم نسمع لهم همسا. إلا أن أتباع المسيح في كنائس أمريكا شمّروا عن سواعدهم غيرة علي المسلمين، واحتجوا في مظاهرات علي هذا القرار، واتهموه بالعُنصري،، بل رفعت كنيسة ( ترينتي ) بولاية بوسطن شعار المسلمين: ( الأذان ) بنداء الله أكبر احتجاجا علي هذا القرار، (تماما كما احتجت منذ أشهر كنائس فلسطين علي قرارات اليهود بمنع آذان المسلمين ورفعت نداء الله أكبر في كل كنائس القدس) ،وهذا يعني أن شهادة المولي للمسيحين بأنهم أقرب الناس مودة في هذه الدنيا للمسلمين هي شهادة حق، وصدق. فالمسيحيون المخلصون يغارون علي المسلمين بحق، ويجدهم المسلمون رجالا معهم في المواقف الصعبة. وهذا ما ترجمته الأيام الآن بجد، ونقلته الفضائيات : فهذا حفيد قس مسيحي، وهو السيد ( قرين) من ولاية (تكساس)، وهو عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي : يترافع عن الإسلام بشجاعة وقوة، وعقلانية، وإنصاف، رافضا ما يحدث من عنصرية ضد المسلمين في أمريكا، ويؤكد علي أن الإسلام ليس دين قتل، وعنف وإرهاب كما يتخيله الغربيون، وتستمر مرافعته ثلاث دقائق وعشر ثوان، داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، وفيها يزلزل اتهامات أهل الباطل بقوله : ( أنا أقف هنا أمام المجلس كي أعلن عن تضامني... مع المجتمع المسلم من أجل العدالة... أنا مسيحي كان جدي قسا مسيحيا ولكني أقف هنا مساندا للإسلام أحد أعظم الأديان في العالم،.. إن الحط من قدر الإسلام بإضافة كلمة إرهاب له هو ظلم لهذا الدين ).
ثم يكشف النقاب عن سماحة الإسلام الذي يرفض قتل النفس البريئة فيقول مخاطبا أمريكا، ورئيسها، والدنيا بأكملها : (إن الإسلام دين مسالم، وليس هناك دين يسمح بقتل النفس البريئة عمدا، دعوني أكرر : ليس هناك دين يسمح بزهق أرواح الأبرياء عمدا، هذا هو سبب وجودي هنا لأوضح جليا بأن الإسلام لا يسمح بهذا ). ثم يزداد صوته علوا في قاعة المجلس ليخفت أصوات أهل الباطل فيقول بنبرة مرتفعة : ( أريد أن أوضح الأمر جليا بأن الإسلام لا يسمح بهذا، ولا يجب أن يكون حديثنا دائما عن إرهاب إسلامي، لماذا لا نسمي الإرهابيين بأسمائهم ؟. ويواصل : (الناس الذين يقومون بأفعال خسيسة إن قاموا بها باسم الدين هذا لا يجعلها جزءا من الدين، ولا يجب أن نعتبرالناس مذنبين لمجرد انتمائهم لدين ما، من يقوم بهذا العمل فهو خبيث ويجب علينا أن نسميه بهذه التسمية، ولكنه ليس الإسلام. )، ثم يختم بتحذير الرئيس الأمريكي من نتائج قراره بمنع المسلمين قائلا : ( هذا خطأ عظيم... وأمر بغيض ويجدر بنا ألا نتصرف هكذا مع دين عظيم هو دين الإسلام ) انتهي. هذا مسيحي أمريكي كلماته تجاه الإسلام، والتي نطق بها في وقت عصيب بكامل إرادته : يجب أن تُكتب بماء الذهب، ويتداولها المسلمون ليعلموا أولادهم: أن المسيحيين ليسوا أعداء للمسلمين كما يزعُم المبطلون،والمتطرفون، وإن اعتقدوا بعقيدة أخري، فالإسلام يحترم كل مخالف : ( لكم دينكم ولي دين ). بل واجب أن يُستدعي السيد: ( قرين ) هذا المسيحي الغيور علي الحق، ونطقه : إلي بلادنا ليُعطي دورات تدريبية يُعرّفُ بها الإسلام لبعض التائهين فكريا، والذي يخرجون علينا في فضائيات إعلامية ليقولوا بكل بلاهة : إن الإسلام هو دين القتل والسيف، وهو الدين الوحيد في الدنيا الذي يدعو لقتل الناس.ويظنون بهذا أنهم يحسنون صنعا لدينهم ووطنهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف