الأخبار
جلال دويدار
خواطر .. فرحتنا بالنهائي الأفريقي بفضل الله.. ثم الحضري
الفرحة العارمة التي أحدثها فوز مصر علي فريق بوركينا فاسو العنيد والمجد والمجتهد يعود الفضل فيه إلي بركة المولي عز وجل وعظمة حارس المرمي للفذ.. المخضرم والاسطوري عصام الحضري.. إن الله شاء أن يجعل من هذا الحضري سببا لهذه الفرحة. كانت ارادته المباركة وراء توفيق هذا الحارس في هذه المباراة ليرسم الابتسامة علي كل الوجوه المصرية.
إن ما قام به الحضري لا يقتصر علي وقوفه داخل المرمي كالسد وتصديه لكل الكرات الغاية في الخطورة التي جري تسديدها من جانب المهاجمين البوركينيين. الأهم من كل هذا تمثل وبشكل رائع في افشال رميتين للفريق المنافس في سياق رميات المعاناة »الجزاء الترجيحية»‬ مما اتاح للفريق المصري التفوق والفوز بالمباراة.
ليس من توصيف لهذا الفوز الذي تحقق سوي انه كان الختام المسك لمنظومة من اللعب الكروي الذي لم يكن فيه فريقنا موفقا. اتسم أداؤه بالعجز عن مجاراة فريق بوركينا فاسو في التمريرات والتسديدات. كما اوقع قلوبنا بالتمريرات المقطوعة دوما. جري ذلك في ظل استحواذ الفريق المنافس علي حوالي ١٣ ضربة ركنية وهو ما يعكس تعدد فرص وصوله إلي منطقة جزائنا. من حظنا أن الفشل كان من نصيب هذا الفريق المنافس نتيجة فقدان التوفيق واستبسال عصام الحضري والدفاع وكله من عند الله.
من ناحية أخري وحتي لا نظلم المدرب »‬كوبر» لابد أن نقول إنه واجه ظروفا في غاية الصعوبة بعد إصابة عدد من اللاعبين المرموقين وهو الأمر الذي ضيّق عليه دائرة الاختيار. رغم هذا الوضع الذي كان يدعو إلي التشاؤم فقد تمسك الفريق المصري بروح التحدي والرغبة في إسعاد الشعب المصري علي قدر الإمكان. حرص اللاعبون علي الاجتهاد والكفاح وسط حيوية ونشاط غير عادي من جانب منافسيهم.. كان يغلب علي تمريراتهم التسرع الذي كان من نتيجته عدم الاتقان الذي ساهم فيه عدم تضييق المساحات فيما بينهم.
جاءنا الحظ علي غفلة في الدقيقة ٦٥ من الشوط الثاني عندما استطاع كهربا أن يفلت باحدي الكرات ويمررها إلي محمد صلاح اللاعب المصري العالمي المكير الذي تمكن من أن يسكنها شباك الفريق الغريم. الفرحة بهذا الهدف لم تستمر طويلا حيث تمكن مهاجمو الفريق البوركيني من تسجيل هدف التعادل.
استكمالا للشوط الثاني استمرت الهجمات المتواصلة للفريق المنافس لتحترق الأعصاب وهو ما اضطرنا إلي حساب الدقائق والثواني انتظارا لانهائه بهذه النتيجة المتعادلة أملا في كرم ربنا في الشوطين الاضافيين.. كان أمل المصريين أن يقتنص فريقنا هدف التفوق في اللحظات الأخيرة اعتمادا علي بعض لاعبيه الذين يتميزون بالمهارة الفردية ولكن ما تمنيناه لم يتحقق وانتهي الشوطان علي نفس الحال حتي وصلنا إلي ركلات الجزاء الترجيحية.
كانت البداية بمثابة صدمة كبيرة للمشاهدين عندما استهلها اللاعب الموهوب عبدالله السعيد بالاخفاق في تسديدها. أحدث ذلك حالة من اليأس والاحباط خاصة بعد نجاح لاعب بوركينا من تسجيل الرمية التالية معلنا تفوق فريقه.
بعد لحظات استعاد المشاهدون روح التحدي من جديد لترتفع أصواتهم بالدعاء إلي الله أن يكتب التوفيق لعصام الحضري في صد رميتين من الأربعة الباقين وان يسجل لاعبونا باقي الرميات. وتشير النتيجة إلي أن الله قد استجاب لهذا الدعاء حيث اعطي القدرة والحكمة والمهارة ليصد الحضري الرميتين وأن يسجل لاعبونا الرميات الأربع.
بهذه النتيجة كتب الله لمصر الفوز في نصف النهائي وصولا إلي النهائي الذي سيكون مع غانا أو الكاميرون بعد مباراتهم التي ستقام وهذا المقال في طريقه للطبع.
المهم إننا فزنا ببركة الله وبفضل إصرار وعزيمة ومهارة عصام الحضري وروح كفاح وصمود الفريق المصري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف