الجمهورية
د. محمود وهيب السيد
دعائم الإرهابيين..
تدور حرب شرسة ضد ارهاب تنظيم الاخوان الذي لم يسلم زعماؤه بعد برفض الشعب لهم ولمؤامراتهم ضد مصر وبقائها آمنة مستقرة متحدة. فتتعدد ضرباته الارهابية ضد من تطوله أياديه. من شرطة وعسكريين ومدنيين. حرب تقوم بها كل القوات المسلحة والشرطة بكل امكاناتها وطاقاتها. وقد بدا أن هذه الحرب والتي لا يريد أصحابها أن يوقفوها مؤلمة وضحاياها يتزايدون. وذلك لاستعانة تنظيم الاخوان الارهابي بمقاتلين مرتزقة مسلحين ومدربين من الخارج لمساعدته.. وياليت الأمر اقتصر علي ذلك فقط.
فقد نجح الاخوان في اقامة تنظيم اجتماعي قوي ومتشعب متوغل ومنتشر في كل شوارع وحواري كافة مدن مصر وقراها. تنظيم ذو بناء عنقودي. ويسعي دائما لاستقطاب الفقراء والبسطاء وذوي الحاجة الي جوارهم. فالأسرة الفقيرة في تلك المناطق تجد دائما وعند الحاجة الي جوارها شخصا سيماه في الظاهر الطيبة والورع والتقوي والصلاح في كل أفراحها وأتراحها. ويتكفل أيضا بالمساعدة في توفير قوت يومهم والذي قد يعجزون عن تلبيته. ويساعد المحتاج ويقف الي جوار المريض ويعوده بالمستشفي أو المنزل ويوفر له الدواء ويواسي المكلوم. ويشارك الفرحان فرحه ويتكفل في المساعدة في فرش عش الزوجية ومهر العروسة وخرجة الميت لمن يحتاج منهم ذلك. لذا فلم لا يكون من الطبيعي أن يدين هؤلاء البسطاء والفقراء بالفضل والعرفان لهم. وأن يحفظوا لهم الجميل دائما. وان يسارعوا قدر الامكان لرده وفق امكاناتهم عندما يطلب منهم ذلك. هذا التنظيم الاجتماعي العنقودي غير الرسمي هو القوة الحقيقية لتنظيم الاخوان. والذي يكفل لهم السيطرة علي قطاع لا يستهان به من الشعب وان يوجهوا تفاعلاته مع الأحداث. وردود أفعاله مع المستجدات ودعمه عند الحاجة. ولأنه تنظيم غير رسمي فلا يتأثر بحل تنظيم الاخوان الأم بقرار يصدر عن الحكومة أو حتي حكم محكمة. كما ان من يعمل أو يساعد علي بقائه واستمراره في أدائه لوظائفه هم تلك الفئة التي تحتاجه من الشعب. وأعضاء هذا التنظيم غير الرسمي هم من يتم تصعيد من يُثبت كفاءته وولاءه للمرتبة الأعلي. فيظل تنظيم الاخوان باقيا ومستمرا في الواقع رغم حظره رسميا. بل ورغم محاربته أمنيا. وقادر أيضا علي خلق كوادر وتنظيمات ارهابية عند الضرورة تأتمر بأوامر من يتولي قيادته محليا أو دوليا.
لذا فان محاربة ارهاب تنظيم الاخوان ومن يتحالف معهم والقضاء عليه بصورة تامة لا تكون الا بالتصدي لتلك التنظيمات العنقودية غير الرسمية. ليس بمنعها أو بمحاربتها. فهي في حقيقة الأمر لا تقوم بعمل مؤثم أو ممنوع قانونا أو مرفوض اجتماعيا. كما ان محاولات محاربتها والقضاء عليها لن تفلح وسيعمل بسطاء الناس لحاجتهم لها علي استمرار وجودها بل ودعمها اذا تطلب الأمر ذلك. لذا فان التصدي لها انما يكون بالعمل علي كشف غطاء السرية عنها واضفاء صفة الرسمية عليها قدر الامكان باخضاعها بصورة ما للرقابة الحكومية بوصفها مؤسسات أهلية اجتماعية خيرية وخدمية وأهلية رسمية مسجلة بوزارة الشئون الاجتماعية وتخضع لرقابتها وتفتيشها المستمر ودعمها المالي والاداري. وأيضا بالعمل علي عدم تفردها وحدها بالقيام بتلك الخدمات الاجتماعية باقامة مؤسسات اجتماعية رسمية. فالدولة بمؤسساتها الحكومية والأهلية يجب أن تتواجد وتنتشر في كل بقاع مصر. مهما نأت أو صغرت. لتبسط سلطانها القانوني والأمني والاجتماعي علي كل المواطنين وبلا استثناء. لتضمن ولاءهم وخضوعهم لها. ولا تترك المجال رحبا سهلا لأي عمل أو تنظيم يلتحف بغطاء اجتماعي أو انساني ويعمل بالخفاء لأغراض ارهابية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف