الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذ كر يات .. يارب.. يارب.. أكمل نِعمك
.. عملها الحضري.. وسبق أن عملها كثيراً.. أنقذنا في آخر لحظة.. أغمض عيوننا وأوقف دقات قلوبنا لحظة تاريخية.. لننطلق بعدها نتعانق ونسجد لله.. ياه.. ما أحلي الفوز خاصة ونحن نمر بظروف غير عادية.. ظروف تحتاج لنسيانها بعض الوقت لنعيش في ظروف مختلفة نحقق فيها ما نتمناه.
***
هناك قصة مشهورة لضربات الجزاء المسماة أحياناً ضربات ترجيحية.. المباراة كانت في الخرطوم.. في يناير ..1960 الفائز من مصر أو السودان يمثل إفريقيا في أوليمبياد ..1960 فريق السودان في هذه الفترة كان فريقاً مرعباً.. ثلاثة منهم لعبوا لنادي الترسانة فهزموا كل فرقنا في موسم ما.. كانت مباراة السودان لها خلفية سياسية هامة أيضا.. كان في نفس الوقت اجتماع في جامعة الدول العربية وكان يمثل السودان الرئيس عبود.. وكانت العلاقات بين عبدالناصر وعبود ليست علي ما يرام.. وفي صباح يوم المباراة قال عبود لعبدالناصر: اليوم سنفوز عليكم ونمثل القارة في الأوليمبياد.. اتصل المشير عبدالحكيم عامر بمراد فهمي رئيس البعثة وبيوسف الشريعي مدير الفريق وقال لهما: عبدالناصر بيقول لكما موتوا في الملعب ولا تنهزموا أبداً اليوم.. وأقيمت المباراة علي صفيح ساخن.. علاء الحامولي متوسط الدفاع طلع في رمية كورنر لصالحنا وفي الدربكة أمام مرمي السودان غمز علاء الكرة بسن الحذاء ودخلت المرمي وأحرزنا هدف المباراة.. واستموتنا أمام المرمي.. في الدقائق القليلة الباقية!!! فإذا بحكم المباراة الإثيوبي يحتسب ضربة جزاء ضدنا قبل نهاية المباراة بدقيقتين.. تصدي لها كابتن السودان متوسط الهجوم وقذائفه لا تصد ولا ترد.. لم يستطع أي منا ونحن نجلس في المنصة مع مراد فهمي لم يستطع أحد أن يفتح عينيه ليري لحظة تنفيذ الضربة.. وقيل لنا أن عبدالناصر أيضا خرج من الحجرة ساعة الضربة!!!.. ورغم صاروخ كابتن السودان وكان اسمه صديق منزول أخرج عبدالجليل حميدة الكرة بأطراف اصابعه فوق العارضة!!! رغم بقاء ثواني علي الأقل أنهي الحكم الإثيوبي المباراة فوراً.. ولم يحتسب الكورنر!!!!
عندما وصلنا مطار القاهرة.. وسط زفة الجماهير والركاب وموظفي المطار.. جاء رجلان طول وعرض يسألان عن لاعب اسمه عبدالجليل حميدة.. يخرب عقلكما!!!! عبدالجليل حميدة أشهر واحد في إفريقيا الآن!!!! أخذ الرجلان الطويلان عبدالجليل "القصير جدا" وهو يسير بينهما!!!.. وكنا في منتهي الخوف.. أحسن يكون فيه مؤامرة لخطف عبدالجليل الذي كان يصرخ: شنطي فين أولاً.. كل شيء سيبقي تمام.. اركب بس العربية!!!!.. ظل عبدالجليل يرتعش طول السكة.. وفجأة وجد نفسه واقفاً أمام جمال عبدالناصر شخصياً الذي استقبله عند باب الفيلا.. ومنحه من جيبه 150 جنيهاً هذه ال 150 جنيه في يناير 1960 ممكن أن تشتري بها عمارة عالية جداً!!!! في وسط البلد!!!
***
بمناسبة وصولنا إلي المباراة النهائية.. أصبحت من أشد المؤيدين لفكرة تأجيل مباراة السوبر المفروض إقامتها في أبوظبي يوم 10 الجاري.. اتركونا نحتفل بمصر كلها أياماً معدودة.. اتركونا نفرح لبلدنا مدة ولو قصيرة قبل أن تطغي عليها فرحة نادي واحد.. افتقدنا من زمان "الحميمية" بين جماهير الكرة المختلفة.. افتقدنا المظاهرات الرافعة علم مصر وحده منذ مدة طويلة.. افتقدنا "الاخوة الكروية".. تعالوا ننتهز فرصة لم نكن نحلم بها حينما سافرنا لنشترك مجرد أن نشترك بعد حرمان ثلاث بطولات.. ماذا لو أقمنا مباراة السوبر يوم 17 أو 18 فبراير.. في انتظار قرار اتحاد الكرة!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف