الجمهورية
رضوان الزياتى
الحد الفاصل .. بطل يولد من رحم المعاناة!!
لم يكن أكثر المتفائلين يحلم بتأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لنهائي كأس الأمم الإفريقية "الجابون 2017".. فقط كنا نريد تمثيلاً مشرفاً بعد أن غاب الفريق عن المشاركة في ثلاث نسخ متتالية لظروف كلنا نعلمها أبرزها ارتباك النشاط المحلي بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011 وما تلاها من حوادث دامية خاصة مذبحتي بورسعيد والدفاع الجوي.
كنا نريد تمثيلاً مشرفاً لمنتخب يعيد بناءه المدرب الأرجنتيني الكفء كوبر بعد اعتزال نجوم الجيل الذهبي بقيادة أبوتريكة وأحمد حسن ومحمد بركات ووائل جمعة وسيد معوض وعماد متعب.
لكن فاجأنا كوبر وأبناؤه نجوم المستقبل بقيادة الرائع محمد صلاح والجناح الموهوب تريزيجيه والمقاتل طارق حامد والأسدين علي جبر وأحمد حجازي بملحمة رائعة من الكفاح والنجاح في هذه البطولة الصعبة.. بل المستحيلة.. وحقق الفريق ما لم يكن يتخيله أحد.. وهو الوصول للمباراة النهائية وقد يحمل الكأس للمرة الثامنة إن شاء الله.
إن هذا الفريق البطل ولد من رحم المعاناة.. لأن معظم عناصره من الشباب الواعد فقط هناك ثلاثة أو أربعة من أصحاب الخبرات في مقدمتهم الحارس المخضرم المتألق عصام الحضري والجوكر العالمي أحمد فتحي.. ومثل هؤلاء الواعدين الصغار لا يملكون الخبرة الإفريقية والمشاركة في مثل هذه البطولات الكبيرة.. وبالتالي كان من الصعب مواجهة كبار المحترفين في غانا والمغرب وبوركينا ومالي وغيرهم من المنتخبات الإفريقية القوية ومتقاربة المستوي.. أيضا ظروف الطقس والمناخ من رطوبة عالية وحرارة مرتفعة وملاعب سيئة لا تصلح لرعي الغنم أدت إلي حدوث إصابات موجعة لنجومنا بداية من أحمد الشناوي وشريف إكرامي ومروراً بمروان محسن ومحمد عبدالشافي وانتهاء بأحمد حسن "كوكا" وبحمد الله استطاع أبطال مصر أن يجتازوا كل هذه الصعوبات والعراقيل.. وتسللوا إلي المباراة النهائية بتكتيك رائع من الخواجة الأرجنتيني كوبر وبسالة وذكاء فطري مصري صميم.
صحيح أن أبطالنا لم يقدموا الأداء الممتع في معظم الفترات والمباريات ولم يسجلوا الكثير من الأهداف.. مثلما حدث في بطولات 2006 و2008 و..2010 لكنهم أمتعونا بكفاحهم وصلابتهم وروحهم وإصرارهم علي تحقيق النصر في كل مباراة وآخرها في موقعة بوركينا فاسو التاريخية التي فزنا فيها عن جدارة وليس بالحظ.
إن قدرة الفريق علي مباغتة نجوم بوركينا المحترفين في أقوي الأندية الأوروبية بهدف رائع لمحمد صلاح من هجمة منظمة لدليل علي أن الفريق كان يلعب بخطة وتكتيك ويحترم منافسه.. وكان يخطط إما لخطف الفوز كما حدث مع غانا والمغرب في الوقت الأصلي.. وإما يصل لركلات الترجيح اعتماداً علي حارس أصيل ومخضرم هو عصام.. لم يتحقق هدفه الأول وهو خطف الفوز علي الخيول البوركينية في الوقت الأصلي.. ودخلت المباراة إلي الوقت الاضافي ثم إلي ركلات المعاناة الترجيحية وخلالها وفي ختامها ظهر المعدن الأصيل للحارس الأصيل عصام الحضري واستطاع بخبرة وذكاء أن يتصدي لآخر ركلتين.
شكراً لنجوم منتخبنا الوطني وشكراً للجهاز الفني بقيادة كوبر الذي لعب بواقعية واحترم منافسيه.. فأجبر الجميع علي احترامه بعد أن تعرض لكثير من حملات التشكيك والنقد الذي وصل إلي حد التطاول.
نعم ننتظر منكم يا رجال المنتخب الكأس الثامنة والمشاركة في بطولة القارات بروسيا ..2017 ولكن إذا لم يتحقق ذلك.. فنحن نشكركم علي كل ما قدمتموه من نتائج أثلجت صدور المصريين وأدخلت البهجة والفرحة في قلوبنا في أيام صعبة تعيشها البلاد من أجل عبور الأزمة الاقتصادية والتضخم وغلاء الأسعار.
وانني علي ثقة في أنكم قادرون علي العودة بالكأس الثامنة والذهاب إلي روسيا مرتين.. في كأس القارات 2017 وفي كأس العالم .2018
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف