الأهرام
ابراهيم حجازى
29 ينايــر.. يـــوم انتظــــره من خمس سنـــوات!
الأمل الذى كنت أراه بعيدًا على مدى خمس سنوات.. فى يوم وليلة وجدته فى حضنى أعانقه!.
القضية التى حاربت فيها خمس سنوات دون أى تقدم من أى نوع.. فى ساعات.. تحررت وانطلقت وتقدمت.. وما كنت أراه صعبًا جدًا تحقيقه فى ظل العقليات المتحجرة.. أراه اليوم واقعًا على الأرض!.

الحلم الذى كنت أراه بعيدًا وكلما أشرت إليه يبتعد.. حلم أن يحتفظ الوطن بعباقرته. لأجل أن تحتل مصر المكان والمكانة التى تستحقها.. بات حقيقة أرى كل تفاصيل ملامحها بكل وضوح!. «إيه الحكاية»؟

الحكاية أننى من خمس سنوات.. أحارب.. بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأجل أن يستفيد الوطن من العباقرة الذين تنجبهم أرض مصر!.

ولماذا لا يستفيد الوطن من عباقرته؟. لأن نظام التعليم الموجود.. يقتل المواهب ويمنع الابتكار ويحد قدرات العقل!. كيف؟.

لأننا الوطن الوحيد فى العالم الذى مناهج تعليمه فى جميع مراحل الدراسة حفظ وتلقين!. تحفظ طوال العام الدراسى مواد كثيرة ضخمة متخلفة.. وما سهرت الليالى فى حفظه.. تنساه بعد الامتحان بأسبوع.. وخلاص!.

مناهج البحث والمعرفة الموجودة فى كل العالم.. لا وجود لها عندنا.. ويبدو أنه ممنوع الاقتراب منها.. لأنها تحرر العقول وتحرض على تعلم كيفية البحث عن المعلومة ومعرفة المعلومة وليس حفظ المعلومة.. والفارق هائل بين الاثنين!.

قضية تغيير المناهج أتكلم فيها من سنوات بعيدة تقترب من العشرين.. وأعترف بأننى أخفقت بامتياز!. لم يكن تقصيرًا منى.. بل تعنت منهم!. وصل بى الأمر إلى طبع استمارة لجمع مليون توقيع لأجل تغيير المناهج.. التى تدمر كل شىء فى حياتنا!. حرمت الطفل من أن يعيش طفولته.. وهذه كارثة!. حرمت الوطن من أن يتعرف على مواهبه وعباقرته.. وهذه كارثة!. آثارها المدمرة انعكست على الرياضة وعلى الفن وعلى الأدب.. وعلى العلم نفسه.. ومع ذلك السادة المسئولون «ودن» من طين والأخرى أيضًا من «طين»!.

أحد لم يكترث بحتمية نسف مناهج الحفظ والتلقين!. هل هى.. قضاء أم أمر مفروض؟ أسأل لأن بقاء هذه المناهج التى دمرت كل شىء.. بقاؤها بات محل شك وريبة.. فى أن هناك من لا يريدون التقدم للوطن!. على أى حال.. السادة المسئولون عن التعليم.. تكلموا كثيرًا عن الإصلاح.. وكل ما تكلموا عنه.. ليس فيه ما يشير إلى أن حضراتهم سوف يغيرون مناهج التعليم المتخلفة.. التى تتحكم فى مصر من سنوات طويلة.. ومع ذلك!.

أنا شخصيًا لم أفقد الأمل فى هذه القضية!. قناعتى أنه سيأتى قريبًا مسئول عن التعليم.. ينسف ما عجز عنه من سبقوه.. جهلاً أو سهوًا أو عمدًا.. ينسف مناهج التخلف.. مناهج الحفظ والتلقين ويأتى بمناهج البحث والمعرفة التى يسير عليها العالم. طيب.. إلى أن يأتى هذا المسئول.. هل سنبقى عاجزين أمام العباقرة الذين نكتشفهم بالمصادفة لأن النظام التعليمى يقتل أى قدرات خاصة فى مهدها؟.

هذا ما رفضته وحاربت من أجله خمس سنوات.. عندما عرفت بطريق الصدفة أنه فى بلدنا عبقرية ظهرت فى 2011. طفل عبقرى فى الرياضيات فى ثانية إعدادى!. كتبت فى الأهرام وقلت فى التليفزيون.. بدل المرة.. عشر مرات!.

وزير التعليم وقتها.. أقر بأنه عبقرى وأقر أيضاً بأنه لن يستطيع فعل أى شىء!. لماذا؟ لأن القانون 139 يمنع دخول أى طالب إلى الجامعة قبل مرور 12 سنة فى مراحل التعليم!.

طيب.. يا سيادة الوزير.. وكل وزير جاء بعد سيادته فى وزارة التعليم.. أنت مقتنع أن الطفل عبقرى.. كيف تقول لا أقدر؟. أنت تقدر «ونص» لو جعلت قضية بالغة الأهمية مثل هذه.. قضية سيادتك.. وقضية رأى عام!. لماذا لم تتقدم أنت ومن جاءوا بعدك بمذكرة لمجلس الوزراء لأجل مشروع.. انتفاع الوطن بعباقرته؟. لماذا لم تحارب إلى أن تحقق ذلك؟.

الحقيقة.. أنا لا أعرف سببًا يمنع السادة المسئولين عن التعليم حتى هذه اللحظة من التصدى لقانون غبى لم يضع فى حسبانه أن مصر بإمكانها إنجاب عباقرة.. رغم أن السنوات الخمس الأخيرة.. اكتشفت مصر بقانون الصدفة عبقريتين.. واحدة خطفتها فرنسا من ثلاث سنوات.. وكانت فى ثانية إعدادى فى مصر.. وفى فرنسا أدخلوها نهائى الجامعة مباشرة!. أتكلم عن عمر عثمان لأنه الحقيقة التى يستحيل تكذيبها من الذين يريدونها على هذا الحال!. الحقيقة التى تؤكد أن فى مصر عباقرة ولا نراهم بسبب منهج الحفظ والتلقين الموجود الآن لأجل قتل العباقرة!. الحقيقة التى تدين كل حضرات وزراء التعليم فى الماضى والحاضر!.

عمر عثمان اتخطف وضاع على مصر.. وخمس سنوات وأنا أكتب حتى لا يتكرر الأمر لأجل أن يستفيد الوطن من مواهبه وعباقرته!. خمس سنوات ولا حس ولا خبر!.

مرة أخرى أعتذر لحضراتكم مرتين. الأولى لأننى أكتب خارج المقرر المفروض على مصر.. مقرر الفتنة والكراهية والخلاف!. أكتب فى قضية تهم الوطن وهذا ليس مدرجًا على اهتمامات الإعلام!. وأعتذر ثانية.. لتكرار الكلام فى قضية واحدة.. وعذرى أننى لا أعرف اليأس لذلك لا أعرف التوقف لأننى كنت ومازلت على يقين أن الأفضل قادم بإذنك يارب!. الأمل الذى كنت أراه بعيدًا.. فى يوم وليلة وجدته أمامى فى حضنى.. أعانقه أنا او يعانقنى هو.. ليس مهمًا.. الأهم.. الحلم بات واقعًا والأمل أصبح حقيقة.. ومصر لن تفقد من الآن عبقرية واحدة!.

كنت قد كتبت فى هذا المكان.. عن عبقرية جديدة منحها الله لمصر!. طفل فى ثانية ابتدائى.. لكنه عبقرى!. الطفل العبقرى فى 2015 استقبله السيد وزير التعليم.. وانبهر السيد الوزير بعبقريته.. وخلاص!. هذا الكلام سنة 2015.. وانبهار الوزير ليس جديدًا.. وعدم فعل أى شىء.. أيضًا ليس جديدًا!. الوزيران السابق والأسبق تعللا بالقانون ولم يفكرا للحظة.. أن واجبهما الوطنى يلزمهما بأن يتحركا لتعديل أو إلغاء القانون الذى يمنع الوزير من رعاية عبقرى.. ويحرم الوطن من عباقرته!.

أمر غريب حقًا.. أن يتكرر الموقف.. ولا يتخذ المسئول أى خطوة إيجابية!. هل هذه السلبية جهل عما يجب القيام به أم أنها مقصودة لأن المطلوب ألا يعيش للوطن عبقرى!. حاجة تقرف على رأى الأستاذ نجيب المستكاوى رحمة الله عليه!.

دعونا من هذا القرف!. تعالوا لنعيش لحظات الفخر والاعتزاز والفرحة بالقرار المسئول!.

سنوات ولا أحد يتحرك. وفى لحظات كل شىء تحرك!.

مدير الكلية الفنية العسكرية.. قرأ ما كتبته عن الطفل العظيم العبقرى!. بحكم مسئوليته وتنفيذًا لقرار القائد العام للقوات المسلحة.. بأن تتولى الفنية العسكرية رعاية النماذج الموهوبة فى الرياضيات تحديدًا وأن تتولى كلية الطب العسكرية رعاية المتفوقين فى تخصصات أخرى!.

نحن أمام حالة متفردة!. طفل لم يكمل الثمانى سنوات وعبقرى فى الرياضيات!. مدير الفنية العسكرية.. قبل أن يتخذ أى خطوات.. استقبل الطفل العبقرى ووالده ووالدته ود.حاتم زاهر أخصائى الطب النفسى.. صاحب مشروع العبقرى العربى.. وهو من أجرى قياسات الذكاء للعبقرى الصغير الذى حقق 165 درجة.. والعبقرية تبدأ من 135 درجة!.

الأحد الماضى كان اللقاء فى الفنية العسكرية. لجنة علمية من كبار أساتذة الفنية العسكرية موجودة.. للحوار مع الطفل العبقرى.. إنها القوات المسلحة يا سادة!. لا وقت للهزل!. لا وقت للهرتلة والكلام الفارغ!.

الطفل العبقرى هو نفسه فى الحالتين. الأولى: 2015.. استقبله الوزير وشكل لجنة لقياس معدل الذكاء!. المصيبة أن اللجنة التى أمر بها الوزير.. هى من أخبرته أن الطفل عبقرى.. فماذا فعل؟. شهادة تقدير من الوزير بأنه عبقرى!. قرار من الوزير بعودته إلى المدرسة الابتدائى ليكمل مشواره التعليمى!. وهذا معناه قتل هذه العبقرية إن بقيت فى مصر!. معناه إجبار أسرة الطفل على قبول خطف دولة أجنبية لطفلهم!.

سنة 2017 وقبل أن ينتهى شهر يناير.. نفس الطفل العبقرى يتم استقباله فى الفنية العسكرية!. لجنة من جميع التخصصات لتقييم حالته.. لأن المسألة مضمون لا شكل!. لا المكان.. مكان هزل وضحك على الذقون.. ولا الرجال يعرفون إلا النظام والالتزام ومصلحة الوطن!. لا شهادات تقدير.. ولا كلام لا ينتهى إلى شىء.. إنما عمل!. ماذا فعل الرجال.. رجال القوات المسلحة فى الكلية الفنية العسكرية؟.

اللجنة المشكلة من تخصصات بعينها.. حاورت وناقشت واستمعت ولاحظت على مدى أكثر من ثلاث ساعات.. وانتهت إلى ثلاث نقاط. الطفل العبقرى كثير المعرفة فى العلوم. الطفل العبقرى متفوق على أقرانه فى القدرات المعرفية. الطفل العبقرى له فضول علمى شديد. ملاحظة: الطفل لم يكمل عامه الثامن بعد وفى ثانية ابتدائى.

تذكروا حضراتكم الأحد 29 يناير 2017. قناعتى أنه يوم يؤرخ فيه إلى ما قبل هذا التاريخ.. وطن محروم بفعل فاعل من مواهبه وعباقرته!. وطن مكتوب عليه ألا يستفيد من عبقرية واحدة!. وطن بعد طول سنين.. جاء اليوم وهو 29 يناير 2017.. الذى تسلم فيه جيش مصر مهمة اكتشاف ورعاية وحماية المواهب والعباقرة!.

ما حدث يوم الأحد الماضى.. لم يكن حماسًا عابرًا سيذهب إلى حال سبيله!.

الذى حدث فى الفنية العسكرية.. تم بتعليمات محددة من القائد العام للقوات المسلحة.. تنفيذاً لتكليف من رئيس الجمهورية!.

الذى تم فى الفنية العسكرية.. تنفيذاً لتعليمات من القيادة.. وانتظار من القيادة للنتائج!.

الذى حدث يوم الأحد.. فيه تفصيلات كثيرة.. فيها ما ينهى للأبد حرمان وطن من عباقرته!. فيه ما يؤكد أن مصر وضعت قدمها على طريق عشنا سنوات طويلة لا نعرف لهذا الطريق.. طريقًا!. أتكلم عن طريق التقدم الذى يسير عليه العالم المتقدم.. عرفنا طريقنا إليه عملياً بإجراءات لا نظرياً بكلمات!. الفنية العسكرية رَفَعَتْ مذكرة للقائد العام.. تدور حول ثلاث نقاط:

الأولى: تعديل العائق القانونى.. بالتنسيق مع لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب.

الثانية: تأسيس كيان خاص.. لاحتضان العباقرة وتوفير الرعاية المتكاملة لهم تحت إشراف القوات المسلحة بالتعاون مع أى هيئات علمية أو اقتصادية تريد المشاركة فيه.

النقطة الثالثة: الكلية الفنية العسكرية تتولى عمل تقييم كامل لأى عباقرة يفرزهم مشروع العبقرى العربى الذى يتولاه د.حاتم زاهر. الفنية العسكرية على عاتقها مهمة رعاية الطفل العبقرى وما يظهر من عباقرة.. إلى أن يتم تأسيس الكيان الذى يحافظ على عباقرته!.

وطنى حبيبى.. ما أطالب به من خمس سنوات.. تحقق بتدخل جيش مصر!.

وطنى حبيبى.. زمن حرمانك من العباقرة انتهى.. بقرار من جيشك يا مصر!.

تحية إلى جيش مصر العظيم.. فى الأمس واليــــوم وفــــى الغـــد وكــــل غــد.



للعلـــــــــــــم

>> على فكرة.. أهل الشر ليسوا فقط من يحملون السلاح ويقتلون بالرصاص!. هناك أهل شر يعيشون معنا وبيننا «أشر» من الإرهابيين!. ربما لم يمسكوا يوماً بندقية.. لكنهم يحملون بين فكيهم التهلكة لوطن بمن عليه!. لسان يغطى كل سمات النفاق!. من يحرضون علنا على الفتنة.. أهل شر!. من يتركون الإنجازات ونازلين «هرى» فى الهيافات مثل السجادة الحمراء.. أهل شر!. من لا تعرف لهم مبدأ.. أهل شر!. من يكرهون جيش مصر.. أهل شر!. من يرون فقط السلبيات ولا يذكرون مطلقاً الإيجابيات.. أهل شر!.

من الآخر.. «الفتانين» الكذابون المنافقون الكارهون المفضوحون.. هم أصل الشر!.

>> سبحان الله.. إن جاء حكم القضاء على هواهم.. هللوا له وأشادوا به مثلما حدث فى قضية الجزيرتين..!

محكمة الجنايات أصدرت حكما بوضع عدة أسماء على قائمة الترقب.. لتورطهم فى أنشطة مع جماعة إرهابية بما يجعلهم فى نظر القانون إرهابيين!.

محمد أبوتريكة.. ضمن الأسماء الذين أدانتهم محكمة الجنايات.. وهذا الحكم ضده ليس أول الأحكام القضائية..!.

من لم يأت الحكم على هواهم ومن يعملون ضد البلد فى الخفاء.. أقاموا الدنيا على حيلها!. فرصة للتشكيك!. فرصة لخلط الأوراق.. وتصوير الكلام على أن ما حدث تدبير من الدولة!. نسوا أو تناسوا أنه حكم قضائى.. وعندما تقول لهم إنه حكم محكمة.. يشككون فى أنه صادر بتوجيه من الدولة!.

طيب.. لو الدولة تتحكم فى القضاء.. ما صدر حكم ضد الحكومة وأدان الحكومة فى قضية الجزيرتين مثلاً!.

لا أحد ينكر نجومية أبوتريكة وإنجازات أبوتريكة وإسعاد أبو تريكة للمصريين.. لا خلاف على ذلك.. ولكن!

من قال إن النجومية يمكن أن تكون مبرراً لمخالفة القانون أو طريقاً للخروج من تحت طائلته؟.

الأصل الذى يمكن مناقشته فى هذه القضية.. هل تورط أبوتريكة مع جماعة إرهابية أم لا؟.

القضاء وحده الذى بإمكانه الفصل فى هذا الموضوع.. فهل نترك الأمر للقضاء.. أم نجعلها فرصة للخلاف؟.. وكأن المصريين ناقصين خلافات!.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف