أشياء كثيرة في حياتنا تحتاج من وقت إلي آخر للمراجعة والتصويب هذه الأشياء قد تكون عوارض في حياتنا وقد تكون جوهرية قد تكون طارئة وقد تكون ملازمة ولكنها في واقع الأمر ذات تأثير في حياتنا. وتأثيرها قد يكون سلبيا أو ايجابيا ولكن القليل منا من يستفيد من تجارب قد يجابهها.. والكثير يسقطون في براثن المكابرة والغرور فتكون النتيجة غير محمودة وندمهم لن يجدي ساعة لا يفيد الندم.
ولعلي أقول ذلك بسبب ما أراه من مكابرة من البعض وعدم الاعتراف بالواقع تشبثا يتلابيب معتقدات قد تكون زائفة وأغلب الظن هي كذلك ورغم انهم يجنون من جراء غبائهم الكثير من المشاكل إلا أنهم يصمون الآذان ويغضون الأبصار عن الواقع ويبقون مكابرين.. وهنا يرون فشلهم نجاحا وسرابهم حقيقة وأوهامهم انجازات.
ينافقون للنفاق ويمارون للمراء ويخاصمون الحقيقة حبا في أن يوهموا أنفسهم بأنهم علي الحق والحق عنهم قصي.. ناسين أن وهمهم ظلام ولا محالة أن شمس الحقيقة ستسطع فتذيب دياجير الزيف وتظهر ضوء الحقيقة جليا لا زيف فيه .. انهم يصفقون للزيف ويهللون للوهم دون استحياء.. ينسون أن الحقيقة شمس لن تخفيها الغيوم السوداء.
ان هؤلاء الذين يشككون في كل انجاز ويرتدون رداء المؤامرة ويغيبون العقل ويتحدثون في مالا يعلمون ويسوقون الحجج والبراهين لتبرير فكرهم المعتل السقيم بادعاء الوطنية لكنهم في واقع الأمر متأمرون منحرفون عن خط الحقيقة مارقون ولن يزيدهم فكرهم الا جهلا وابتعادا عن الواقع.
ان سفينة الوطن تم تدشينها للابحار وبدأت بالفعل المسير.. ولن تتوقف يقودها ربان ماهر غير مكترث بنباح الكلاب الضالة.. فقد رفرفرت بيارق الزمن في ربوع المحروسة وعاد شريان الحياة للتدفق ولننظر كيف كان أبناء الوطن مبتهجون بأداء منتخب بلدهم وكيف خرجوا في مسيرات تعبر عن وطنية فطرية في النفوس يرفعون علم مصر رفرافا هذا العلم الذي أرادوا له الهوان فزلوا وبقي العلم رفرافا في سماء البرية.
وها هم أبناء صعيد مصر يعيشون اليوم الذي قضي علي عزلتهم وتهميشهم رغم أنهم يأملون المزيد.. الخير قادم ولكن بمزيد من الصبر والعمل ستصل السفينة إلي غايتها ولن تؤثر أحقاد المتآمرين علي المسيرة.
وأمام ما آراه من أشعة الأمل القادم أراني مستعجبا ومندهشا من تراخي الحكومة وأجهزتها في التعامل مع بعض القضايا الجماهيرية كغلاء الأسعار وتحقيق العدالة الناجزة التي تشعرنا بأن هناك شيئا تغير بدلا من هذا التراخي والاستخفاف الذي أصاب البعض بالاغتراب وجعل أذرعة اليأس تتغلغل في أنفسهم وهو أمر غير محمود العواقب.
لا تنفصلوا عن واقع يعيشه الناس بل شاركوهم همومهم وأوجاعهم بقرارات سريعة تجعلهم يعودون إلي بستان الأمل والعمل واستبعدوا أساليب الاستخفاف بالعقول لتظل السفينة مبحرة خاصة أن المتربصين ليسوا بالقليلون .. انزلوا للبسطاءحسوا بما يحسون فانهم يتألمون ويرفضون البوح بآلامهم فالأوجاع طالت شتي مناحي الحياة.
** همسة:
ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر بين الحفر