يسرى حسان
نموت نموت وتحيا المجالس!!
لسنا شعبا جاحدا والله. نعرف ما يبذله سادتنا من جهد. ونري أثره علي عيشتنا الفل. الناس يفعلون معنا الصح. وما من شيء نفسنا فيه إلا وفعلوه. وبالتالي فمن حقهم أن يعيشوا هم الآخرون زي الفل وأحسن. أليس ما نحن فيه من رخاء وانبساط من صنع أياديهم الشريفة المبروكة المباركة؟
هؤلاء السادة هم عنوان البلد. وما دام البلد يعيش أزهي عصوره. وما دام الناس. بفضلهم ورعايتهم. أصبحوا يعيشون ولا في الأحلام. فلا بد أن يعيشوا هم الآخرون بما يليق بمواهبهم وامكاناتهم ومكانة بلدهم الذي هو فعلا بلد وليس شبه بلد ولا حاجة.
هل يليق بوزير أن يميل علي وكيل وزارة مثلا ويطلب منه سلفة ليجلب الطعام لأولاده أو يدفع لهم مصاريف المدارس أو يشتري لهم كسوة تقيهم برد الشتاء. لا يليق طبعا. مكانته تهتز ونفسيته تتعب. وهذا يضر بمصالح الدولة وبالتالي يضر بمصالحنا جميعا. ثم هل يليق به بعد أن يصبح وزيرا سابقا. وتهاجمه الأمراض النفسية والعصبية والجسدية. ألا يجد تكاليف العلاج حتي ولو في مستوصف الحي؟
لابد إذن من رفع رواتب الوزراء ومعاشاتهم. وما دام الدستور يعطي رئيسهم هذا الحق فمن واجبه أن يطالب به. وليس من حقنا أن نعترض. بل علينا أن نطالب معه ونلح في ذلك. وإذا لم يستجب أحد - وإن كان ذلك مستحيلا - علينا أن نتظاهر لأجلهم. ولا أظن أن أحدا سيبيعنا ويلقي القبض علينا ويقدمنا للمحاكمة بتهمة التظاهر. وإن كان بعض الخبثاء يقولون إنه سيبيعنا. لكنهم خبثاء ومش عايزين مصلحة البلد.. سيبك منهم.
ثم أليس من واجبنا أن نوفر الحماية والرعاية الكاملة المتكاملة لرئيس ووكيلي البرلمان. ماذا نفعل إذن لو لا قدر الله اصابهم مكروه. يضيع البلد ونضيع معه. ومبلغ الثمانية عشر مليون جنيه ليس كبيرا في بلد "غني قوي" علي ثلاث سيارات مصفحة يتصفح فيها الثلاثة. هل يليق أن يركبوا سيارات عادية مثل التي يركبها رعاع الناس؟ طب نودي وشنا فين من البرلمانات الأخري؟
كما أن هناك فئات غير الوزراء ورجال البرلمان. أنت تعرفها طبعا. طبيعي جدا أن تتضاعف رواتبها عشر مرات أو حتي عشرين. يبذلون مجهودا كبيرا يا أخي ومن حقهم أن يأكلوا اطيب الطعام. ويسكنوا أرقي القصور. ويركبوا أفخم السيارات. هم سادة ايضا وعندهم متطلبات ليست عندي أو عندك. بدونهم يضيع البلد. ثم أنت عايز ايه اكتر من اللي أنت فيه. خيرهم مغرقنا ولابد أن ينعموا به أولا. ثم يلقوا بما تبقي - وهو كثير والحمد الله - إليَّ وإليك.
زمان كانوا يهتفون. علي سبيل المبالغة. نموت نموت وتحيا مصر. وعلينا أن نقتدي بأسلافنا الطيبين وندرك أن مصر ما هي إلا مجالسها. بدون المجالس لا شيء اسمه مصر. اهتف معي من فضلك: نموت نموت وتحيا المجالس.. شايفك ياللي ما بتهتفش.. عرفتك.. أنت مش من أهل الخير!!!!