الأهرام
عزت السعدنى
زغرودة حلوة.. لأولاد بلدنا..
في كل مرة تدور فيها رحي الأحداث ـ وكلمة رحي هنا من الرحاية بتاعة زمان التي انتزعت من حجر الصوان الشديد الصلابة.. وكانوا في الزمان البعيد يضعون حبات القمح أو الذرة بين راحتيها وتجلس المرأة أمامها وتديرها بيدها لكي تتحول الحبوب الصلبة إلي دقيق يحولونه بالماء إلي عجين ثم إلي رغيف خبز يستوي علي نار الفرن البلدي بتاع ستي وستك وخالتي وخالتك.. أو علي حرارة شمس الظهيرة فيما يطلقون عليه اسم العيش الشمسي وهو أنقي رغيف خبز عرفه الإنسان منذ الأزل.



نعود إلي الجملة التي بدأنا بها.. عندما تدور رحي الأحداث وآسف لهذه الاطالة.. لنقول إنه في كل مرة تدور رحي الأحداث بأخبار لا تسر القلب ترفع سقف الهموم وما أكثرها بهم جديد علينا، اسمه هذه المرة تعويم الجنيه المصري المغلوب علي أمره دنيا وآخرة أمام سيد العملات الذي اسمه الدولار المفتري والذي ازداد افتراء بعمنا ترامب الرئيس الأمريكي الجديد الذي ارتدي برنيطة الكاوبوي في الغرب الأمريكي وامسك بمسدسه وراح يطلق رصاصاته علي خلق الله في طول الكرة الأرضية وعرضها علي المسلمين في كل بقاع المعمورة بلافتة علي حدود بلاده وفي مطاراتها وموانيها ومداخلها ومخارجها تقول: ممنوع الدخول!

ولهذا وغيره وغيره في الداخل والخارج اجتمعنا نحن أصحاب الجباه العالية من الذين يطلقون عليهم أصحاب الفكر والرأي وحب مصر فوق جباههم علامة وغطاء! لنحاول الخروج من هذا المأزق الحضاري الذي وضعنا فيه الخواجة ترامب ومعه قرارات الحكومة الرشيدة بتعويم الجنيه أو كما قال موظف حاله أغلب من الغلب «قال هو يعني ناقص تعويم.. ما هو غرقان، غرقان لشوشته قدامكم»!

..................

...................

>> قال قائل: لنتفق علي أن نقرأ ونري ونشاهد ونسمع أخبار مصر من علي شاشة النت ومواقع التواصل الاجتماعي ونقرأ الصحف السيارة كلها بلا تفرقة بين صحيفة قومية ـ كما يطلقون عليها ـ وصحف خاصة خارج السياق.. ونشاهد قنوات التليفزيون كلها.. وأولها ماسبيرو مع نظرة سريعة علي قنوات رجال الأعمال والناس الجدعان.. يقولون ما يقولون.. ونحن نختار ما نراه وما نسمعه ونقول هذا صواب.. وهذا خطأ+ على سائر الأخبار مع التعليقات علي الموبايلات وما أكثرها وما أغربها..

>> قال فنان تشكيلي: قبضوا علي المخرج خالد يوسف خليفة المخرج العبقري يوسف شاهين والنائب في البرلمان بتهمة إحراز مخدرات.. واتضح انها مجرد علبة دواء زانكس لعلاج الأعصاب لزوجته..

قالت سيدة تجلس في الركن: والله هو قدملنا أفلام حلوة كتير زي: هي فوضي+ دكان شحاتة ..

قال قائل: ولكن من حق الأمن أن يفتش يا جماعة.. ويدين.. إذا وجد ما يستحق الادانة!

وقالت رسامة: ولكن هي علبة دواء اسمه زانكس التي عثروا عليها معه تبقي مخدرات..!

>> الخبر يقول: مؤسس ويكليكس التي هزت العالم باكتشافاتها وهو مطلوب أمنيا في نصف الكرة الأرضية من أجهزة المخابرات طبعا.. يقول في آخر تقريراته: إن المخابرات في الدول الكبري تتجسس علي الناس والحكومات في كل دول العالم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي في الفيس بوك وتويتر..

قال قائل: قلنا كده وما حدش صدقنا؟.. وقالوا اطلعوا من البلد!

...............

................

{قال قائل: معقول الدولار أصبح الآن يساوي في سوق العملات أكثر من 18 جنيها!

قالت موظفة في مصلحة حكومية: وطبعا كل شيء وكل سلعة وكل حاجة زادت أضعاف وأصبح السكر بـ 19 جنيها واللحمة في الجمعية بـ 75 جنيها وعند الجزار ما تعدش والمواصلات زادت ما اعرفش ليه والميكروباصات حتي التوك توك رفع سعره.. وسندويتش الفول بقي بأربعة جنيهات. والميكروباصات زودت الأجرة.. والدواء اشتعلت في أسعاره النار والصيادلة يهددون بالاضراب وأصحاب المعاشات عملوا مظاهرة ووقفة قدام مجلس الوزراء اشمعني هما اللي وقعوا من قعر القفة زي ما قال واحد منهم.. عاوزين علاوة غلاء بعد ما أصبحوا ميتين بالحياء زي ما قال واحد منهم!

قلت أنا: الله يرحم أيام ما كان اسماعيل يس بيشتغل مونولوجيست في فيلم المليونير في الزمن الجميل.. بيقول لواحد سأله بتاخد كام في الليلة؟

قال: ريال.. يعني واحد دولار!

يعني في الخمسينيات والستينيات كان الدولار يساوي عشرين قرشا.. يعني الجنيه المصري كان أيامها يساوي خمسة دولارات «يا خبر أبيض»!

والجملة الأخيرة لعمنا شكوكو ابداع الزمن الجميل أيضا؟!

يسأل سائل: يبقى الجنيه المصرى اتخسف به تراب الأرض قد إيه النهاردة؟

من جنيه يساوى 5 دولارات حتة واحدة.. إلى دولار يساوى الآن 81 جنيها وكسور؟

...................

...................

> قال قائل: شوفوا الخبر ده اللى بيقول: رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين ناتنياهو يريد أن يبنى جدارا عازلا على الحدود مع مصر ليه؟ عشان اللاجئين مايدخلوش اسرائيل؟

> > بانفعال وعصبية ترد ناظرة مدرسة اعدادية من هواة قراءة الصحف ومشاهدة الأخبار علي السوشيال ميديا من فيسبوك وتويتر: إيه التناقض ده.. أمال ليه وزير داخليته أعلن على الملأ أنه قد صدق على خطة تتضمن قبول 001 يتيم سورى ومنحهم إقامة كاملة فى اسرائيل؟

قالت ناظرة المدرسة: آه لعب على الحبال.. واحد يقفل وواحد يفتح.. ومين قال إن الأطفال السوريين اليتامى ممكن يعيشوا فى اسرائيل اللى واخدة هضبة الجولان السورية غصبا واقتدارا؟

> قال قارئ للأخبار: طيب ايه رأيكم دام فضلكم فى هذا الخبر القادم لتوه من البيت الأبيض فى واشنطن، الخبر يقول: مسئول فى البيت الأبيض: الارهاب قد يشمل مصر والسعودية..

ـ يعنى إيه؟

يسأل سائل.. والجواب: يعنى أى مواطن مصرى أو سعودى ممكن يتعرض عند زيارته لواشنطن أو نيويورك أو سان فرانسيسكو أو أى مدينة أمريكية يهبط فى مطارها بالمنع من الدخول.. باعتباره ارهابيا.

قال الجميع فى صوت واحد: موش معقول ياجماعة.. لازم البلد ترد أى إهانة لينا وللسعودية معا!

قال صاحب الخبر: ياجماعة الخبر بيقول صراحة: قرار البيت الأبيض يتضمن منع مواطنى 7 دول اسلامية.. قد تنضم إليهم مصر والسعودية مستقبلا عند دخول الأراضى الأمريكية!

قال ناظر مدرسة ثانوية: لابد من رد من مصر على هذا الكلام الذى نسمعه لأول مرة فى حياتنا.. !

....................

....................

مازلنا نعيش مع مسلسل الأخبار المزعجة حقا:

قال قائل: وما رأيكم دام فضلكم فى مسلسل أخبار الحكومة الجديدة وخروج كام وزير ودمج وزارات.. طيب أمال الوزراء دلوقتى يشتغلوا إزاى بس؟

يشتغلوا إزاى بس وكل واحد حاسس إن الدور عليه فى الخروج بره.. طبعا كل الوزارات حالها واقف وما فيش وزير يقدر يمضى قرار أو حتى يوقع على أى ورقة!

وقال قائل: التغيير فى كل العالم يتم «سكيتى» يعنى فى السر.. موش على عينك ياتاجر كده.. هو إحنا ياجماعة بنبيع بطيخ واللا بنلعب أتارى؟

قال قائل: طيب إيه رأيكم فى قنبلة العربيات إللى اشتراهم مجلس النواب بكام ياترى؟ بـ 81 مليون جنيه.. واحنا بلد بتدبر قوت يومها يوم بيوم.. والغلاء ضرب الغنى والفقير معا.. وأصحاب المعاشات أصبحوا فى ظل تعويم الجنيه وزيادة الأسعار.. عايشين على الحديدة.

وزى ما قالت لى معاشها يادوب 005 جنيه فى الشهر وعندها من العيال من جوزها اللى ودع الدنيا سبعة فى عين العدو.. وهو نفس تعبيرها!

وقالت فتاة شابة: وهو الرئيس هيعمل ايه ولا ايه بس؟

.....................

.....................

قالت ناظرة المدرسة الاعدادية الموقرة: أما أنا فعندى ثلاثة أخبار مفجعة أرجو أن تنصتوا إليها جيدا؟

قال الجميع فى صوت واحد: تفضلى ياسيدتى: كلنا آذان صاغية.

قالت: الخبر الأول يقول: فى قنا قتل رجل وزوجته وأطفاله الخمسة واخته بالرصاص من بندقية آلية.. بلا سبب!

الخبر الثانى: شاب يذبح أمه بسكين.. لأنها لم تمنحه ثمن الشبكة التى سيقدمها للفتاة التى يحبها ويريد الزواج منها!

قال الجميع فى صوت واحد: الناس خلاص اتجننت.. راحت الأخلاق وراح الدين؟

.......................

.......................

خرجنا كلنا.. نتنسم هواء نقيا بعد غيامة الأخبار النكدية.. لنجد فى انتظارنا وفى انتظار مصر كلها خبرا أنسانا ما فعله بنا الدولار اللعين.. والغلاء الرذيل.. بالنصر المبين بأقدام اللاعبين.. والعودة من الجابون من قلب القارة الأفريقية إن شاء الله بالكأس.. كأس القارة الافريقية كلها.. ما أجملك يا كرة القدم أسعدت شعبا طيب الأعراق ومنصورة يامصر! {
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف