تفخر دائما بجذورها »الشرقاوية»‬ وتعليمها الأساسي بمدارس الراهبات.. ورغم دراستها الجامعية وما بعد الجامعية لإدارة الأعمال بالولايات المتحدة.. إلا أنك تشعر فور التعامل معها بأنها بنت بلد أصيلة و»‬مجدع» يعتمد عليها.. إنها غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي.
تجيد اللغة العربية لدرجة التمكن وتحفظ كثيراً من القرآن الكريم ومن أشعار شوقي، وكان والدها الدكتور فتحي والي أستاذ القانون الأشهر يطلب منها وهي طالبة »‬إعراب» مانشيتات الصحف اليومية.. ومع أنها تتحدث عدة لغات أجنبية بطلاقة أهلها.. إلا أنها لا تطيق من يمزج العربية »‬المكسرة» بالإنجليزية »‬المدشدشة» فيما يعرف بالفرانكو آراب.
تمتلك ذاكرة حديدية للأرقام وللوجوه وللأسماء .. بالمصادفة رأيتها تراجع ذات مرة مسئولا كبيرا بوزارتها حول خطأ اكتشفته في أرقام ميزانيته التقديرية.. كانت تقرأ من ذاكرتها واتضح انها الصح!!
تقع عليها مسئوليات وأعباء ضخمة - بجانب وزارات أخري عديدة - لتنفيذ قرارات الرئيس السيسي في التصدي لتوابع القرارات الاقتصادية الأخيرة، خاصة علي الأسر المهمشة والفئات الضعيفة وأصحاب المعاشات.. مهمة لا تواجه وزيرات ووزراء آخرين من نظرائها في الخليج أو الاتحاد الأوربي أو الشمال الأمريكي والآسيوي، لكنها لا تبالي بصعوبة المهمة بل ترحب بها.
نعم.. النتائج الكاملة لخطط هذا التصدي لم تتشكل بعد في صورتها النهائية.. لكن كل المؤشرات مبشرة وتتحسن كل يوم.. سألوها في الأمم المتحدة وفي المنظمات الافريقية وبكل بلد تزوره عن برنامج تكافل وكرامة.. يرون فيه الأمل للتوازن بين تحرير الاقتصاد وإصلاح هياكله، وبين آثاره الضارة.. وقالوا انه برنامج يعيد توزيع الدخل في المجتمع لصالح الأقل دخلا.
انهت مشكلة أطفال الشوارع لحد كبير، وخطت مسافات واسعة في الحد من المخدرات والإدمان عن طريق التوعية، ومعها فريق ممتاز من شباب صندوق مكافحة التعاطي.. وانتصرت لقضايا الإعاقة والرعاية الملحقة بها، ودفعت بالجمعيات الجادة في كافة التخصصات، ماعدا »‬حفنة» من أصحاب المصالح الضيقة والصوت العالي من أجل عيون التمويل الأجنبي!!
الشيء الوحيد الذي تفعله غادة والي ولا أجد تفسيرا له.. وبحكم تغطيتي لأخبار القوات المسلحة منذ مايزيد علي ٢٠ عاما.. انها »‬هي وأسرتها» تقوم بزيارات دورية ومنذ مدة طويلة، لرجال القوات المسلحة والشرطة من المصابين في العمليات الإرهابية دون الإعلان عنها.. مكتفية برعاية أسر الشهداء من المدنيين!!