الرأى للشعب
ابراهيم نصر
ابن البحيرى يدعم الدواعش "أخيرة"

هذا هو مقالى السابع والأخير فى تفنيد فاسد أفكار المدعو إسلام بحيرى وبيان كيف أنه يدعم الدواعش بهذا المنهج القاصر فى التفكير، وذلك بعد أن اختفى عن الساحة الإعلامية وذهب إلى غير رجعة، ولعله يفكر فى "سبوبة" أخرى يسترزق منها ويتكسب بشرف وأمانة، فذلك خير له من الخوض فى بحر علوم الدين بلا مجداف ولا ملاح.

مع هذا الاختفاء قررت ألا أبذل مزيدا من الوقت فى الرد على هذا الدعى الأفاق الأفاك الذى استمرأ الكذب على علماء الأمة بغية تسفيه آرائهم وتشويه صورتهم والنيل من قدرهم، وأرجو أن أكون قد أسهمت بجهد متواضع فى الدفاع عن أئمتنا الأعلام، مع يقينى أن السحاب ما كان ليضره نبح الكلاب.
نعم .. علماؤنا الأجلاء فى السحاب .. وإن شئت قل هم نجوم زاهرات فى عنان السماء.

سيذهب ابن البحيرى إن عاجلا أو آجلا إلى مزبلة النسيان، لأن مثله لا مكان له فى التاريخ الإنسانى، وسيبقى أهل الذكر الذين تطاول عليهم بجهل هم الهداة المهديين الخبراء في كل علم من العلوم، فمن أراد الفلاح والنجاح في الدنيا عليه أن يسأل أهل الذكر، وهذه قاعدة أساسية في الحياة، ينبغي أن تستخير الله، ثم تستشير أولي الخبرة من الناجحين في تخصصاتهم، كما أن الله عز وجل أمر النبى محمد -عليه الصلاة والسلام- فقال له: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [159 / آل عمران].

إن كل مصلحة .. كل حرفة .. كل نشاط .. كل مجال فى هذه الدنيا له خبراؤه، فهناك خبراء بالزراعة .. خبراء بالصناعة .. خبراء بالتجارة .. أطباء متخصصون فى شتى الأمراض. فأنت في أي جانب من جوانب الحياة بحاجة إلى عالم تستشيره أو تتعلم على يديه أوطبيب يعالجك، أما إن أردت أن تعرف الله وتسلك الطريق إلى علوم الدين، فينبغي أن تستشير الخبراء وتستنير بعلمهم لتسلك هذا الطريق.

وهذا ما دعا الإمام الغزالى رحمه الله المتوفى سنة ٥٠٥ هجرية إلى تقسيم العلماء إلى قسمين: علماء في الدنيا، وعلماء في الآخرة: علماء الدنيا هم الذين يعرفون دقائق الأمور الدنيوية، وعلماء الآخرة هم الذين يعرفون الله عز وجل. والإمام الغزالى يرى أن: "العلم حيثما ورد في القرآن الكريم المقصود منه العلم بالله".

نحن يا ابن البحيرى في الحقل الديني عندنا المفتي والمجتهد والقاضى والداعية .. هذه اختصاصات وتخصصات، ومن أجل أن يتبوأ العالم درجة الإفتاء يحتاج إلى أن يتوسع في دقائق الأحكام الشرعية وأصول الفقه وعلم اللغة والمنطق والفلسفة، فأين أنت من هؤلاء جميعاً .. خيبك الله؟!

وأخيرا .. مع الاحتفاظ بحق العودة للرد على ابن البحيرى وأمثاله من منطلق "وإن عدتم عدنا " أقول: إصرار البعض على ادعاء القدرةعلى تفكيك المصطلحات المستخدمة فى العلوم الإسلامية وأكثرها فى الفقه والحديث مثل المعلوم من الدين بالضرورة ومتفق عليه وأهل الذكر وغيرها.. يدفعنى إلى نصحهم بأن يكفوا عن هذا العبث المأزور غير المأجور ويبحثوا عن عمل آخر يكسبون منه رزقاً حلالاً فى الدنيا وثوابا وأجرا عظيما فى الآخرة.

أما الزعم بالانتهاء من تفكيك بعض هذه المصطلحات والعزم على المضى فى تقويض أركان وأعمدة الفكر الإسلامى، فهذا ما لم ولن يحدث مادامت رؤوس العقلاء والفقهاء على أكتافهم. وإن كان أى من هؤلاء المهاويس يمتلك منبراً رخيصاً للهدم فإن علماء الإسلام يملكون منابر من نور للبناء، فالأمر إذن محض وهم وخيال مريض لا يجاوز أثره محيط "البلاتوه" الذى يبثون منه خزعبلاتهم المضحكة التى لا تنطلى على طالب ثانوى فى المعاهد الأزهرية.

ونسأل الله التوفيق للإدلاء فى المقال القادم إن شاء الله تعالى بالرأى فى قضية الطلاق الشفوى المثارة الآن على أعلى مستوى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف