المساء
حنان عبد القادر
صوت القلم .. "في حاجة غلط"
عندما خرجت المرأة لميدان العمل لم يكن ذلك من قبيل الترفيه أو سد وقت فراغ وليس بدافع الوجاهة بل لتكون شريكا للرجل في جميع الميادين وبهدف أسمي نلمسه جميعا هو الارتقاء بالمستوي المعيشي لاسرتها ولتكون كتفا بجانب زوجها تؤيده وتسانده وتدعمه في مواصلة رحلة الحياة.. ولا أحد ينكر أو ينسي دورها خلال مسيرة التاريخ وكلنا نتذكر روعة المرأة المصرية عندما خرجت ابان ثورة 1919 جنبا إلي جنب الرجل ضد المستعمر الغاشم وتقول لا للمستعمر لا لنهب ثرواتنا.. وتؤكد اننا نملك ارادتنا ولا يستطيع أحد أن يملي علينا ارادته.
حقيقة خروج المرأة للعمل جعلها امام تحديات جسام عاشتها برضا وطيب خاطر وواجهتها بشجاعة تحسد عليها.. فكان عليها أن تكون ناجحة داخل البيت كأم وزوجة وربة بيت وما أدراك بمسئوليات البيت.. وألا يقل نجاحها خارج البيت في مجال عملها.. وقبلت المرأة التحدي في ظل مجتمع ذكوري يميز الرجل دائما في جميع الميادين ــ اتفقنا أم اختلفنا ــ مجتمع يري المرأة علي انها نصف انسان ونصف عقل ونصف ظل.. لا يعتمد عليها والدليل انه حتي وقت قريب كانت بعض الهيئات والمؤسسات ترفض تعيينها لمجرد كونها امرأة ــ لا أضيف جديداً إذا قلت إن الأدوار المتعددة التي تقوم بها المرأة والتي تبدأ غالبا مع مطلع فجر كل يوم وتتواصل حتي ساعات متأخرة من الليل.. ومساعدة أسرتها وأولادها للذهاب إلي مدارسهم والزوج إلي عمله لتتوجه هي إلي عملها وتعود حاملة علي اكتافها عشرات الكيلوات من احتياجات اسرتها لتبدأ رحلة كفاح اخري داخل المنزل لا يقل عن كفاحها في عملها.. وتواصل أعمالها المنزلية ثم مباشرة مذاكرة أولادها ومتابعتهم إلي أن ينتهي اليوم ليتكرر برنامجها اليومي الذي تؤديه بحب وايثار وعطاء.
هذا النموذج الرائع من المرأة الذي يعيشه كل بيت مصري الذي تتفاني فيه المرأة لاسعاد اسرتها وزوجها أساء فهمه بعض الرجال وبدلا من ان يقدروا دورها اساءوا الفهم واساءوا التصرف.. لم يقدروا دور الشريكة.
وقد صادفت هذا الاسبوع اكثر من نموذج يشكون من أن الزوج يغرد خارج السرب.. يتنصل من مسئوليته الاسرية تاركا المهمة كاملة للزوجة ليعيش حياته الخاصة بكل معاني الكلمة.. يصادق من يصادق علي الفيس بوك والواتس اب وربما يصل الأمر إلي الزواج العرفي طالما انه يعيش حالة من الراحة والفراغ الاكثر من ذلك بدلا من ان يقدر تضحيات زوجته وعطاءها يتهمها بأنها هي من قصرت بحقه لا اخفيكم سراً حجم الانهيار النفسي الذي تعيشه مثل هذه الزوجات وأؤكد واقول إن النموذج متكرر وينبئ بالخطر ولعل ذلك أحد عوامل زيادة معدلات الخلع والطلاق التي يعاني منها المجتمع في السنوات الاخيرة طبيعي الا تقبل المرأة بزوج يصدر لها رسالة بأنها غير جديرة به وانها "لا تملأ عينه".. ولهؤلاء النماذج أقول أفيقوا من غفلتكم ولا تهدموا بيوتكم بجهل وأنانية.. أولادكم امانة في أعناقكم.. ولسنا في حاجة لمزيد من الأسر المنهارة التي تهدد استقرار المجتمع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف