الأخبار
نوال مصطفى
حبر علي ورق
المياه لم ترجع لمجاريها بين الشعب المصري وحكومته الرشيدة، فما حدث في محافظة الجيزة منذ صباح الأربعاء الماضي حتي ظهيرة الجمعة شئ يجبر أي حكومة علي الإستقالة حفظا لماء الوجه! انقطاع المياه عن 22 منطقة بالجيزة دون سابق إنذار إلا شريط أخبار رفيع علي شاشة التليفزيون المصري، لم يشاهده الكثيرون يعلن عن انقطاع المياه عن المحافظة لمدة 24 ساعة، ثم استمرار هذا الانقطاع وسط صراخ الملايين الذين يقطنون تلك المناطق، وإعلان عودة المياه المرة تلو الأخري دون الوفاء بما تم إعلانه أمر غير مقبول.
تلك الكوارث الحكومية لا يجب أن تمر دون عقاب، أو وضع حلول جذرية لنهاية تلك المهازل والاستهانة بالمواطن المصري، ناهيك عن الأجانب الذين نحلم بعودتهم، والذين - قطعا- سيفكرون ألف مرة في العودة إلي مصر بعدما عاشوا انقطاع المياه، وتوقف الخدمات الأساسية في فنادق محافظة الجيزة الشهيرة، ومنها علي سبيل المثال لا الحصر مينا هاوس العريق المجاور لأهرامات الجيزة، الميدريديان القريب جدا منه أيضا!
الإعلان عن أمر حيوي جدا مثل انقطاع المياه الذي هو أكسير الحياة يجب أن يكون في جميع القنوات التليفزيونية والإذاعية، كما يجب أن يتم في أقل مدي زمني، وبالتنسيق الكامل الدقيق بين كل الجهات المعنية محافظة الجيزة، وزارة النقل، مرفق الصرف الصحي، شركة مياه الجيزة حتي تتم عملية أعمال تنفيذ الخط الثالث لمترو الأنفاق بسرعة ودقة واحتراف وذلك حرصا علي حياة المواطنين وتوفير أهم احتياجاتهم.
لا يكفي اعتذار كمال الدالي محافظ الجيزة للمواطنين، ولا يجب أن يمر أمر جلل كهذا دون تحديد أسبابه، والمسئولين عن تلك الخسائر المادية والنفسية والمعنوية لكل مواطن أو سائح وضعه حظه العاثر في ذلك الموقف المشين.
لقد كنا سعداء جميعا، مهللين، مبتهجين بوصول منتخبنا الوطني إلي نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية، وكنت مشحونة، ومحتشدة نفسيا للكتابة عن هذا الحدث الرائع الذي رفع معنوياتنا جميعا، وبث الأمل من جديد في عودة مصر إلي مكانها ومكانتها علي كافة الأصعدة ومنها الرياضة، لكن الله لا يسامح المسؤولين الحكوميين الذين تسببوا في مهزلة انقطاع مياه الشرب»‬ماء الحياة» عن الملايين. لقد سرقوا فرحتنا، وجعلونا ندور حول أنفسنا، كالمخابيل بحثا عن نقطة مياه لثلاثة أيام متصلة. حكومتنا الرشيدة أين حمرة الخجل؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف