مؤمن ماجد
ضد التيار .. ارقص مع الحضري
قبل أن تبدأ بطولة الأمم الإفريقية في الجابون كان أقصي طموحنا ألا نخرج من الدور الأول بفضيحة وأن يؤدي أداء مشرفاً.. لكن بركة دعاء 90 مليون مصري وباستبسال عدد من اللاعبين علي رأسهم الحضري.. نلعب اليوم المباراة النهائية ولذلك حتي لو خسرنا من حق المنتخب أن نفخر به وأن نكرم هؤلاء الأبطال وأن نرقص مع الحضري.
لم يكن المشوار سهلاً لأن منتخبنا لا يملك خبرات كافية ومعظم المحترفين من أندية مغمورة عالمياً ولعنة الإصابات طاردت اللاعبين لكن الشعب المصري كان مذهلاً في وقوفه خلف المنتخب وتشجيعه بجنون وفي كل مباراة كان الملايين يحتشدون أمام شاشات التليفزيون ويخرجون بعدها في مظاهرات فرح لم نشهد مثلها من 30 يونيو ولا أفهم هؤلاء الذين يستنكرون علينا فرحتنا ويقولون إن فوز في مباراة كرة قدم لا تعني انتصار شعب وأن تلك مجرد مسكنات لإلهاء الناس عن المشاكل الحياتية التي يعيشونها.
غير إنني أعتقد أنه من حقنا أن نفرح ليس فقط لأننا محرومون من الفرحة واعتدنا الحزن والعويل والبكاء ولكن أيضا لأن علم مصر يعود ليرفرف من جديد.
هو الانتماء الذي فقدناه من سنين.. هو عشق وطن يقسو علينا لكننا ندمنه.. هو افتخار بدولة تقتات عظامنا كل لحظة لكنها الميلاد والصبا والأهل.. هو كيان تعصف به وبنا الهموم لكنه بإذن الله سيبقي متماسكاً لأنه.. مصر.
إرادة النصر كانت عنصراً حاسماً لدي بعض اللاعبين أمثال أحمد حجازي وعلي جبر وتريزيجيه ومحمد صلاح لكن يبقي الحضري عنصراً متفرداً.. فقد أصبح رمزاً للإرادة والتحدي والرغبة في إثبات الذات.
الحضري أكبر اللاعبين عمراً تعرض في مسيرته الطويلة لكثير من العقبات الكفيلة بالقضاء علي أي لاعب خصوصاً دخوله في خصومة مع الأهلي ومشجعي ومناصري الفريق الأحمر.. أعتقد الكثيرون أنها النهاية لكنه كحاو عاد بقوة ليفرض علينا جميعاً احترامه ولنغني معاً ارقص يا حضري.
اليوم هو المباراة النهائية لبطولة الجابون.. وسيقف كل المصريين خلف منتخبهم.. سننسي جنون الأسعار والمعاناة اليومية وقضايا الفساد ومهازل البرلمان وسنرفع علم مصر.. حتي الذين لا يفهمون في كرة القدم ولا يحبونها سيكونون معنا قلباً وقالباً لأن هذا المنتخب يحمل اسم مصر.. أتمني أن نفوز بالبطولة.. لكن حتي لا قدر الله خسرنا.. سنكون فخورين بهذا المنتخب وبما قدمه الأبطال وسنرقص مع الحضري.