المساء
رمضان حنضل
عهد جديد .. اليوم.. يومكم يا أبطالنا!
اليوم.. يوم الملحمة.. يوم المجد.. يوم السعادة للمصريين بإذن الله.. اليوم نرسم البسمة علي وجوه جميع طبقات وفئات الشعب المصري.. فالكل في السعادة سواء.. لا فرق بين غني أو فقير أو بين عامل أو وزير.. اليوم المباراة التاريخية والفاصلة وحصاد جهد ومشقة 23 مقاتلا في ميدان الجابون علي مدي شهر تقريبا بين فريق الأبطال الفراعنة وبين الأسود الكاميرونية..
الحقيقة أن ما فعله أبطالنا في الشعب المصري يفوق الوصف والخيال.. فلقد نسي المصريون مع فرحتهم الطاغية كل آلامهم مع الارتفاع الجنوني والعشوائي في الأسعار.. ونسي شبابنا اليافع ضياع سنوات في تعليمهم في بطالة بانتظارهم يضاف الي ملايين العاطلين الذين أدمنوا الانتظار للوظيفة الميري.. ونسي المواطنون الغلابة معايير تطبيق الحكومة المحبطة.. المتخبطة للعلاوة السنوية الـ 10 في المائة أو حتي الـ 7 في المائة.. في الوقت الذي تفشي فيه الفساد بصورة مفزعة والأغرب أنها بين كبار القوم من الموظفين الذين يلهفون الآلاف شهريا دون التقيد بالحد الأقصي.. وفي الوقت الذي يصر فيه معظم رجال الأعمال ¢المتسلقين¢ علي قوت الشعب في دفع ضريبة تربحهم مجهول الهوية والمشروعية علي أنقاض المواطن البسيط وعدم الاستجابة للنداءات ومناشدات الرئيس السيسي المتكررة في الأخذ بيد الشعب المسكين والمشاركة في عملية انتشاله من كبوته.. بل علي العكس ينتهزون الفرصة بين حين وآخر لاستمرار مصر في أزماتها لانهم اعتادوا الصيد في الماء العكر..!
المهم ناهينا عن هذه الآلام ونعود لمباراة أبطالنا في المهمة الانتحارية مساء اليوم أمام الكاميرون ورئيس الاتحاد الافريقي الكاميروني ¢حياته¢ الذي اخشي أن يتحامل حكامه علينا فيتكالبوا مثلما تكالبت علينا الاصابات والانذارات فحرمتنا من معظم عناصر قوتنا. إلا أنني ورغم كل هذه المخاوف والأزمات إلا أنني علي يقين في أن الله سيساعدنا في عبورها بالارادة الحديدية لابطالنا المصريين التي تشبه المعجزات الخارجة للعادة عندما تتعلق برسم البسمة علي شفاه المصريين المطحونين.
أؤكد أن ابطالنا في الجابون يعلمون أن هناك أكثر من 90 مليون مصري و200 مليون عربي ينتظرون النهاية السعيدة في الحادية عشرة مساء اليوم.. ويعلمون أن أسماءهم سيسطرها التاريخ بأحرف من ¢ذهب¢ في أنهم أعادوا المجد للكرة المصرية التي خفتت منذ سبع سنوات عجاف.
أؤكد وأؤكد أن الارادة والتحدي المصرية ستتفوق بمشيئة الله وقدرته علي الأسود والدرافيل الكاميرونية و¢حياته¢ وحكامه واصابات العمود الفقري لفريقنا مروان وعبدالشافي والنني وإنذار كهربا ليس ايمانا فقط بأن المصري يظهر معدنه الأصيل في الشدائد والذي أبهر العالم منذ 7000 سنة ومازال يبهره حتي اليوم ولكن لان ارادة الله أن تعيد الفرحة لكنانته في أرضه التي كرمها بذكرها في كل الكتب السماوية التوراة والانجيل والقرآن الكريم وجعلها مقبرة للغزاة بدءا من الهكسوس وحتي الصليبيين وقبلة للمحتلين زائرين متأثرين بدينها وحضارتها.. هكذا أكد التاريخ الذي لا يكذب أبدا.
.. أخيرا سكت الكلام ولا حديث للمصريين سوي عن هذه الموقعة التاريخية فاليوم يومكم يا أبطالنا ولا أملك إلا أن أدعو الله أن ينصر مصرنا نصر عزيز مقتدر حتي نرسم البسمة علي وجوه شعبنا والتي أثبتت التجربة أن كرة القدم لها فعل السحر في توحيد المصريين وتأكيد مدي تمسكهم بانتمائهم لهذه الأرض الطيبة اللهم انصر أبطالنا وارحم مصرنا من كل غادر متآمر.. اللهم آمين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف