المساء
سميرة الديب
بدون زعل .. مستشفي الأطفال .. يحتاج لقلوب رحيمة
¼ مستشفي أبوالريش الياباني للأطفال.. يئن ويتوجع فهو يحتاج ليد العون والمساعدة من جميع أجهزة الدولة والمجتمع المدني ورجال الأعمال واصحاب الخير وذلك لإنقاذ الاطفال من الموت بعد أن زادت نسبة المرض ونسبة الفقر بسبب الغلاء الفادح الذي أتي علي الأخضر واليابس عند المصريين ولم يعد في قدرة معظم الأسر علاج أولادهم في العيادات الخاصة أو حتي شراء الأدوية أو الالبان لارتفاع أسعارها وعدم توافرها.. ولأن مستشفي أبوالريش يعتبر هو الأمل وبصيص النور الوحيد للفقراء والمحتاجين من جميع المحافظات فهم يلجأون إليه.. ولكن اصبح الوضع به دون جدوي فلم يجدوا علاجا ولا أسرة تؤوي آلام أبنائهم الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة لأن هذا المستشفي يشهد مأساة حقيقية تهدد أرواح الاطفال وهي قلة الموارد المالية.
¼ هذا ما شاهدته عندما كنت في زيارة لأحد المرضي في مستشفي أبوالريش وكانت صدمتي كبيرة عندما وجدت الكثير من الآباء والأمهات من الأسر الفقيرة يجلسون بين أروقة المستشفي وهم يحملون أطفالهم الذين يعانون من امراض مختلفة وخطيرة مثل الالتهاب الرئوي الحاد وامراض القلب والصدر والمخ والاعضاب والفشل الكلوي انتظارا لإخلاء احد الأسرة في عنابر الحجز العادية أو الرعاية المركزة.. ومنهم من وجدتهم يجهشون بالبكاء وبحرقة علي فلذات أكبادهم الذين ينتظرون منذ عدة أشهر لإجراء جراحات القلب المفتوح ولم يأت الدور عليهم بسبب القائمة الطويلة.. والأصعب من ذلك هو ذلك مات طفل أثناء انتظار اسرته لحضانة شاغرة.. والأمثلة كثيرة توجه القلوب القاسية.
¼ والله لا يستطيع أحد أن يمسك دموعه وهو يشاهد دموع الأهالي وتوسلاتهم للأطباء اصحاب القلوب الرحيمة الذين تتألم قلوبهم هم ايضا علي عدم الاستطاعة لتقديم يد المساعدة لعلاج الاطفال المرضي وذلك لنقص الموارد المادية والأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية والأسرة والموارد البشرية من التمريض بالمستشفي.. حتي لبن الاطفال اصبح غير متوفر مما يجعل الامهات ينتظرن لساعات وأحيانا لأيام من أجل الحصول علي علبة لبن واحدة.
¼ إن مستشفي أبوالريش الذي أنشئ عام 1983 بمنحة يابانية هو مستشفي عريق يوجد به 124 سريرًا في الرعاية المركزة فقط و427 سريرا بالاقسام المختلفة التي لا تستوعب الأعداد الكبيرة التي تتردد عليه سنويا ومع ذلك مازال يعمل بميزانية محددة للغاية تكفي فقط ربع احتياجات المستشفي كما يؤكد المسئولون به.. رغم أنه يلجأ اليه كل الفقراء من كل المحافظات باعتباره شعلة النور الوحيدة في مصر التي تمد يد العون مجانا لأكثر من ألف وخمسمائة طفل يوميا.. كما أن أغلب الحالات الحرجة التي تعجز بعض المستشفيات عن علاجها تأتي لمستشفي أبوالريش الذي يقوم بدوره برسم البسمة علي وجوه الاطفال وبث الأمل في نفوس ذويهم.
¼ إن القائمين علي العمل بهذا المستشفي من أول المدير وحتي أصغر عامل يستحقون التقدير.. بل يستحقون جائزة كبري لما شاهدته من عمل دءوب علي خدمة الاطفال المرضي بكل رحمة وبدون زهق أو ملل.. لذلك أتمني تقديم يد المساعدة والتبرع ولو بجنيه أو برسالة كما طلب الدكتور خليل عبدالخالق نائب مدير المستشفي.. لأنه يخدم الاطفال الفقراء الذين هم في أشد الحاجة للوقوف الي جوارهم والعمل علي زيادة الاسرة في الرعاية المركزة وعنابر انتظار العمليات والعلاج لأن قائمة الانتظار فيه طويلة جدا مما يؤدي الي موت أطفال كثيرين قبل أن يأتي عليهم الدور في العمليات.. يا أهل الخير تقدموا لإنقاذ أطفال مصر.
** كلمة أخيرة :
عتاب العيون الحزينة يقتل أحيانا آلاف القلوب
وبسمة علي شفاه صغيرة تنير دوما العقل
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف