مرسى عطا الله
كل يوم .. «إن كنت ناسى أفكرك»!
أزمة البعض عندنا هو تملك آفة النسيان من ذاكرتهم ولمثل هؤلاء يهمنى أن أنعش ذاكرتهم بما كانت عليه مصر فى مثل هذه الأيام قبل 6 سنوات لعلهم يهتدون!
كان سكان كل عمارة أو مربع سكنى ينظمون ورديات ليلية لحماية منازلهم وسياراتهم من جحافل البلطجة الذين يظهرون كل ليلة كالخفافيش لترويع الآمنين ونهب ممتلكاتهم.. رأينا مساجين بالبدل الزرقاء يخترقون الشوارع ويبحثون عن مأوى بعد هروبهم من السجون وتغلبت طيبة شعبنا وجرت مساعدتهم على تغيير ملابس السجن بملابس مدنية مع بعض المساعدات المادية التى تساعدهم على الوصول إلى منازلهم وأهلهم وذويهم.. لم يكن أمرا معهودا من قبل أن يرى الناس من يعتلون سيارات نصف نقل وهم يهاجمون المتاجر الكبرى فى وضح النهار ويحملون ما بها من بضائع وأجهزة وهم يشهرون الأسلحة فى وجوه من يفكر فى التصدى لهم ولو بالنصح والإرشاد فقط.
كان أمرا محزنا أن تضطر إدارات الفنادق وأصحاب المطاعم الكبرى إلى حشد العاملين عند مداخل الفنادق والمطاعم لحماية مصادر رزقهم من هجمات السوُقة والدهماء بل إن بعض الفنادق اضطرت إلى تخصيص غرفها لمبيت الموظفات والعاملات اللاتى لا يأمن الخروج والعودة إلى منازلهن.. هل نسينا كيف كانت هذه الأيام مسرحا مفتوحا لعبث الخارجين عن القانون الذين لم يكتفوا بتثبيت الناس فى الشوارع وإنما أشعلوا النيران فى المنشآت.. وأحرقوا المجمع العلمى وكانت كارثة استاد بورسعيد وتجميد الأنشطة الرياضية وغيابنا عن المنافسات القارية والدولية عنوانا لغياب الاستقرار!
والأهم والأخطر من ذلك كله أننا تعرفنا على أناس من بين ظهرانينا كانوا يتباهون بانكسار الشرطة وهروب أفرادها وتمكن البلطجية من اقتحام الأقسام والاستيلاء على الأسلحة والذخائر... ويا من مازالت تتغنى بهذه الأيام أقول لك «إن كنت ناسى أفكرك»!
خير الكلام:
<< أنت لا تعاقب المنحرف لتأديبه بل لإنذار الآخرين !