الجمهورية
ناهد المنشاوى
يوم جديد .. مثلث النجاح : الإدارة السياسية .. الشفافية و الإعلام
فجأة انتشرت وسادت كلمة الشفافية وعمت أرجاء البلاد والعباد.. وأصبح من المستحيل أن نجد حواراً إعلامياً أو مقالاً صحفياً إلا ويتضمن هذه الكلمة الرنانة..
أصبحت كلمة شفافية مرادفة لكلمة مصداقية وأصبح الجميع يستخدمونها في غير مكانها.. وكل الإعلاميين أصبحوا خبراء في السياسة وفي القضايا المتخصصة وفي القضايا الاجتماعية وغيرها.. ولا أحد يعود للوراء ليقرأ قراءة متأنية لما يجري لمصر طوال السنوات الماضية.. الكل يطلق احكاماً والكل يتناول الاشاعات بالتحليل والكل يعود للتسريبات بعد ثورة 25 يناير وقد تكون هي الصادقة الوحيدة لانها بأصوات من تحدثوا فيها.
نعود للمشكلة السكانية التي أصبح الجميع المتخصص أو غير المختصص يتحدث فيها الآن لأن الرئيس السيسي تحدث أكثر من ثلاث مرات عن المشكلة السكانية.. وأيضاً فالتعداد الذي يجري الآن يطرح المشكلة السكانية من خلال تعداد المواليد وعدد أفراد كل أسرة..
الكل أصبح ينبه إلي خطورة المشكلة السكانية ويشير بالفشل لعقد من الزمان لقد بدأ الاهتمام بالمشكلة السكانية منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر عندما ذكر في الميثاق أن زيادة عدد السكان خطرا علي التنمية وجاء الرئيس السادات وكانت من أولويات مشاكل ينظم الأسرة والأحوال الشخصية وكانت تلك القضية التي اختتمت بها السيدة جيهان السادات وبنفسها كانت ترأس اجتماع المجلس الأعلي لتنظيم الأسرة ويضم جميع الوزراء وقتها كانت الزيادة أقل من مليون والخوف من المستقبل وفي نفس الوقت انهالت تمويلات عديدة لهذه المشكلة من منظمات دولية ومن وكالة التنمية الأمريكية.
استمرت الزيادة ولكن لم تتجاوز مليونا ونصف المليون في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ولكن في نهاية الثمانينيات وفي التسعينيات استطعنا ان نسيطر علي الزيادة وكان عدد أفراد الأسرة لا يتجاوز 4 أفراد أو خمسة علي أكثر تقدير.. ووصلت المعرفة بتنظيم الأسرة إلي 95% واستعمال الوسائل إلي 68% ونالت مصر في سنة 1994 جائزة السكان لخفضها عدد السكان بشكل ناجح وذهب وقتها الرئيس مبارك إلي جنيف لاستلام الجائزة.
كانت هناك جهود كثيرة نجحت في فترة ما.. لكن في نهاية عهد مبارك انقطعت كل التمويلات ولم يكن هناك ميزانية وبدأت بوادر الفشل تظهر منذ بداية 2010 بسبب سيطرة الإخوان علي عقول الناس المتشددة والتوجيهات بأن تنظيم الأسرة حرام.. أو كل طفل يأتي ورزقه معه وعدم تناول الإعلام للمشكلة.. واختفاء الإعلانات التي كانت تقوم بها هيئة الاستعلامات من خلال مركز الإعلام والتعليم والاتصال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف