الأخبار
حمدى الكنيسى
درس محترم.. اسمه «الحضري»
عندما بلغ الاربعين من عمره كان يستطيع ان يكتفي بما حققه من بطولات وألقاب وأرقام قياسية، حيث تكون مباراة اعتزاله فرصة جديدة لاستعراض وتأكيد ما استحقه من إعجاب وتقدير وطني وافريقي ودولي لكنه قال لنفسه: ما دمت أمتلك الاصرار والاقتدار لماذا لا اتحدي افكار المزايدين بحدود الاعمار، فأنا والحمدلله احافظ علي صحتي ولياقتي، وأؤدي التدريبات بمنتهي الجديدة والحماس بصورة تفوق ما يبذله حراس في عمر ابنائي واخوتي الصغار.
اذن فأنا لها بالرغم من بلوغي عامي الرابع والاربعين، وسوف اثبت للجميع انه ما دام الانسان يمتلك الرؤية الصحيحة، وروح التحدي والاصرار، لا يعوقه شيء عن تحقيق ما يبتغيه من انجازات وبطولات ثم انني يا حضرات من مواليد عام ١٩٧٣ وهو العام الذي شهد نجاح مصر شعبا وجيشا في التحدي العظيم لأخطر الموانع والعقبات التي كانت تقف في وجه جيشنا كالمستحيل بعينه وكم حذره الخبراء العالميون من اصدقاء واعداء من مجرد التفكير في العبور ومواجهة العدو المدجج بأحدث الاسلحة والمحتمي بأشرس الموانع الطبيعية والصناعية، لكن رجال قواتنا المسلحة قبلوا التحدي الخطير وهزموا كل الموانع والعقبات وحطموا اسطورة الجيش الذي قالوا انه لا يقهر، لتصير حرب اكتوبر رمزا حيا لمعني الارادة والاصرار والتحدي.
يبدو ان الكابتن عصام الحضري استحضر تلك المعاني الي جانب ثقته في نفسه وامكانياته وروح التحدي العظيم التي يمتلكها.
ويبدو انه قرر في الوقت ذاته - ان يقدم لنا صغارا وكبارا نموذجا رائعا يمكن الاقتداء به خاصة وأننا نواجه مخططات ومؤامرات يشترك فيها اعداء الخارج والداخل لكي نفقد الثقة في أنفسنا، ونتخلي عن طموحاتنا وآمالنا في استثمار نتائج ثورتينا بتحدي الازمة الاقتصادية واطلاق مزيد من المشروعات الكبري والقضاء علي الارهاب واجتثاث جذوره.
إنه - إذن - »الدرس المحترم»‬ الذي يلقنه الحضري لمن يفهم ومن يستوعب.. هذا الدرس الذي بلغ قمته بأدائه الرائع في بطولة كأس الامم الافريقية التي قبل مقدما ان يكون فيها احتياطيا للحارسين الشابين الشناوي واكرامي ولعله قرأ وسمع من يقول انه لا مجال له وكما ذهب الي »‬الجابون» سيعود بلا اي دور او اضافة يسعي اليها، لكن القدر شاء ان يمنحه الفرصة والمعروف ان الفرص الحقيقية تأتي لمن يستحقها وهذا ما أثبته الحضري حيث ادت اصابة الشناوي، وعدم اكتمال شفاء شريف اكرامي الي ان يحمل هو مسئولية حماية مرمانا في المباريات الصعبة فعلا فإذا به يتألق ويتفوق ويثبت لمن تخوّف ومن تشكّك انه بتصديه الرائع في مباراة بوركينا فاسو لركلات الترجيح قاد المنتخب الي الدور النهائي للبطولة وسط اعجاب ودهشة الجميع، ليقتنص لقبا جديدا يضاف الي رصيده الذهبي من الالقاب والارقام القياسية كأفضل حارس مرمي في البطولة، وأكثر من هيمنوا علي كرة القدم الافريقية، وشارك في احراز المنتخب المصري لاربعة من القابه السبعة، واستحق عن جداره لقب »‬السد العالي»، الي جانب انه اكبر لاعب سنا يشارك في بطولة امم افريقيا، وصاحب الحق في ان يكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة كما قالت اشهر القنوات الفضائية العالمية »‬سي إن إن».
والمؤكد ان عصام الحضري وقد نجح في ان يقدم النموذج الحيّ والدرس البليغ، ما زال يحتفظ بروح التحدي برغم خسارة منتخبنا للبطولة في آخر ادوارها امام الكاميرون حيث قال في آخر مؤتمر صحفي ان الخبرات وحدها لا تكفي اذا غاب الاصرار والحرص والعمل المتواصل لتحقيق المستوي المطلوب والدليل الجديد هو انه يستعد لمواصلة النضال في بطولة »‬المونديال»!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف