الأخبار
جلال دويدار
تنمية الصعيد .. أمن قومي .. اقتصادي واجتماعي وسياسي
إن شاء الله يكون خيرا ويتحقق علي ارض الواقع أمل انهاء العزلة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لجزء تراثي عزيز واساسي من ارض مصر المحروسة.. هو الصعيد. انه ولا جدال يعد سلوكا غريبا ومثيرا ما تعرض له من إهمال مستمر منذ عقود وحتي الان. حدث هذا رغم ما يزخر به من تراث يعكس امجاد ونهضة الدولة المصرية إبان حكم القدماء المصريين تشهد عليه الآثار الفريدة التي تنتشر علي ارضه.
هذه الأرض الطيبة ذات التاريخ الحافل يعيش بين جنباتها رجال أشداء تفيض تركيبتهم بالوطنية والولاء للوطن والتضحية بكل ما يملكون بما فيها حياتهم. انهم ايضا ركيزة اساسية لجموع الايدي العاملة التي ساهمت وتساهم في تنمية وتعمير ربوع مصر. رغم كل ما قدموه ويقدمونه عن طيب خاطر فقد كتب عليهم ألا تنال بلادهم حقها وحظها من التنمية. في نفس الوقت عاشوا الملل والاحباط من كثرة الوعود »الفشنك»‬ للمسئولين الذين تعاقبوا علي حمل مهام ادارة شئون مصر طوال عقود طويلة.
علي ضوء ما دار وانتهي اليه مؤتمر شباب مصر الشهري الذي عقد في اسوان علي اطراف حدودنا الجنوبية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي ومعظم الوزراء. هذا التجمع.. كان الاول علي هذا المستوي منذ الاحتفال بتشغيل السد العالي الذي شرفت المدينة بوجوده علي أرضها إبان فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. هذا اللقاء الثاني المشمول بالرعاية الرئاسية وما صدر عنه احيا الآمال والتطلعات بامكانية وضع الصعيد الجواني علي خريطة التنمية والنهوض. كل المخلصين الوطنيين في هذا الوطن يدركون ويؤمنون بأن تحقيق هذه الاهداف التي ترمي إلي الاستفادة من هذا الجزء المعطل جغرافيا واستثماريا.. يعد اضافة قوية تساهم في إثراء متطلبات النهضة والرخاء.
لا يخفي علي احد ان صعيد مصر حرم طوال العقود الطويلة الماضية من ان يكون له نصيب من مشروعات التنمية التي تركزت بسوء التخطيط في القاهرة وفي محافظات الوجه البحري. كان من نتيجة هذه السياسات التي تتسم بالجهل وقصر النظر تدهور احوال هذه المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وهو ما انعكس سلبا علي دورها في الحياة السياسية بالصورة السليمة الفاعلة والمجدية. القائمون علي الحكم ورسم السياسات لم يقدروا ان هذه التوجهات ضاعفت من حالة التخلف الذي تعيشه مصر.
لا جدال ان ما تم التوصل اليه من قرارات واجراءات خلال مؤتمر الشباب امر يبشر بالخير الذي يمكن ان يعم كل ارجاء الوطن. ان ما تم اتخاذه من إجراءات وخطوات تتضمن:
• تشكيل هيئة عليا لتنمية جنوب مصر في اطار مشروع قومي يتم من خلالها إنشاء مناطق صناعية متكاملة باستثمارات ٥ مليارات جنيه.والاراضي بالمجان للمستثمرين وفقا لقرار كان قد سبق اصداره
• تخصيص ٣٢٠ مليون جنيه لتطوير النوبة ومناطقه الزراعية.
• الإسراع في تنفيذ مخطط المثلث الذهبي قنا - سفاجا القصير
• تطوير منطقة خورقندي.
• صرف تعويضات للمتضررين من إنشاءات السد العالي.
بالطبع فإن المهم ليس اصدار القرارات ولكن الاهم هو ان يكون هناك تفعيل وتنفيذ لها باسرع ما يمكن. من المؤكد ان جدية الإقدام علي هذا التحرك سوف يساهم في حل الكثير من مشاكل مصر السياسية برفع مستوي التوعية السياسية في الصعيد.. وكذلك الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة في الحد من الهجرة خارج الصعيد نتيجة عدم التوزيع العادل لانشطة التنمية. إنهاء هذه المشاكل سوف تنعكس إيجابا علي أحوال العاصمة والاسكندرية وكل مدن وجه بحري. تحقيق هذا الهدف سوف يؤدي لحصول مواطني هذه المناطق علي الخدمات اللائقة. انطلاقا من كل هذه الحقائق فإن الوصول الي هذه الآمال يدخل في اطار الامن القومي المصري.
• في مقال الأمس حدث خطأ غير مقصود حيث نشر اسم الفريق سعد مأمون كمحافظ للقاهرة في الستينات والصحيح أنه الراحل سعد زايد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف