محمد جبريل
ع البحري .. الجامعة .. بيت كل العرب
حزنت لدعوة سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا جامعة الدول العربية للمشاركة في محادثات السلام بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة. لا اعتراضاً علي مبدأ التفاوض. فهو الوسيلة الوحيدة - في تقديري - لعودة الاستقرار إلي القطر الذي مثل - عبر العصور - قوة عربية هائلة. تضيف إلي الرصيد الإيجابي العربي. وإنما لغياب الجامعة - بلا مبرر - عن هذه المفاوضات. بل إن أمانة الجامعة أخذت موقف الضد من النظام السوري. وأعلنت انحيازها إلي فصائل المعارضة. أضافت إلي ذلك تصرفاً غريباً بتجميد مقعد سوريا في جلسات الجامعة.
أشرت - من قبل - في هذه المساحة. إلي رفض موقف الانحياز الذي أخذته أمانة الجامعة في الأزمة السورية. وهو موقف يجب ان نلتزم به في كل القضايا العربية العربية.
إذا وافقت الحكومة السورية علي الجلوس إلي طاولة التفاوض. فإن العجب يتملكنا لمشاركة الجامعة في مفاوضات تعترف فيها بأحد طرفي الصراع دون الآخر.
من الخطأ تصور تبعية الجامعة العربية لقطر. أو مجموعة أقطار. إنها بيت العرب الذي قد يشهد الاختلافات. فلا يشغله تفاقمها. وإن حاول ترميم المتصدع. لكن أمانة الجامعة اتخذت منذ بداية الصراع بين النظام السوري وفصائل المعارضة موقف القاضي والجلاد. فتقرر العقوبات وتنفذها.
أوصت الأغلبية بتجميد المقعد السوري. وكانت تلك التوصية تحتاج إلي مراجعة. تبذل من خلالها الوساطات. ومحاولات تقريب وجهات النظر. أما إعلان الخصومة ضد طرف في مقابل مساندة طرف آخر. فهو أبعد ما يكون عن التجمع السياسي الذي يقوم علي عضوية العديد من الأعضاء.
الجامعة ليست خصماً ولا حكماً ولا وسيلة عقابية. فهي تخضع لقرارات الدول الأعضاء. ولا يخلو من دلالة شرط جماعية القرارات الذي جعلته الجامعة بنداً أساسياً في قانون إنشائها.
ما يزيد النفس حزناً وألماً ان الدعوة لمشاركة الجامعة العربية في مفاوضات الصلح. صدرت عن وزير خارجية روسيا. التي تدخلت في النزاع بطلب من الحكومة السورية. كما تدخلت الولايات المتحدة بطلب من فصائل المعارضة. وحلت تركيا وإيران ضيفين غير مرغوب فيهما. بل إن إسرائيل تفاجئنا - بين فترة قصيرة وأخري - بغارات علي مناطق في العمق السوري.
مولد غاب صاحبه. وهو الشعب السوري. انشغل بالاقتتال. أو بالفرار من الموت إلي الموت. أو بالهجرة في مدن العالم يضيف - غالباً - عمالة شابة رخيصة في دول تعاني شيخوخة الأيدي العاملة. وإن واجه المهاجرون ظروفاً قاسية. في مقدمة أسبابها الآنية. إرهاب الجماعات المتأسلمة في مدن الغرب. وانعكاس تأثيراته علي أوضاع المهاجرين. من خلال التشكك والتقييد والمصادرة والتسفير. بل إن الرئيس الأمريكي ترامب وجد في التأثيرات الإرهابية للجماعات المتأسلمة - التي يجمع المراقبون علي أنها صناعة غربية صهيونية - ما يدعوه إلي منع مواطني ست دول عربية. بالاضافة الي إيران. من دخول الولايات المتحدة.
الدفاع عن وجهة النظر العربية مسئولية الجامعة في مواجهة تعسف ترامب وقراراته الغريبة. هي مسئولية لها أولوية تسبق - بالتأكيد - تعميق الخلافات بين الحكم السوري ومعارضيه!