الأهرام
شريف عابدين
فى المواجهة .. ترامب وفناء أمريكا
يصحو الأمريكيون صباحا على أمريكا أخرى غير تلك التى كانت فى مساء اليوم السابق,
فالرئيس ترامب لا يتوقف عن اتخاذ القرارات والإجراءات الغريبة التى جعلت من سيرتهم مضغة فى نشرات الأخبار والقاسم المشترك فى أجندات مؤسسات السياسة الدولية والأبحاث وحقوق الإنسان التى باتت تنظر للأمريكيين نظرة الشفقة والعطف بعد أن تحولت بلادهم إلى بقعة طاردة لدعاة الحرية بعد أن كانت واحة الباحثين عن الوطن الجديد، ومع تلك السخونة والإثارة التى اعتاد ترامب أن يصدرها لشعبه وللعالم نشطت وازدهرت تنبؤات قديمة كان يتحفنا بها فى أزمنة سحيقة المنجمون ومدعو قراءة الأحداث، ومنها نبوءة «فناء أمريكا».

فهناك من يستند إلى حركة الاستقلال عن البيت الأبيض التى تقودها بعض الولايات الأمريكية وعلى رأسها كاليفورنيا وتكساس,للدلالة على أن أمريكا تسير نحو التفسخ والتحول إلى دويلات على نفس المنوال الذى سعت إليه فى العالم العربى ومناطق أخري.

كما عاد البعض للترويج لنبوءة ترددت عام 2015 حيث زعم المرشح السابق للرئاسة الأمريكية جرمان كاين أنه عثر فى التوراة على نبوءة تفيد بأن روسيا ستشن عام 2017 هجوما على الولايات المتحدة بالقنابل الكهرومغناطيسية،ما سيؤدى إلى مقتل 80% من سكانها.

ينسى هؤلاء الذين يروجون لتلك الخزعبلات أن ترامب لم ينزل على الأمريكيين من الفضاء أو أن دولة احتلال عينته حاكما عليهم,فالرجل حصل على أغلبية المجمع الإنتخابى والمزاج العام للأمريكيين فى الوقت الراهن وراء هذا الاختيار لأن معظمهم يريد حاكما يفرض عليهم الانعزال والابتعاد عن دس أنف أمريكا فى مناطق الصراع والتفرغ للاقتصاد المتباطيء,ولنفرض أن ترامب يعشق الجموح والإثارة فى قراراته وأفكاره,أليست هناك مؤسسات راسخة قادرة على صد جموحه وتقليم أظافره؟

لقد تصدت محكمة الاستئناف الاتحادية لأجرأ قرارات ترامب فجمدت حظر استقبال مواطنى سبع دول ذات أغلبية مسلمة وتستعد محاكم أمريكية لإبطال مفعول قرارات أخرى وهو مايرسخ لدولة ديمقراطية كبرى لاتموت, حتى ولو شعر بعضنا بالتشفى من انتقال مشاهد صادمة من شغب وعنف اعتدنا عليها فى زمن «الخريف العربي» إلى أمريكا فانتابتنا الغبطة على طريقة «بضاعتهم.. وردٌت إليهم»!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف