الجمهورية
محمد نور الدين
من الآخر .. ماسبيرو .. "قوة وريادة" ..!!

في أعتي الدول الديمقراطية. يمثل الإعلام الرسمي بعداً قومياً.. ويظل كياناً وطنياً. داعماً لثوابت ومؤسسات الدولة.. معبراً لرؤية الشعب.. مجسداً للإرشاد والتثقيف.. ونظراً لدوره الواسع. وتأثيره البالغ.. تحرص كافة البلدان علي تطوير وسائل إعلامها الوطني.. وأولها بالطبع جهاز "التليفزيون".. بصرف النظر عن تعدد وقوة المحطات والقنوات الخاصة!!
في مصر.. وبعد 57 عاماً من قيادته للقوة الناعمة.. وبنائه للإعلام العربي.. وريادته الثقافية والتنويرية.. يأتي من يحاول هدم كيان "ماسبيرو" متعللاً بتراجعه وتقتهره أمام تألق وانتشار وتأثير القنوات الخاصة!!
نسي "الهدامون".. تاريخ "ماسبيرو" الحافل بالإنجازات والإبداعات.. فقد شكل وجدان المصريين.. وساهم في توسيع المدارك وتقوية المشاعر الوطنية والعلاقات الإنسانية.. وجمع شمل الأسرة.. وأحيا الماضي المجيد.. وقدم نهضة الحاضر بكافة ألوانها وصورها.. وشارك في نشر مختلف الألعاب الرياضية.. وعظَّم الفنون الراقية.. ونقل العالم بأحداثه واختراعاته وفعاليته إلي بيت المشاهد.
بقناتين فقط.. نشر العلم والمعرفة. وصحيح الدين. والقيم الأصيلة. والعادات الحميدة.. وثقف البسطاء.. ودعم المرأة.. وساند الشباب.. وكرم الراود وعمالقة الأدب.. وخلد المبدعين في الاقتصاد والاجتماع.. ودفع بالدراما والمنوعات إلي أرقي المستويات.
بدلاً من دعمه وتوفير كافة متطلبات تطويره وتحديثه.. يعيبون عليه كبوته.. ويشنون حملات هدمه.. وهجمات إقصائه.. ويطالبون بتسريح أبنائه البالغ عددهم أكثر من 25 ألف عامل.. كل هذا لصالح المنتفعين والمستفيدين من احتكار القنوات الخاصة للإعلام المصري.. وهي التي قامت ومازالت علي أكتاف أبناء "ماسبيرو"!!
أنجح المذيعين والمذيعات في القنوات الفضائية من خريجي "ماسبيرو".. أبدع المخرجين والمعدين من تربية "التليفزيون المصري".. أمهر المهندسين والمصورين من أبناء "الصرح العملاق".. والغريب أن تلك القنوات التي تتباهي بقوتها وتأثيرها.. مازالت تعتمد علي "ماسبيرو" في نقل الخبر اليقين.. والحدث المهم.. والحقيقة الدامغة!!
حماية للأمن القومي.. وحفاظاً علي ريادة وقوة شعب.. وصيانة للمسار الوطني.. لابد من مساندة "التليفزيون المصري".. حتي يبقي مركزاً للإشعاع العلمي والثقافي والإعلامي.. ويجب أن تسارع الدولة بإقالته من العثرة.. وتعمل علي تطويره وتدعيمه وإعادة هيكلته.. لاسيما أن الداء في الإدارة. وليس في الأداء.. وهذا علاجه اختيار القيادات الواعية والقادرة علي إحداث النهضة والطفرة المطلوبة.
إن إطلاق العنان للقنوات الخاصة.. لكي تفعل ما تشاء وفقاً لغرض وهوي وصالح ملاكها.. يشكل خطورة شديدة علي إلمام ووعي المشاهدين.. ويعرض الترابط بين الناس للاهتزاز.. والاصطفاف للتصدع.. وبالتالي لن يعدل الكفة.. بل ولن يعيد الأمور إلي نصابها الصميم.. ولم يرد للإعلام المصري رونقه وتألقه.. ولن يمد المواطن المصري بالصدق والحقيقة والشفافية سوي رد الاعتبار إلي "ماسبيرو"!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف