صلاح عطية
كنوز مصر .. وقوتها الضاربة
في الأسبوع الماضي. تحدثنا عن كنوز مصر التي لم تفتح بعد.. وكنا نتحدث عن كنز أسوان الذي أظهرت بريقه وأزاحت الغبار عنه ليظهر للعالم كله. بعد إهمال طويل. زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأسوان. وحضوره ومشاركته في مؤتمر الشباب.. ورحلاته وزياراته المذاعة علي الهواء لنيل مصر ومعالم أسوان.. مما أظهر روعة وجمال هذا المقصد السياحي المصري الجميل. وإذا كان العالم قد عرف من كنوزنا السياحية القليل. وعلي رأسها بطبيعة الحال الكنوز الأثرية في عصور مصر الحضارية المتتابعة التي تنتشر معالمها علي امتداد مصر. مما يجعلها متحفاً مفتوحاً للحضارات التي توالت عليها منذ أكثر من سبعة آلاف عام. وحتي الآن. فإن هذا العالم لم يتح له بعد التعرف علي الكثير مما تملكه مصر من كنوز الطبيعة الرائعة الجمال. التي حبا الله بها مصر أيضاً علي امتداد مساحتها التي تتجاوز المليون كيلومتر مربع.
تلك الكنوز المتمثلة في صحراواتها وجبالها وواحاتها وبحيراتها. ومحمياتها الطبيعية. إلي جانب شواطئها الممتدة لآلاف الكيلومترات علي البحرين الأحمر والأبيض. وقد عرفت مصر استغلال شواطئها علي البحر الأحمر للسياحة الداخلية. وللسياحة الوافدة إليها.. رغم أن الاستغلال لهذه الشواطئ لم يتعد بعد مناطق محدودة علي هذا الشاطئ.. متمثلة في عدة نقاط محدودة.. بينما الغالبية العظمي من هذه الشواطئ مازالت بكراً منذ خلقها الله.. وهي علي أي حال كنز أو كنوز متروكة للأجيال القادمة لتضيف إلي خريطة المعمور المصري نقاطاً جديدة مضيئة علي امتداد هذا الشاطئ.. تضيف إلي ما قامت به أجيال الأجداد من نقاط أصبحت معالم ورموزاً للسياحة العالمية.
أما علي البحر الأبيض المتوسط. ورغم أنه كان أسبق في الاستغلال وخاصة للسياحة الداخلية في نقاط قليلة.. إلا أن غالبيته العظمي مازالت كنزاً مغلقاً لم يفتح بعد للسياحة الوافدة إلي مصر.. ومازال هذا الامتداد في شواطئ بحرنا المتوسط غير مهيأ بعد للسياحة الوافدة إلي مصر. حيث لا تتواجد الطاقة الإيوائية الفندقية اللازمة للتوسع في الاستغلال السياحي للسياحة الوافدة.. باستثناء الإسكندرية.. وربما أيضاً بورسعيد.. والاثنتان في حاجة ماسة إلي مزيد من الطاقة الفندقية.. وقد أهدرت عشرات الكيلومترات من هذا الشاطئ في قري سياحية.. لا ينطبق عليها توصيف القري السياحية.. وإنما هي أشبه بما يسمي كومباوندات سكنية علي شاطئ البحر.. ولا تصلح للسياحة الوافدة بشكلها النمطي. باقي شواطئنا علي البحر المتوسط مازالت كنوزاً لم تفتح بعد للسياحة العالمية. التي يمكن أن تفوق إن لم تعادل مثيلتها علي البحر الأحمر. بكل المميزات التي تتميز بها شواطئنا ذات الرمال الفضية والذهبية الناعمة.. التي تكاد تخلو منها باقي شواطئ البحر لدي جيراننا من الدول التي تعيش فقط علي السياحة الوافدة من أجل شواطئها علي البحر المتوسط.
وقد كان لي السبق في اقتراح إنشاء محافظة جديدة تحت اسم محافظة العلمين. وذلك للإسراع بتنمية هذه المساحة الشاسعة من مصر.. بدلاً من أن تكون كلها تابعة لمحافظة واحدة هي مطروح. حيث يصعب بل يستحيل القيام بالتنمية من خلال محافظة واحدة. بجهازها المحدود.. وكان ذلك قبل 25 يناير ..2011 ولم يجد الاقتراح مجالاً للتنفيذ إلا في عهد الرئيس السيسي الذي ستتحول في عهده العلمين إلي مدينة مليونية وتنفذ فيها مشروعات سياحية عملاقة.
أيضاً اقترحنا تسمية أخري بدلاً من الساحل الشمالي. اسماً يصبح بمثابة علامة تجارية لهذا الساحل.. مثل شواطئ العلمين.. وهو اسم معروف عالمياً.. أو اسم الريفييرا المصرية علي البحر المتوسط.. مثل الريفييرا المصرية علي البحر الأحمر.. وقد أسعدني أن يطلق الرئيس السيسي في أحاديثه الأخيرة علي هذه المنطقة اسم الريفييرا المصرية.
هذه المنطقة هي كنز من كنوز مصر التي ستقدم لمصر عشرات الملايين "بلا مبالغة" من السياح للأجيال القادمة.. بخلاف أوجه التنمية الأخري.. وكل هذا مرتبط بمخطط شامل.. وبطبيعة الحال بجهد دءوب وعمل متواصل. . كنوز مصر.. لا حصر لها.. ولكن علي رأسها بطبيعة الحال الشعب المصري نفسه.. وعلي رأس هذا الشعب يأتي شبابه.. قوته الضاربة.. التي ستصنع مستقبله بإذن الله.