اللواء محمد الغباشي
نافذه رأي .. الطاقة الإيجابية للشباب
عاندت الظروف المنتخب الكروي لإكمال فرحة الشعب المصري في نهائي بطولة أفريقيا أمام منتخب الكاميرون فالانتصارات المتوالية للفريق المصري رغم عدم جاهزيته قبل البطولة والصعاب العديدة التي كانت تحيط باللاعبين بل إن أكثر المتفائلين لم يكن يحلم بتجاوز الدور الثاني لكنها مشيئة الله وإرادته أن يوفق الرجال بالتعادل في أول مباراة مع منتخب مالي ثم الفوز علي المنتخب الأوغندي وجاء التحدي الأكبر لتحديد الفريقين الصاعدين وتحديد أول وثاني المجموعة لينتفض المنتخب المصري ويفوز علي المنتخب الغاني ويتصدر مجموعته ليواجه منتخب المغرب الشقيق ويتغلب عليه ويفك عقده لم نفوز عليهم من 31 عاماً ليواجه الخيول البوركينية ويتغلب عليهم بعد انتهاء المباراة بالتعادل والاحتكام لضربات الجزاء الترجيحية والتي تألق فيها الحارس الأسطورة عصام الحضري بصد ضربتي جزاء ليصل الفراعنة لنهائي البطولة وشاهدنا كيف صمد الأبطال في مباراة بوركينا فاسو والفريق المتميز جداً بدنياً ومهارياً وجسمانياً كل هذا يرجح كفة المنتخب البوركيني وكل هذا رفع سقف التوقعات لدي المصريين وزادت طموحاتهم وآمالهم لتحقيق البطولة التي غابت عنها لمدة 7 سنوات بعد الفوز بها ثلاث مرات متتالية في 2006 و2008 و2010 ولكن دعوات الملايين الذين التفوا حول الشاشات في الميادين العامة والأندية ومراكز الشباب وحتي المقاهي والكافيهات التي وفرت أماكن للمشاهدة وقلوبهم مملوءة بالأمل والدعاء للفريق ولكنها الرياضة والتنافس الشريف ولم يوفق أبناء الفراعنة في الحفاظ علي هدفهم وفاز منتخب الكاميرون بفضل مهاراتهم ولياقتهم البدنية العالية وأسعدني استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لبعثة المنتخب الوطني فور وصولهم إلي مطار القاهرة وشكرهم علي الأداء المشرف في المباراة النهائية بكأس الأمم الأفريقية وتأكيده أنه رغم نتيجة المباراة فإن المنتخب فاز بتقدير الشعب المصري بأكمله وباحترام كل متابعي كرة القدم في أنحاء العالم ومن هنا أطالب الإعلاميين والنقاد الرياضيين الوقوف بجوار المنتخب الوطني ولأننا لدينا هدف أكبر وهو الوصول لكأس العالم 2018 بروسيا وعدم الاتجاه إلي النقض الهدام الذي يصيب اللاعبين بالإحباط علي خسارة المباراة النهائية خاصة أننا نبني فريقاً وجيلاً جديداً من اللاعبين صغار السن ولا ننكر أن الفوائد في مصر كانت كثيرة وعديدة حيث اختفت الخلافات وصاح الجميع مصر مصر في مشهد يمثل عودة الروح بعد غياب 7 سنوات ونهاية السنوات العجاف ويكفي أن تسمع مصر.. مصر.. وأوووو مصراوي.. ويااارب.. ياااارب وعدما تجد أباً وأماً بصحبة أولادهم أطفال صغار ولم يهتموا ببرودة الجوة خاصة ليلاً أما سيدات مصر العظيمات بأعلام مصر والشباب الحريص علي وطنه ورفع رايته والعداء يارب بمصر فاعرف أن المصريين يعشقون وطنهم بعد سنوات غابت فيها الفرحة نعم المصريين كسبوا أنهم تأكدوا وعرفوا الدنيا حبهم لبلادهم أن التفاف الشباب حول مصر بهذا الشكل يؤكد أنهم يحملون جينات امتدادهم للجدود الفراعنة العظام ففي اليوم السابق للمباراة كنت في محافظة دمياط محاضراً بتكليف من وزارة الشباب وشاهدت بنفسي تجمعات الشباب والكبار فرحين بابنهم الحارس العملاق عصام الحضري وإذ أؤكد أن شباب الوطن في أفضل حال ويمثلون شباباً وطنياً ومتفاهم لبلادهم لكنهم يحتاجون لبعض التوضيح لما تمر به البلاد وهذا ما تقوم به الدولة حالياً من خلال المشروعات العديدة التي تقوم بها ولكن الأهم قدر علمهم للأحداث الجارية للبلاد بعيداً عن وسائل الإعلام الفجة ومحاولات الإثارة وصنع البطولة من بعضهم وتغيباً للحقائق من البعض الآخر أن شبابنا الوطني المخلص عندما يتعرف علي حقيقة الأمور ومطالب وتحديات الأمن القومي المصري يتحول إلي طاقة إيجابية وقوية يجب الحفاظ عليها ونستثمرها لصالح بناء الوطن إن بعض مشاهد أهل الشر الشامتين في عدم حصولنا علي الكاس تظهر مدي انحطاطهم ورغباتهم الدفينة الحاقدة علي وطننا العظيم فهم لا يستحقون العيش عليه ولكن الغالبية العظمي من أبناء الوطن الذين تفهموا أن الرياضة مكسب وخسارة وأن أبناءنا أدوا ما عليهم وبذلوا الجهد ولكن التوفيق من عند الله.
حفظ الله مصر