الجمهورية
مرعي يونس
إيران .. فزاعة الخليج

إيران تتحدي أمريكا وتستخف بتهديداتها.. هل إيران هي المارد المخيف الخارج من القمقم؟!.. أم أن إيران هي فزاعة يستخدمها الغرب لحلب واستنزاف دول الخليج العربية التي تحتوي علي أكبر الاحتياطيات النقطية في العالم؟!.. وهل أمريكا جادة في تهديداتها ضد إيران.. أم أنها تصعد مع إيران لضرب عصفورين بحجر واحد لاسترضاء اللوبي الصهيوني في أمريكا. وكفزاعة للخليج؟!!
إن الإجابة عن التساؤلات الخاصة بإيران تجعلني أستدعي مقولة قديمة للجاحظ. قال فيها: إن الفرس أهل نفخ. وتزَّيُد "بفتح التاء. وتشديد الزين وضم الياء".
ويعني الجاحظ أن الفرس أو الإيرانيين أهل مبالغة. حتي يبدو ذلك في تدينهم. ورؤيتهم لأهل البيت "الأئمة المعصومين" من وجهة نظر الشيعة.
ويؤكد الواقع أنه لا وجه للمقارنة بين القوة العسكرية الأمريكية. ونظيرتها الإيرانية. رغم تطور الأخيرة خاصة في القوة الصاروخية. فأمريكا غزت العراق عام 2003 وسيطرت علي كامل أراضيه. وأسقطت نظام صدام حسين خلال أسبوع واحد. وأمريكا تستطيع أن تضع أسطولاً هو الأقوي في العالم في كل بحر من بحار الأرض. وأمريكا هي القوة العظمي الأولي في العالم.
ورغم أن إيران نفسها تعرف ذلك. وتعترف به إلا أنها رفعت في المناورات التي تجريها حالياً شمالي إيران شعارات تؤكد صدق مقولة الجاحظ بأنهم أهل نفخ. وتزيد. ومبالغة مثل الاقتداء الثوري في مواجهة الاستكبار والحظر والازدراء. والعزم الجهادي. وغيرها من العبارات الطنانة التي تعيد إلي أذهاننا عبارة "أم المعارك" لصدام حسين. ومن أغرب التصريحات التي قرأتها التي أطلقها مستشار المرشد الأعلي للثورة الإيرانية علي خامنئي بأن أمريكا أضعف من أن تواجه إيران.. فعلام يرتكز المسئول الإيراني حينما يقول ذلك؟!.. هل يرتكز علي قوة نووية تستطيع تدمير أمريكا عن بكرة أبيها.. أم أنه يرتكز علي اتفاق خفي قديم تحت الطاولة تنفذه الدولتان منذ سنوات؟!!
وبالمثل فإنني أقول إن أمريكا تخدعنا نحن العرب. فالتصعيد الكلامي للرئيس الجديد دونالد ترامب. وإدارته من الصقور الكارهين للعرب فقط. لا تتناسب مع العمل علي الأرض علي الرغم من المناورات الأمريكية البريطانية الاسترالية قبالة سواحل الخليج.
إن التصعيد الأمريكي يستهدف أمرين.. الأول: استرضاء اللوبي الصهيوني في أمريكا.. والثاني: تحقيق مكاسب سياسية محددة من خلال الضغط العسكري مثل تعديل بعض بنود الاتفاق النووي. فأمريكا هي التي مكنت إيران من العراق. وغضت الطرف عن تدخلها في سوريا ودعمها للحوثيين في اليمن.. وإيران ساعدت واشنطن في غزو أفغانستان. والعراق.
ما يستقر في يقيني كمراقب. أن إمريكا لن تحارب إيران. ولن تضربها. إنما ستظل تتحرش بها كفزاعة للعرب لكي يدفعوا مزيداً من المال. ويشتروا مزيداً من السلام الأمريكي. فالأمريكان يحترمون الفرس وحضارتهم أكثر من العرب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف