سعيد عبدالسلام
بين السطور .. منتخبنا بطل غير متوج
ربما هي المرة الأولي التي يتعامل فيها الاعلام الرياضي ومعه الشارع الكروي مع منتخبنا بموضوعية كبيرة وتقدير للجهد الكبير الذي بذله ابناء الفراعنة في الجابون باستثناء قلة قليلة حاولت دس السم في العسل لكنها لم تجد لها مكانا وسط الأصوات العاقلة المتزنة التي ثمنت الجهد الكبير الذي قدمه المنتخب رغم ابتعاده سبع سنوات عن النهائيات الافريقية.
** صحيح قدم المنتخب أحلي شوط له في البطولة وهو الأول وكان بامكانه ان يقضي علي المنتخب الكاميروني ويمنعه من حق العودة إلي المباراة.. لكنه تراجع وقدم اسوأ شوط له في البطولة والذي علي ضوئه سوف يحسم اللقب في الوقت الذي عاد فيه منتخب الكاميرون بكل قوة ونجح في حسم اللقب في الوقت القاتل من عمر الوقت الأصلي للمباراة ورغم كل هذا من حقنا ان نفخر بمنتخبنا وان نرفع لهم القبعة وان نشكرهم علي ما قدموه وابرزه جعل الشعب المصري يلتف حولهم من جديد في مظاهرة اختفت عنا منذ سنين لدرجة خشينا ألا تعود.
الا ان عبقرية الشعب المصري وحبه لوطنه يفوق كل وصف.. فهو عودنا دائما علي صنع المعجزات وكتابة تاريخ جديد وقت المحن.. ولم لا ومصر ولدت قبل التاريخ وقدمت للبشرية ولاتزال تقدم القيم والمباديء وبالتالي علينا البحث عن كل الايجابيات التي قدمها اللاعبون في أروقة المنتخب بالجابون قبل ان نفتش في سلة السلبيات فلم يكن اكثر المتفائلين يتوقع وصول المنتخب القومي إلي نهائي البطولة.
لكن سقف الطموحات كان يرتفع مع كل فوز يتحقق وهذا حق مشروع لأننا نؤمن بامكانات لاعبينا وحبهم لوطنهم وعشقهم للفوز ورفضهم للهزيمة لكن ليس في كل مرة تطاوعك كرة القدم وتتخلي عن عشقها للتمرد والمفاجآت.
** ان مؤشرات البطولة الافريقية بالجابون تقدم لنا علامات ايجابية قبل خوض المعترك المهم في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018 حيث تنوع الفوز علي منتخبات قوية من وسط القارة وشمالها وعاد منتخبنا ليتصدر تصنيف القارة من الباب العالي ويقدم نفسه من جديد كزعيم غير متوج للقارة السمراء كما ان الشارع المصري اكتشف نجوما جددا في مقدمتهم تريزجيه الذي كان اكثر لاعبي المنتخب انضباطا تكتيكيا وايضا كسبنا حجازي وعلي جبر معا في تناغم رائع ومعهم الجوكر احمد فتحي الذي ظلمته اصابات زملائه.. فلعب في اكثر من مركز وأجاد كعادته بدرجة كبيرة.
كما شعر الذين هاجموا النني بتأنيب الضمير لأنهم يتحدثون عن "الكرة الشراب" وليست كرة القدم الحديثة التي لا تعترف بالمراوغات غير المجدية والاستعراض الذي مكانه السيرك وليس المستطيل الأخضر.
ويبقي محمد صلاح نجم كعادته بادائه واخلاقه واهدافه الجميلة المؤثرة ومعه عبدالله السعيد.. أما طارق حامد فحدث ولا حرج.. الرئتين التي يتنفس منها المنتخب خاصة خط الدفاع.
وعندما يصل الحديث إلي عصام الحضري فلا ينفع معه أي كلام لأن التاريخ يتولي تسجيل انجازات مثل هؤلاء لأن الكلام لن يوفيهم حقهم.
وقبل ان نختتم حديثنا عن كتيبة الفراعنة لابد ان نشيد بالارجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني والذي أحسن قيادة المنتخب في البطولة والتعامل مع المباريات بالقطعة حتي وصلنا إلي المحطة الأخيرة فهو مدرب كبير وكفء لم يتحدثوا لغة كرة القدم الصحيحة والحقيقية.
** وعزاؤنا الوحيد بعد هذه البطولة اننا سنعود إلي الدوري المحلي والكأس وهرتلة البعض الذين يتولون مسئولية بعض الاندية وهم أبعد ما يكون عن الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة لأنهم يفهمون في اللعبة الشعبية الأولي مثلما نفهم نحن في الذرة!!
والله من وراء القصد