عثمان الدلنجاوى
نبض الوطن .. "العربي".. رسالة لرجال الأعمال!!
ما جاع فقير إلا ببخل غني. وما أكثر بخلاء الأغنياء وما أكثر ما تعانيه الإنسانية من فقر بسبب شحهم.. فثمة قلة غنية تتحكم في مصائر البشرية حيث يملك 1% فقط من سكان الكرة الأرضية البالغ عددهم 5.7 مليار نسمة نصف إجمالي ثروات العالم.. وبالأرقام هناك 80 شخصاً هم الأكثر ثراء في العالم يسيطرون علي 9.1 تريليون دولار.. الأكثر غرابة بحسب مؤسسة أوكسفام العالمية ان 8 مليارديرات فقط يمتلكون ثروة تعادل ما يملكه نحو 6.3 مليار إنسان من فقراء العالم. الأمر الذي يعني أننا إزاء ظلم وعدم مساواة في توزيع الثروات علي مستوي العالم كله مما يجعل هناك ضرورة قصوي ليس لإعادة توزيع تلك الثروات بعدالة وإنصاف فحسب بل لإعادة تفعيل الوظيفة الاجتماعية لرأس المال.. ولأننا في مصر نعاني ظروفاً اقتصادية صعبة ضاعف صعوبتها. بعد تحرير سعر الدولار جشع الكثير من التجار وتوحش أصحاب رأس المال الذين بات جل همهم جلب الربح والمكسب ولو علي حساب الدولة والفقراء.. فإننا في حاجة ماسة لإسهام رأس المال الوطني في عبور الأزمة بدفع مستحقات الدولة من متأخرات الضرائب وهي بشعرات المليارات ومد يد العون للفقراء أداء للحق المعلوم الذي فرضه الله في أموال الأغنياء.
ولا يمنع ذلك ان في مصر نماذج مضيئة من رجال الأعمال الذين يراعون الله في أموالهم وبلدهم. ويمدون أيديهم لخدمة اقتصاد الدولة في السراء والضراء.. ولعل استطلاع الرأي الذي أجرته جريدة الفجر يلقي ضوءاً علي نماذج من هؤلاء الرجال يتقدمهم محمود العربي رئيس مجلس إدارة مجموعات شركات العربي الذي فاز بلقب الشخصية الأكثر دعماً للاقتصاد المصري في عام 2016 متفوقاً علي 10 رجال أعمال آخرين شملهم هذا الاستطلاع.. صعود "العربي" ونجاحه في نموذج ملهم في الاقتصاد جدير بالدراسة والمحاكاة يقرب النجاح لأجيالنا الجديدة ويبعد عنها غيامات الإحباط والفشل.
نجاح العربي لم يولد من فراغ وإنما حفته المكاره ودموع الكفاح وشظف العيش والعصامية فقد بدأ "العربي" الذي لم يكمل تعليمه لظروف عائلته الصعبة متزوداً بما تعلمه من كتاب الله ليشق طريقه نحو القمة تاجراً صغيراً في حي الموسكي مستمسكاً بالقيم الأخلاقية والشفافية والنزاهة وطهارة اليد.. خاض غمار السياسة كنائب بالبرلمان لدورة واحدة لم يشأ أن يكررها مبتعداً عن طريق سلكه كثير من رجال الأعمال الذين كرسوا لزواج المال بالسياسة لحماية مصالحهم ومراكمة ثرواتهم وهي الظاهرة التي أفسدت السياسة والمال معاً.
لم يشأ "العربي" أن يكتفي بالتجارة التي انتخب رئيساً لغرفتها 12 عاماً ولا بأرباحها الكبيرة بل ولج إلي صناعة التكنولوجيا راغباً في توطينها بمصر بانياً امبراطورية اقتصادية ضخمة قوامها 8 شركات ومجمعان صناعيان يضمان 16 مصنعاً في بنها وقويسنا ليوفر الآلاف من فرص العمل ويفتح بها آلاف البيوت خصوصاً أهالي قريته أبورقبة بالمنوفية والقري المجاورة لها.. لم يغفل "العربي" الدور الاجتماعي لرأس المال بل عمل علي دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والطلاب والأعمال الخيرية في المناطق التي يمارس فيها نشاطه الاقتصادي فقد بني مثلاً في قريته أبورقبة بأشمون المنوفية مجمعا أزهرياً نموذجياً بخلاف مستشفي العربي الرائد خدمة لأهله وأبناء محافظته والمحافظات المجاورة.
تحية للعصامي محمود العربي.. ورجاؤنا ان تمتد جهوده لتبني الباحثين المبتكرين وتحويل أفكارهم ومخترعاتهم لمنتجات تدر عوائد ضخمة لمصر لتكون بداية حقيقية لنهضة البحث العلمي الذي أهملناه طويلاً.