المساء
محمد جبريل
ع البحري .. زمن الفن الجميل .. هل يعود؟
أحن إلي زمن الفن الجميل.
الزمن الذي أعنيه حين كانت مصر ملتقي فناني الوطن العربي. يأتون إليها من أقطارهم بيقين أن القاهرة هي عاصمة الفن العربي. وهي المنطلق لمن يريد أن يحقق مكانة علي المستوي القومي.
لأن المساحة تضيق عن ضرب أمثلة في مجالات الفن المختلفة. فإني أكتفي بالتحدث عن الغناء.. أشير إلي أصوات صنعت ذلك الزمن الجميل: فريد الأطرش. أسمهان. سعاد محمد. نور الهدي. فايزة أحمد. وديع الصافي. صباح. نازك. وردة. عليّة. محمد عبده. طلال المداح. نجاح سلام. عزيزة جلال. فيروز. كاظم الساهر. ميادة الحناوي. صابر الرباعي. سمية. زبادي. وليد توفيق. إلخ. بالإضافة إلي أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالمطلب ومحمد فوزي وعبدالحليم حافظ وليلي مراد وشهر زاد ومحمد قنديل وفايدة كامل وعبدالعزيز محمود وعبده السروجي ونجاة علي وعبدالغني السيد وعباس البليدي وغيرهم ممن يتمتعون بالمواطنة المصرية.
مع ذلك فإني أجد في الصورة الحالية لدينا الغناء في مصر ما يستحق التأمل والمراجعة.
من واجب القاهرة أن تحتضن - كما كان الحال دوماً - كل المواهب من أقطار الوطن العربي. تتيح لها الفرصة. وتساعدها علي تأكيد الذات. والأسماء كثيرة ومعلنة. ليس علي مستوي الأداء فقط. وإنما علي مستوي الرواج الإعلامي.
قد تمثل الظاهرة امتداداً لذلك الزمن الجميل الذي أحببته. وحدثتك عنه. لكن الندرة تعيبها في الأصوات المصرية. رغم أن الحقيقة ليست كذلك.
ثمة أصوات مطربة مهمة غيبها الضرب تحت الحزام.
أين أنت؟ كان السؤال محور حديث بين الفنانة عفاف راضي وبيني في لقاء مصادفة باستديو إذاعة الشباب والرياضة.. لا أتصور أن عفاف راضي ونادية مصطفي وأنغام وآمال ماهر وشيرين يرضين بالعري والهنك والرنك والتأودات المحرضة.. نجاة أخذتها من قصيرها واعتزلت. لا أذكر إن كان هاني شاكر أو علي الحجار أو محمد الحلو أو مدحت صالح هو الذي بدأ يطرح - في مواجهة المد العارم - فكرة الاعتزال.
لم يعد الغناء تنافساً في الكلمات والألحان والأداء. يكاد الأمر يقتصر علي مقدار ما يتعري من الجسد. وعلي مدي الحركات المثيرة. حتي الأصوات الرجالي تلجأ إلي مدارة قبحها بأعداد من المتأودات يكتفين بمخاطبة الغرائز!
أرحب بالسيدات عجرم وأليسا وهيفاء وإلين ومروة. وغيرهن ممن أصبح الغناء - بواسطة قدراتهن العجيبة - غير الفن الذي نعرفه.
حدثتك من قبل عن المغني الشعبي الذي كانت ترافق أداء أغنياته غازيتان ترقصان لجذب المستمع إلي ما لا صلة له بالغناء.. تبدل الحال فصارت الغوازي يغنين!
أخطر ما في الأمر أن أم كلثوم كانت هي المثل الذي تحاول الأجيال التالية محاكاته.. الأمر نفسه بالنسبة لعبدالوهاب وقنديل وفوزي وليلي مراد وشادية وشافية أحمد وعبدالحليم حافظ وفايدة كامل ومحرم فؤاد ورشدي وعبدالمطلب وحورية حسن.. تغير المثل فأصبح في الوافد المثير. وبلغ الأمر حد التنافس في كشف المساحة الأكبر من الجسد. وإطلاق ما لا معني له من الفحيح والتأوهات.
هل يعود زمن الفن الجميل؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف