الجمهورية
عبدالــرازق توفيـــق
لماذا كرم الرئيس منتخب الكرة ؟
اعتدنا نحن المصريين ان يستقبل رئيس الجمهورية المنتخب المصري لكرة القدم في المطار عندما يفوز بالبطولة.. لكن فريقنا القومي لم يفعلها ولم يحصد الكأس وخسر في المباراة النهائية أمام الكاميرون.. اذن لماذا ذهب الرئيس السيسي لاستقبال اللاعبين في المطار وتكريمهم؟
في تصوري أن هناك مبدأ وسياسة وروحاً جديدة في مصر فربما تجتهد وتفعل كل شيء وتخرج عن المألوف والعادة والمتوقع وتحقق نتائج مبهرة لم يكن ينتظرها الجميع وفي نفس الوقت لا تصل لمنصة التتويج لكنك فعلت ما عليك وبذلت مجهوداً خرافياً بالإرادة والعزيمة وهزمت منافسين أكثر منك قوة.. هنا يجب أن تكرم وتستقبل مثل الأبطال مثل الفائز بالبطولة.. فالنتيجة النهائية بيد الله وتوفيقه طالما انك عملت ما عليك. ذلك هو الجديد في مصر.. ان تجتهد ولا تيأس ولا تخاف وأذكركم بكلمة الرئيس السيسي في احد خطاباته موجهاً حديثه لشباب مصر وربما تكون العبارة خلال حفل تدشين المشروع القومي المليون ونصف المليون فدان بالفرافرة قال لازم الشباب يعافر ويحفر في الصخر حتي يجد لنفسه مكاناً وموقعاً مميزاً بين الناس في المجتمع لخدمة وطنه.
اذن هذا هو المقياس.. ربما لا تصل للهدف النهائي وهو حصد اللقب أو البطولة ولكنك قاومت وعافرت ونلت احترام وتقدير الجميع وشرفت بلدك وجعلتها حديث العالم واستعدت أمجاد المصريين الكروية ألا يستحق ذلك التكريم والتقدير.
في تصوري أيضاً ان منتخب مصر حقق ما هو أكثر وأثمن من البطولة.. فقد أعاد اللحُمة الوطنية والروح القومية لدي المصريين.. ظهرت الأعلام ورسومات علم مصر علي الوجوه.. الرقص في الشوارع وأيضا ظهرت الدموع عقب الخسارة من الكاميرون في النهائي وفقدان اللقب غيرة وحبا لمصر العظيمة.
المنتخب القومي لم يبث فيها روح الوطنية من جديد نحن الكبار فحسب ولكن اكتشفنا ان جينات الوطنية وحب مصر تسري في عروق أولادنا وأطفالنا الذين انهمرت دموعهم عقب الخسارة وعاشوا ليلة حزينة لم تفارقهم الدموع رغم كلمات المواساة والتهنئة.. تلك هي مصر الولادة.
أدركنا ان سلسال الوطنية الذي نراه في تضحيات شبابنا من رجال الجيش والشرطة علي جبهات معركة الحرب علي الإرهاب الأسود في سيناء وغيرها لم ولن ينقطع فحب مصر والغيرة عليها والرغبة العارمة ان تكون في مقدمة الصفوف مثل الدماء تجري في شرايين الأجداد والآباء والأطفال لذلك سوف تعيش مصر وتبقي كبيرة وشامخة بحب أبنائها وبناتها.
هل شاهدتم أم الشهيد وهي تخطب فينا في عيد الشرطة وقد فقدت فلذة كبدها.. أحد شباب ضباط الشرطة الشرفاء الذي سقط شهيداً دفاعاً عن أرضه وشرف مصر.. وهي تؤكد لنا رغم آلام الوجع والفراق.. "ابني مش خسارة في مصر" فتلك العبارة التي أبكتنا جميعا.. كيف لشعب وسيدات وشباب وأطفال بهذه الوطنية والتضحيات ان يسمح لأي عدو أو إرهابي أو متآمر أو مشبوه أو ملوث أو أي قوة علي الأرض ان تسقط مصر؟.. لا لن تسقط مصر أبداً.
ألا يكفي ذلك ان يذهب الرئيس السيسي الرجل المحترم الذي يرسي مبادئ وقيماً جديدة لاستقبال هؤلاء الأبطال الذين حققوا لنا ما هو أغلي من بطولة مجرد كأس لقد كانت البطولة اختباراً جديداً لحب المصريين لبلدهم.. فنجحوا بامتياز.
أكاذيب محمود حميدة
هناك شخصيات تقول كلاماً ولا تعيه وليس له في الواقع أي أساس ولكنهم يروجون أشياء وأكاذيب للديكور والظهور حتي يصنفهم البعض بأنهم ثوار ومعارضون.. الفنان محمود حميدة قال في ندوته بمعرض الكتاب: اننا لم نصل بعد إلي الدولة المدنية.. وانه ضد اعتقال أي مواطن أباح برأيه في قضية معينة وانه يحزن كثيرا لذلك.
لم يقل لنا الفنان محمود حميدة مثالاً واحداً يدلل به علي حديثه وكان من المفترض ان يباغته أحد الحضور هل لديك نموذج لوجود حالة اعتقال واحدة لمواطن قال رأيه فتم اعتقاله؟ واعتقد انه لن يجد اجابة علي هذا السؤال.. أو يغالط نفسه ويقول كلاما غير مفهوم.
بداية.. لا أدري ما هي معايير ومواصفات الدولة المدنية التي يريدها حميدة.. فمصر الآن دولة مؤسسات بها رئيس منتخب بأغلبية ساحقة وغير مسبوقة حسمتها صناديق الانتخابات النزيهة.. وبرلمان منتخب.. ودستور اختاره الشعب.. وهنا اسأل حميدة أليست هذه دولة مدنية مكتملة الأركان أم أنك تحجر علي الناس الترشح لانتخابات نزيهة بغض النظر عن خلفياتهم.. فأي مواطن مصري له حق الترشح علي منصب الرئيس سواء كانت خلفيته قضائية أو طبية أو أمنية أو عسكرية أو دبلوماسية أو صحفية أو إعلامية أو جامعية وغيرها من الوظائف فالترشح ليس حكرا علي خلفيات معينة.
هناك مرضي ومضطربون نفسيا ويكرهون أنفسهم ويعتبرون ان الرئيس صاحب الخلفية العسكرية تصبح الدولة عسكرية - وهذا غير صحيح علي الاطلاق فمصر دولة مؤسسات هناك رئيس له اختصاصات وصلاحيات وبرلمان له أيضا صلاحيات واختصاصات ودستور يفصل بين الجميع ويحدد الإطار الذي تسير الدولة وفق أحكامه.
أما المغالطة الثانية والكذبة الآثمة للسيد حميدة ان هناك من اعتقل في مصر بسبب رأيه وهذا غير صحيح وإلا خرج حميدة إلي السجن عقب ندوته وأصدقاؤه يقولون ما يريدون علي صفحات الجرائد وعلي شاشات الفضائيات أو في المنظمات الدولية المشبوهة دون اعتبار لما تمر به مصر.
علي الفنان محمود حميدة ان يخبرنا عن حالة واحدة تم اعتقالها بسبب رأي إلا إذا كان حميدة يعتبر ان وجود بعض النشطاء المشبوهين مثل أحمد دومة ومن قبله علاء عبدالفتاح وأحمد ماهر وغيرهم مظاليم وأبرياء وأنقياء رغم أنهم ادينوا بأحكام قضائية مكتملة وصحيحة وبعد سلسلة طويلة من تحقيقات النيابة وهناك أدلة وبراهين وتسجيلات بالصوت والصورة ولا تحتاج لأي تشكيك فقد أراد هؤلاء المشبوهون تدمير وتخريب وحرق مصر.
يا سيد حميدة لا توجد حالة اعتقال واحدة في مصر هناك قرارات نيابة وأحكام قضائية ولا مجال بتجاوز القانون وأحكامه.
السيد حميدة يشهد بنفسه انه لم يتأثر في عمله بسبب آرائه السياسية.. اذن أنت تقول ما تريد ولا يتعرض لك أحد.. ولم يفكر أي شخص في التضييق عليك في عملك أو حياتك.. تتحرك بحرية.
أي مواطن مصري يقول ما يشاء طالما بعيداً عن العنف والإرهاب والتخريب والتدمير والحرق لم يعاقب أحد علي رأيه.. ولم يعتقل أو يسجن بدون قرار نيابة أو حكم قضائي.. ولا أدري من أين جاء حميدة بما قاله.. العتب علي الذين حضروا الندوة وسمحوا لمن يقول كلاماً فارغاً بلا عنوان أو دليل.
إيناس الدغيدي .. والشذوذ الفكري
* لا أدري كيف يفكر المسئولون عن تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب؟.. وهل من المنطقي استضافة المخرجة إيناس الدغيدي في ندوة بالمعرض وهي دائما مثار جدل واثارة بأفكارها الغريبة والشاذة.. وهل يمكن ان يتقبل المجتمع المصري المحافظ الشرقي الإسلامي أفكار الدغيدي في ضرورة المطالبة أو السماح بممارسة الجنس قبل الزواج؟.. وهل هناك شريف وصاحب نخوة ان يتقبل مثل هذه الأفكار إلا إذا كان مريضا أو شاذا.. أو مخبولاً.. وهل تسمح ظروفنا وحربنا ضد الإرهاب والتنظيمات المتطرفة والمتشددة بهذا العبث أم ان هناك شخصيات مغرضة ومريضة نفسيا تذكي الفتنة وتبث الأفكار المستوردة والمعلبة من الخارج.. هؤلاء لا يقلون اجراما وتطرفا عن الإرهابيين.
السيدة إيناس الدغيدي هي جزء من مؤامرة فكرية.. تريد تفريغ قيم وأصول ومبادئ المجتمع المصري من مضامينها وتخلق أجيالا وشبابا بلا نخوة ويكتسبون القدرة علي خيانة الأخلاق والمبادئ وتعاليم الأديان وبالتالي فمن الممكن خيانة الوطن.. ولا نجد من يدافعون عنه ويقدمون أرواحهم الطاهرة فداء له.. لا أطالب بحبس أو سجن الدغيدي ولكن أطالبها فقط ان تحتفظ بأفكارها لنفسها.. ولا تستند لفتاوي ضالة وشاذة مثل أفكارها مثل إرضاع الكبير أو غيرها.. هناك أئمة وعلماء أجلاء نثق في نزاهتهم وعلمهم ودينهم والأزهر يزخر بمثل هؤلاء.. وهو الذي تتآمرون علي حرقه وتشويهه لاطلاق العنان لكل فكر مريض سواء إرهابي متطرف أو شاذ مستورد من الغرب.
نقيب الصحفيين القادم
فقدت نقابة الصحفيين في العامين الأخيرين الكثير من هيبتها في الشارع المصري بعد الأحداث الأخيرة التي استدرجها البعض إليها في ظل مزايدات ممقوتة ضد الدولة المصرية ورموزها ومؤسساتها.. وكان لابد من عقل ونقيب له جينات رجل الدولة ألا يسمح بوجود خصومة مع الدولة المصرية لأن الخاسر فيها هم الصحفيون.
لذلك يجب ان نلفت انتباه الزملاء أعضاء الجمعية العمومنية ان نقابتهم ليست حزباً أو منبراً سياسياً أو منظمة حقوق انسان نتلقي دعماً من الخارج مقابل تقارير تشوه الدولة ومؤسساتها وان الاهتمام بالمهنة والمهنية هو السبيل الوحيد لاستعادة الهيبة التي تسبب البعض في النيل منها.
لذلك يجب ان نختار نقيباً مهنياً يحبه الناس ويقدرونه وعرف عنه الرصانة ورجاحة العقل والقدرة علي إدارة الأزمات.. والتواصل مع الدولة والسلطة بشكل متحضر وليس النموذج الثورجي "الحنجوري" الذي أفقدنا الكثير والكثير وأصبحت أحوالنا المهنية والمادية لا تسر عدواً أو حبيباً.
لا يجب ان نختار من يؤمن أو يعتقد ان التظاهر بطولة أو الصياح والصوت العالي قوة.. أو اهانة الدولة ومؤسساتها العريقة انتصار.. نحن مع النقيب الذي يحترم الجميع الدولة ورئيسها ومؤسساتها ويتواصل معهم بعقل ورجاحة عقل.. وآليات متزنة للتفاوض لصالح الصحفيين.. والحرص علي مصلحة الدولة ومراعاة ظروفها الاستثنائية لأن النقابة واحدة من مؤسساتها العريقة التي يجب أن تتبني كل ما هو في صالح الوطن وليس المزايدة عليها.. باختصار نريد نقيباً بحجم رجل دولة وابن الدولة الوطنية وليس ثورجياً أو "حنجوري" أو خائفاً من زملائه في المجلس.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف