أهمية معرض الكتاب أنه ملتقي الأحباب من الأدباء والهواة.. لم أذهب إليه منذ سنوات ولكن أخباره تشغل البال..
لا ينسي ذلك العام الذي سارت فيه المظاهرات ترفض قرارا عجيبا بأن تشارك اسرائيل في المعرض رمزا للتطبيع.. وضباط الشرطة الأشداء ينفذون الأوامر وزيادة بالضرب والمطاردة والاعتقال.. لم يمنع ذلك احراق العلم الاسرائيلي امام الكاميرات!
كان الشاعر¢صلاح عبدالصبور¢ رئيسا لهيئة الكتاب والمعرض وقد تعرض هو للتفتيش من ضابط أحمق.. غضب غضبا شديدا فعاد إلي بيته في سيارة صديقه ¢نصار عبدالله¢ تاركا سيارة الحكومة للحكومة!
مات الشاعر بعدها بسنوات قليلة بسببها أو قضاء وقدرا ولكنه في ليلة اصابته بازمة قلبية اودت بحياته تعرض لما يشبه المحاكمة في بيت صاحبه الشاعر العائد من منفاه الاختياري في باريس.. ومن صديقه رسام الكاريكاتير المثقف وآخرين حضروا اللقاء.. لم أذكر اسماءهم ولو أن الكل يعرفهم فقد مات أحدهم وأطال الله عمر الثاني وذلك حتي لا أجلدهم وكفاهم الندم..
ترك لهم الدنيا وما فيها.. كأنهم شنقوه. وهو صاحب قصيدة ¢شنق زهران¢:
كان زهران غلاما.. أمه سمراء والأب مولد.. وبعينيه وسامة.. وعلي الزند أبوزيد سلامة.. ممسكا سيفا.. وتحت الوشم نبش كالكتابة.. اسم القرسة دنشواي.. تدلّي رأس زهران الوديع.. قريتي من يومها تخشي الحياة.
** هذا العام تذكر معرض الكتاب الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور!!
كشف المستور في¢غابة¢ الصحافة
امسك بالقلم يكتب. ويقاتل. في بلاط صاحبة الجلالة.. نصف قرن من الزمان.. وجاءت شهادته في كتاب سجل فيه معاركه ونشر أسماء الأصدقاء والخصوم والشهود وكل من ظهر في المشهد. فجاء في أكثر من 700 صفحة.. ولعله ما زال يحتفظ ببعض أسراه.
لو عرفت أنني سأكون أحد المحرضين له في كتابة مشوار حياته في بلاط صاحبة الجلالة لفعلت ذلك مبكرا فمن بين الأكابر من يستحق الفضيحة.
كان أول المحرضين¢مصطفي بهجت بدوي¢ الفارس النبيل الذي اصدر كتابه¢مذكرات رئيس تحريرسابق¢ عن تجربته رئيسا لمجلس ادارة وتحرير جريدة¢الجمهورية¢. قال فيه كل ما في نفسه وروي بصراحة ما تعرض له من مؤامرات.. ولعل الزميل الكبير ¢عبدالقادر شهيب¢ يكمل المشوار في كشف بعض المستور من خفايا ¢غابة¢ الصحافة!
ولمصطفي بدوي موقف آخر إذ دفع كفالة 100جنيه لشهيب حتي يخرج من سجنه.. وذلك دون معرفة وإنما كان يجمع الكفالة من الزملاء الصحفي والسياسي¢حسين عبدالرازق¢ فقال له بدوي أنا أدفعها. ولم يكن ذلك مبلغا قليلا أيامها.
لم أكن أعرف أن هذا الفتي الهادئ الأنيق¢شهيب¢سوف يفعلها ويفتح النار!!
¢نصف قرن قتال في بلاط صاحبة الجلالة¢ شهادة عبدالقادر شهيب ورحلته الشاقة الممتعة في دنيا الصحافة
تأخر صدور الكتاب إذ قامت ثورة يناير فكان الأكثر إلحاحا كتابه ¢الساعات الأخيرة في حكم مبارك¢.. ثم ¢الاخوان والحكم. فرصة العمر¢..و¢500 يوم من حكم المجلس الأعلي للقوات المسلحة السابقة¢.. و¢الساعات الأخيرة من حكم مرسي¢.. و¢اغتيال مصر¢.. كان المؤلف شاهدا ومشاركا وكاتبا
بدأ في¢الجمهورية¢.. واعتقل في يناير 1975لستة أشهر في سجن ابوزعبل فيما عدا ليالي قليلة قضاها في سجن القلعة.. وكان الاتهام الانضمام لتنظيم شيوعي سري هدفه مناهضة الحكم علي خلفية الاحتجاجات بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية ورفض الدول العربية الغنية تقديم العون الاقتصادي لمصر الا بعد تلبية شروط صندوق النقد الدولي التي تقضي بإلغاء دعم السلع الضرورية وتخفيض الجنيه.. وقد اعتقل معه الشاعر محمود توفيق والمحامي زكي مراد والصحفي رشدي ابوالحسن وآخرون. أما صديقه اسامة الغزالي حرب فقد سبقه في الخروج من السجن حل محسن محمد محل مصطفي بهجت بدوي في رئاسة مؤسسة وتحرير الجمهورية ¢فكان نصيبي انا واسامة الابعاد من الجمهورية.. طلبت ان اقابله أملا في أن يعدل عن قراره. فوجئت به يقول لي بصراحة شديدة وقاسية: انا لم اتخذ قرارا فقط بمنعكم من الكتابة في الجمهورية وانما اتخذت قرارا بمنعكم من مجرد دخول المؤسسة وهذه آخر مرة سوف تدخل فيها هذا المبني.
** الدكتور اسامة الغزالي بدأ ايضا في الجمهورية بقسم الإبحاث الذي كان يرأسه الكاتب الصحفي الراحل ¢فتحي عبدالفتاح¢ وكان المفروض ان يتم تعيينه عندما كان رئيس مجلس ادارتها الاستاذ مصطفي بهجت بدوي. ولكن اعتقاله عام 1975 أجل التعيين. فلما خرج من المعتقل كان قد تولي المنصب الاستاذ محسن محمد فذهب اليه يطالب بتنفيذ قرار بتعيينه.. فقال له بصراحة مدهشة: ¢يا ابني لقد أتيت الي هذا المكان لكي أمنع تعيين أمثالك¢ فترك المكان وقد اسودت الدنيا في عينيه "شهادة اسامة الغزالي في عموده بالاهرام تعليقا علي كتابي ¢الصحافة والحكم¢"
سقطت في الامتحان يا صلاح
وكانت له في روزاليوسف تجربة استغرقت اعواما طويلة بدأت في ظل عبدالرحمن الشرقاوي وصلاح حافظ وفتحي غانم وانتهت علي يد محمود التهامي وعادل حمودة..
عندما كتب عن¢القطط السمان وقطط المقاولات¢ وضع عناوين الحملة الصحفية صلاح حافظ علي نصف الصفحة الاولي من المجلة.. وتوالت الحملات: ¢اسرار عزبة الاذاعة¢ وغيرها من الموضوعات الساخنة الغاضبة حتي كانت احداث 18 و19يناير وقررت روزاليوسف ان تعتبرها ثورة شعبية وليس حرامية كما سماها الرئيس السادات. وعندما اجتمع السادات بعدد من الكتاب والصحفيين لضبط إيقاع الاعلام بدأ بسؤال صلاح حافظ: كانت شعبية واللا انتفاضة حرامية يا صلاح؟..اجاب: ثورة غلابة يا ريس.. قال السادات: خسارة سقطت في الامتحان يا صلاح!
اما أكثر مقالاته غضبا فكان ¢بلطجية شركات توظيف الاموال¢ عن احتجاز موظفي سوبر ماركت يملكه صاحب احدي تلك الشركاتپللصحفي الشاب¢ابراهيم خليل¢پ- وقد اصبح اليوم رئيسا لتحرير روزاليوسف - الغريب ان المشرف علي روزا وقتها باختيار من الرئيس السادات دافع عن احدي شركات التوظيف ¢الريان¢ بحماس غريب؟!پ
كان قد جاء عصر مرسي الشافعي وعبدالعزيز خميس فلما جاء عصر محمود التهامي الذي انتهز فرصة اصابته بانزلاق غضروفي وغيابه مؤقتا عن المجلة. وقام بتعيين الصحفي المتحمس عادل حمودة نائبا لرئيس التحرير فأصبح الكل في الكل!
كان التهامي يحس بالقلق إذ تردد بشدة ومن مصادر عليا أن عبدالقادر شهيب سوف يأخذ منصبه!!
بيع المطبعة لنسايب معالي الوزير!!
وإلي المصور. يرحب به رئيسه مكرم محمد أحمد ولكنه لا يضع اسمه مديرا للتحرير ويقول إن هذا تقدير لمن سبقه ¢رجاء النقاش¢ الذي كان قد توفاه الله.. غير ان هناك سببا آخر وهو الصراع علي المنصب ممن سبقوه وهما يوسف القعيد وأحمد أبوكف.. كما دخل مجدي الدقاق في الصورة وكان يحظي بدعم من فوق!پ
ويغضب مكرم من عمود شهيب¢عفوا.. انت اعور¢إذ تصور إنه يقصد عادل حمودة. ربما تصفية حسابات!
وأخيرا يصل إلي محطته الأخيرة رئيسا لمجلس ادارة دار الهلال ورئيسا لتحرير المصور لسنوات يقرر بعدها بإرادته ان يستقيل ويترك المناصب و يتفرغ للكتابة في أكثر من صحيفة ومجلة.. وكانت تلك الاستقالة أيضاً معاناة!
لم يبق سوي الدكتور بطرس غالي وزير مالية مبارك الذي كان يضغط عليه بديون المؤسسة التي يرإسها كي يبيع مطبعة دار الهلال الجديدة في مدينة اكتوبر. ثم يتضح له ان المشتري كانت اسرة زوجة الوزير اللبنانية!
يدلي عبدالقادر شهيب شهادته. وقد يكون لمن ذكرت اسماؤهم شهادة أخري.
لماذا دعم الكراسي الخالية؟
** الحديث عن السياحة لا يتوقف بالسلب أو بالإيجاب.. ولقد أعطاه الرئيس قبلة الحياة وهو يركب الحنطور في شوارع اسوان الآمنة.. ولن تفسده الحركة الطائشة للشاب المصري علي باب متحف اللوفر في باريس.. وحتي يتحقق الحلم يقدم اصحاب الخبرة والذمة أفكارهم فلا يسمعهم أحد. وتعلو أصوات صيادي الفرص ماليا واعلاميا.. ودائما تطل الإجهزة التنفيذية برأسها.
كنت اتحدث مع صديقي المستشار السياحي العالمي ¢أنور أبوالعلا¢ عن دعم الطيران العارض¢الشارتر¢ وهو دعم لمنظمي الرحلات يفتح اسواقا جديدة إو لتنشيط السياحة لمناطق انخفض عليها الطلب لسبب أو آخر. وقد استخدم دعم الشارتر علي نطاق واسع بعد التأثير السلبي علي السياحة في أعقاب تفجيرات 11سبتمبر في نيويورك..
يذهب هذا الدعم للمقاعد التي لم يتم بيعها. بذلك ندفع للسائح الذي لأن يصل!! وهو دعم يصل الي 200 يورو أو إكثر.. ولا تشجع هذه الطريقة منظمي الرحلات لجلب مزيد من السياح لإن عم الكرسي الخالي قد يكون اكثر ربحا من احضار سائح.
** المنطق الصحيح هو أن يكون الدعم لكرسي الطائرة الذي يشغله سائح.. وليس علي الكرسي الخالي؟!..
قلم علي وجه فاتن حمامة!
تتذكر فاتن حمامة نصيحة والدها كلما داخلها الغرور عند أداء دور يرفعها للسماء فتهبط إلي الأرض.. جاءت النصيحة بعد اداء دورها في فيلم ¢يوم سعيد¢ مع محمد عبدالوهاب وكانت تلميذة صغيرة تعالت علي زميلاتها. قال لها: ¢انتي فاكرة نفسك مين انتي ولا حاجة¢.. وصفعة علي وجهها من أبيها! "من¢نصائح ¢ أول كتاب للصحفية الشابة ¢داليا عزت¢. وفي الكتاب ايضا نصيحة من ¢أنيس منصور¢ بألا تنصح أحداً".