من الصعب أن ينتهى الفساد أو يتم القضاء عليه بشكل نهائى، لأنه لون من ألوان الشر الموجودة على الأرض،
وكل ما يمكن عمله هو محاربته للعمل على تقليل نسبته وتطهيرالمجتمع من آثاره السيئة. فعلى مدى شهر ونصف شهر تناولت قضية الفساد فى ستة مقالات أسبوعية نختمها اليوم بعد الخوض فى جوانب كثيرة لأسباب انتشاره وكيفية محاربته، ولو استمرت الحملة التى تقوم بها الدولة لمحاربتة على نفس النهج التى تعمل به الأجهزة الرقابية على مدى الأشهر الستة الماضية سوف تكون هناك نتائج أفضل لتخليص المجتمع من العمليات التى يقوم بها الفاسدون يومياً والحد من الآثار السلبية التى من الممكن أن تحدث نتيجة لانتشاره، وخاصة فى الحكومة ودواوين الوزارات والمحافظات والمحليات والهيئات القومية التى بها ارتباط مباشر بمصالح المواطنين،فقد اصبحنا نستيقظ يومياً على خبر يتم فيه إعلان كشف حالة جديدة من حالات الفساد من جانب رجال هيئة الرقابة الإدارية أو ضباط مباحث الأموال العامة بسبب قضية فساد أو رشوة أو التلاعب فى مصالح المواطنين أو الإتجار بالنقد الأجنبى بطرق غير مشروعة، وما يحدث يومياً من عمليات ضبط للفاسدين الذين يستغلون مناصبهم فى الحصول على رشاوى من المواطنين أصبح أمراً يفوق الخيال، فماذا كان من الممكن أن يحدث لو لم تكن هناك توجيهات واضحة ومباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحاربة الفساد؟ كان من الممكن ألا يتم الكشف عن حالة واحدة من عشرات الحالات التى تم الكشف عنها خلال الفترة الماضية، فهل تستمرالدولة من خلال أجهزتها الرقابية فى العمل بنفس الروح والحماس التى تعمل به حاليا للقضاء على الفساد فى المستقبل، نتمنى أن يأتى اليوم الذى تكون فيه المصالح الحكومية بدون فاسدين أو مرتشين.