* في الاسبوع الماضي تناولت فرقة التراث وذكرت مامعناه انه للاسف بدأت تسير علي خطي الفرق الاخري من حيث الشكل والمضمون وأصبح التراث في خطر حيث الاسلوب التي تسير به الفرقة حاليا لايخلق جيلا ثانيا حافظا للتراث الذي بدأ يندثر رغم اننا كنا نأمل ان الفرقة تكشف الغبار عن كنوز جديدة منه بالاضافة لتقديمها ريبرتوار مؤسس هذا النوع من الفرق وصاحب فكرتها عبدالحليم نويرة وفلسفته وكفاحة في الكشف عن درر التراث وتقديمها من خلال توزيع للكورال بحرفية لاتجعلها تبتعد عن لحنها الاصلي.. السلبيات التي ذكرتها في الفرقة جاءت عقب مشاهدتي لحفلها الاخير بمسرح الجمهورية وتتلخص في أن بدعة "نجوم الاوبرا" التي تم اختراعها من سنوات انتقلت إليها والتي بها يتم تقسيم الفرقة لكورال وسوليست بمعني المطربة تدخل تغني فقرتها والتي معظمها اغنية فردية حديثة ثم تخرج دون الوقوف مع المجموعة لتردد التراث الذي من المفروض انها تحفظه هي وغيرها كما ان المجموعة اصبحت مجرد كورس تصاحب المطرب والبرنامج يعتمد معظمه علي الغناء الفردي الحديث لم استمع الا لموشح واحد ودورين من ثلاث عشرة فقرة من الاغاني التي معظمها حديثة ومتداولة اختفت القصيدة والطقطوقة والاغاني الموزعة للكورال والموشحات والادوار الكثيرة جدا والنادرة والتي وزعها نويرة.. وللخروج من هذه الازمة أولا يجب إلغاء نظام السوليستات بل الجميع يدخل الكورال ويغني من داخله والمجموعة يعود دورها البارز وتكون هي بطلة البرنامج ونبحث عن المتبقي من تلاميذ نويرة مثل مصطفي أحمد وعزة نصر واحلام أحمد اطال الله في اعمارهم ليكونوا محفظين للتراث حتي يتكون جيل ثان ويشاركون في لجان تقام خصيصا لاختيار اصوات اكاديمية تعرف التراث وتحفظ جزء منه قبل الاختبار وتكون ايضا اصواتاً قادرة علي أداء الادوار والموشحات والقصائد ومتدربة علي لغتها قبل ان تدخل امام اللجنة واعضاء الفرقة كلهم سواسية كل منهم نجم كما كانوا من قبل أما القادة ارجوكم ابتعدوا عن ان يكون المايسترو عازفا نريد مؤلفين موسيقيين يملكون ناصية علوم التأليف الموسيقي اسوة بنويرة وحسين جنيد حتي يتمكنوا من تقديم الاعمال الموزعة سلفا ولديهم قدرة علي التوزيع للمجموعة حيث ان الغناء الجماعي خطوة في التطور الموسيقي بدأها نويرة والآن تندثر في عودة للوراء بغلبة الاغنية الفردية.
ارجوكم التراث مهمة قومية وكفاكم 3 فرق منوعات لاداعي ان تكون فرقة التراث الرابعة ومن الهام ألا يتدخل أحد في عمل قائد الفرقة حيث هو المسئول عن البرنامج حتي تتم محاسبته أسوة بجميع الفرق العربية والعالمية في كل أنحاء المعمورة.. نحن لا ننكر جهد المايسترو فاروق البابلي وسبق ان كتبت عن جهوده وحفلات مميزة قدمها كما لاننسي انه من تلاميذ نويرة وعمل معه ولكن اطلب منه ومن إدارة فرق الموسيقي العربية بالاوبرا إنقاذ هذه الفرقة والتراث معا.