المساء
أحمد معوض
كلمة ونص .. علم مصر
في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. وتدمير برجي التجارة العالمية بنيويورك. أمرت الإدارة الأمريكية برفع العلم الأمريكي فوق كل منشأة بالولايات المتحدة.
عقب مبارة مصر والكاميرون في نهائي بطولة الأمم الافريقية بالجابون. بدأت الجماهير الغفيرة التي كانت تشاهد المباراة في النوادي وعلي المقاهي في الانصراف. كانت هناك سيدة لا تزال ترفع علم مصر من نافذة السيارة. نظرت لها نظرة لم تفهم معناها. أو ربما فسرتها خطأ. فنكست العلم. وسحبته داخل السيارة. هي لم تفهم انني أقصد تحيتها وليس السخرية منها.
لم أكن انوي الكتابة هذا الأسبوع. ولكن كنت اتحدث الي إنسان عزيز عليّ. حول أجواء ماقبل وما بعد المباراة. وذكرت له بعد مشاهداتي التي رصدتها في هذا اليوم. فطلب مني تسجيل هذه المشاهدات في مقال. وها أنا ألبي.
في قرية من قري محافظة القليوبية. أصر الحاج صبحي السنوسي علي إدخال الفرحة إلي نفوس أبناء بلدته. فأجر "فراشة" - بكسر الفاء - علي حسابه. ووضعها في قطعة أرض خالية أمام منزله. وبث المباراة علي شاشة ضخمة. ولم يأخذ مليماً نظير ما فعل.
وعلي باب أحد النوادي في 6 أكتوبر. وقف العاملون يوزعون علم مصر من ورق الكرتون علي الصغار والكبار. بينما استدعي احد الفنادق رساماً ليرسم علي وجوه الأطفال والبنات علم مصر. ليعزز في نفوسهم روح الانتماء للوطن.
للمرة الأولي التي اري فيها الناس تبارك لبعضها علي مباراة خسرها المنتخب. ولا أقصد هنا أهل الشر والشماتة. ولكن حقيقي الناس المخلصة المحبة لهذا البلد كانت تتبادل التهاني علي الأداء الرجولي الذي ظهر به لاعبو المنتخب المصري خلال جميع مباريات البطولة. الرياضة مكسب وخسارة. ومستحيل يفوز فريقان بالمباراة. لهذا كانت التحية واجبة لهذا الفريق لاعبين ومديراً فنياً.
في كل مناسبة مشابهة. يثبت المصريون انهم في وقت الجد سيلتفون حول هدف واحد. بروح واحدة. وعزيمة رجل واحد. المصريون يبحثون في كل زمان عن القدوة. ليرفعوه علي الاعناق. يستلهمون منه القوة والإصرار. ويمنحوه الثقة والمساندة والدعوات.
اعتز بمصريتك وارفع علم بلدك.. واوعي تصدق حد يقول عليك فقير.. طول عمرك يامصري كبير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف