محمد سراج
عندما يأتي المساء .. المواطن بين معرض الكتاب ومنتخب كرة القدم
زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ 48 تجاوز المليون زائر.. وماهي إلا لقطات تظهر عظمة هذا الشعب وحبه للقراءة رغم انتشار "السوشيال ميديا" وبقوة والوسائل المتعددة من خلال النت والاتصالات الحديثة المرئية والمسموعة والمقروءة إلا أن الكتاب مازال هو القيمة الرئيسية لتقويم الإنسان.
** وسيظل هو خير جليس.
* نعم الكتاب هو رحلة سفر لجميع أنحاء العالم من خلال سطوره وصفحاته وعنوانه وانت في مكانك.. رغم كل الظروف ورغم قلة الحيلة أحياناً في توفير ثمنه إلا أنه لابد من الكتاب في كل بيت أيا كان نوعه وعلي رأس الكتاب "القرآن الكريم" قال تعالي: "فيها كتب قيمة" البينة "3".
* نعم الكتاب هو زاد المعرفة وصديق القارئ وهو أيضاً مرجع ووثيقة للتاريخ ولا يمكن أن ينقرض أو ينتهي هكذا تعلمت في حياتي الصحفية انه لا وسيلة إعلامية تقضي علي التي سبقتها علي سبيل المثال المطبوعات مثل الجرائد والنشرات وغيرها بل ذلك لم يقض علي الكتاب وإن كان في الماضي يكتب بخط اليد فمازال وسيظل يحتفظ بقرائه علي مر العصور.. وأيضاً التليفزيون كوسيلة إعلامية مرئية لم تقض علي الراديو الإعلام المسموع مازال له عشاقه ومستمعوه.. حتي ظهور الفيديو لم يقض كذلك علي السينما مازالت لها روادها والنت بقوته الخارقة وهو نقل الحدث والمشاركة في الاحداث في التو واللحظة لم يقض علي السماوات المفتوحة والفضائيات وشاشات العرض "التليفزيون".
لا وسيلة تقضي علي الأخري كل له رواده ولكن سيظل الكتاب هو سيد الموقف ويتصدر المشهد لما يشاهده معرض الكتاب من سيمفونية يعزف علي اوتارها كل الأجيال علي شكل طابور طويل من جميع الأعمار والأجناس يمثل السلم الموسيقي للثقافة في مصر رائدة العالم في التنوير منذ آلاف السنين.
كذلك كرة القدم شاءت الظروف ان اتجول بسيارة اعلامي صديق في انحاء متفرقة من القاهرة والقليوبية أثناء بث ماتش الكورة وتشجيع منتخبنا القومي.. ووجدنا طوال الطريق شاشات عرض علي جانبي الطريق وما يقرب من مائة مواطن علي الأقل أمام التليفزيون في العراء يشجعون منتخبنا الوطني.
رغم اختلاف آرائهم السياسية والدينية إلا انهم اجتمعوا لتشجيع فريقهم. مشهد رائع الالتفاف حول الوطن وخلف رموزه.. وأيضاً الطابور الطويل لكل الاعمار للحصول علي كتاب.
هذه هي مصر وهذا هو المواطن المصري وهذا هو السر الذي لا يقدر علي اختراقه أعداء الوطن.