شكرى القاضى
ذاكرة الأمة .. متي تتحقق الإنجازات ..؟
** نحن نعيش في سباق مع الزمن لكي نخرج من عنق الزجاجة ولا نملك من زاد أو زواد سوي بالاصطفاف علي قلب رجل واحد في مواجهة المحن والأزمات واستثمار الطاقات الهائلة الكامنة بداخلنا فالمصريون يعيشون بالإرادة والأمل وهذا ما لمسه العالم بأسره من خلال أداء "الفريق القومي" في المونديال الكروي الأفريقي الذي أقيم مؤخرا بدولة الجابون فقد بدا واضحا ان الفريق المصري هو الأقرب لاحراز اللقب للمرة الثامنة في تاريخه الأمر الذي انعكس بالسلب علي الإعلام والجماهير والنقاد ومجلس النواب - أيضا - حيث أعد الجميع نفسه للاحتفال بالكأس الأفريقية - وهذا حق مشروع - ولكن الكرة "مستديرة".. هي مثل الدنيا قد ترفعك إلي أعلي عليين أو تدفع بك إلي المجهول في غمضة عين..!
- وواقع الحال أني عشت لحظات رائعة وأنا أتابع مباريات البطولة. فقد تجسدت معاني الإرادة والأمل في اللاعبين المصريين ومثلي مثل الملايين من محبي الساحرة المستديرة كنت أنتظر تلك اللحظة التي تطير فيها وكالات الأنباء خبر فوز المنتخب المصري بكأس البطولة ولكن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن. فقد وقع الفريق القومي في فخ الآلة الإعلامية أو بمعني أدق في فخ "الوهج الإعلامي" وظن انه فائز بالبطولة لا محالة وإذا لم يتحقق الفوز في الوقتين الأصلي والاضافي فالحضري موجود..!!
** الإنجازات الكروية ليست دليلاً علي تقدم الأمم فالحكمة تقتضي ألا نستبق النتائج وألا نفرط في الفرحة قبل أوانها حتي نستطيع التهيؤ للجولة القادمة من ناحية ونحافظ علي الثبات الانفعالي حتي نحقق الهدف المنشود من ناحية أخري وفي المقابل علينا أن نتعامل مع الأمور بموضوعية. فالإنجازات في المحافل الدولية مطلوبة. خاصة في مثل تلك الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد. لكن الفرحة وحدها غير كافية لاستنهاض الأمم من عثرتها وإذا لم تتحقق - إرادتنا - في تحقيق إنجاز رياضي. فعلينا أن نتمسك بالأمل في العبور بمصرنا إلي بر الأمان. علينا أن نتمسك بعقائدنا وثوابتنا وأن نبذل المزيد من الجهد والعرق في أداء عملنا وأن نحرص علي تماسك جبهتنا الداخلية وأن نسعي بحزم وإصرار للتصدي لأعداء مصر في الداخل والخارج فقد خسرنا بطولة كروية وعلينا أن نستنهض الهمم للانتصار علي العدو - الأخطر - الذي يقيد إرادة المصريين ويقتل روح الأمل فيهم ويعرقل كافة خطط التنمية للنهوض بالبلاد ووضعها علي الطريق الصحيح.. نعم أقصد "الفساد" وما أدراك ما الفساد الذي ينخر في عظام الأمة - أمس واليوم وغدا - وفي كافة مؤسسات الدولة.
آخر الكلام :
في الرياضة كما في الحروب. لابد من منتصر ومهزوم. الفارق الجوهري بينهما. أن نتائج الفرق الرياضية تقع علي عاتق اللاعبين أولا. ومن خلفهم المؤسسة الرياضية. أما نتائج الحروب فتتحملها الشعوب وحدها ومن خلفها كافة مؤسسات الدولة وفي المباريات الرياضية تتوقف الإنجازات علي إرادة اللاعبين. ولذا فقد حرص الرئيس علي التواصل مع اللاعبين في أعقاب إسدال الستار علي مونديال الجابون ورفع من روحهم المعنوية قبل أن يستقبلهم بمطار القاهرة للإشادة بأدائهم وتحفيزهم علي تجاوز المباريات المؤهلة لمونديال كأس العالم المقامة في روسيا العام القادم بإذن الله.
- لا يختلف اثنان علي أن دعم الدولة للمتفوقين والمتميزين في كافة المجالات. هو الطريق الأمثل لتحقيق الإنجازات - وزرع الأمل في نفوس الشباب.