يقولون إن الرئيس عبدالفتاح السيسي غاضب من أداء الحكومة.. ويشيعون أن هناك تغييراً وزارياً وشيكاً بسبب هذا الغضب..!!
** ويقولون إن الرئيس السيسي غاضب من أداء الاعلام وأن هناك أزمة مكتومة بين الإعلام المصري والرئاسة..!!
** ويقولون إن الرئيس غاضب من القوي السياسية بل إن البعض يدعي أن غضب الرئيس من هذه القوي أدي إلي تجاهله لها في الفترة الأخيرة.
** ويقولون.. ويقولون.. ويقولون....... وكل يحاول أن يغني علي ليلاه.. والبعض يحاول أن يفسر الأقوال والأفعال بما يحلو له.. والبعض يمارس دوراً في إشاعة البلبلة وسط الشارع المصري.. والبعض الآخر بلا شك حسن النية يمارس دوراً وعملاً ورأياً وتحليلاً ولكن.. لم يقل لنا أحد.. من أين عرف أن الرئيس غاضب.. ولم يخرج علينا أحد بتفسير وتحليل: ماذا عندما يغضب الرئيس السيسي..؟
** أولاً: من حق الرئيس أن يغضب فهو إنسان وقائد ورئيس.. يريد أن يحقق أفضل الإنجازات ومن حقه أن يغضب إذا وجد تعثراً... أو تهاوناً.. أو عدم تنفيذ لوعد.. ولكن نحن ننسي ما نريد أن ننساه.. أو نسمع ما نريد أن نسمع وندعي "الطرش" عندما لا نريد أن نسمع..!!
الرئيس السيسي نفسه في خطاب له علق علي مقال بعنوان "اغضب يا سيسي".. وقال الرئيس ضاحكاً ساعتها أنه إذا غضب ستحدث "مشكلة كبيرة" وأنه لا يغضب لنفسه بل يغضب من أجل الشعب.. ولكنه دائماً يحاول أن يتسم بالصبر وطول البال وتمني ساعتها أيضاً أن يكون متسماً "بالحكمة".. وأن يكون رد الفعل في أضيق الحدود وتلك هي سمات السيسي الإنسانية..!!
ثانياً: من حق الرئيس أن يغضب.. ولكن لماذا محاولة التعميم: إذا غضب الرئيس من خطأ حكومي.. فهذا لا يعني أنه غاضب علي الحكومة وإذا غضب من خطأ إعلامي فإن ذلك لا يعني أنه غاضب من الإعلام.. فالتعميم آفة حقيقية في كل شيء.. خاصة فيما يتعلق بالنقد.
ثالثاً: من حق الرئيس أن يغضب ولكن من يعبر عن غضب الرئيس ويتحدث باسم ذلك الغضب؟ الحقيقة أن هناك من يمارسون المزايدة علي الرئيس والمزايدة باسم الرئيس..!!!
حرص الرئيس السيسي أكثر من مرة علي أن يؤكد علي أنه ليس له شلة وليس له جماعة.. وأن همه هو مصر والمصريون.. بل لعلنا لاحظنا أن الرئيس اهتم بقضايا إنسانية لبشر عاديين لأنهم مصريون لا يملكون القدرة أو التواصل بينما يترك القضايا الأهم لمسئولي الدولة في التعامل وهي رسالة لمن يريد أن يفهم أنه لا أحد بعينه له حق الحديث باسم الرئيس وأن الرئيس السيسي لم يمنح أحداً أو جهة أو هيئة توكيلاً للحديث باسمه.. وبالتالي فإنه علي المزايدين التوقف سواء الذين يزايدون باسم الرئيس.. أو يحاولون المزايدة علي الرئيس..!!
رابعاً: بعض الذين يدعون أن الرئيس غاضب علي الحكومة- أقول بعض وليس كل- يحاولون الإيحاء بأن أداء الحكومة ليس مرضياً علي الأقل أمام الرئيس.. وبالتالي نصل إلي أنه لا يوجد إنجاز حكومي وذلك هو سبب غضب الرئيس..!!
والحقيقة الواضحة للعيان أن ما تم خلال عام من تولي الرئيس السيسي للرئاسة الكثير والكثير من الإنجازات.. وأن هناك مشروعات كبري تتم.. والعمل فيها يسير بخطوات مقبولة قد لا ترضي الرئيس السيسي.. لأنه بطبعه يريد إنجازاً أسرع وأكبر.. ولأنه يعلم حجم ما تعانيه مصر فيريد أن يحقق في عام ما يجب أن يكون في خمسة أعوام.. وتلك هي فلسفته لأنه كقائد يعرف حجم التحدي وصعوبة الموقف.. وبطبيعته يدرس أولاً تقدير الموقف وطبيعة الحال التي يعيشها الوطن ويقرر بناء علي هذا التقدير خطته.. ومن هنا نجد أن بعض المسئولين غير قادرين علي متابعة هذه الرؤية وتنفيذها لأنهم لا يملكون نفس الرؤية.. ولكن هذا لا يعيب هذا المسئول المهم أن يعطي وينفذ ويجتهد وأمين ومخلص أما القدرات فهي متفاوتة ومتغيرة.. فليس كل الوزراء يملكون طاقة المهندس إبراهيم محلب- باسم الله ما شاء الله- في العمل لحوالي 18 ساعة يومياً.. وليس لدي كل وزير نفس القدرة.. وليس مطلوباً أن نستنسخ من محلب عدداً من الوزراء.. لأن لكل قدره وعطاءه وتميزه.
خامساً: من حق الرئيس أن يغضب.. فأداء البعض ليس كما يريده.. وليس كما خطط له ومن حق الرئيس أن يغضب عندما يجد أنه في الميدان وحده أحيانا.. ومن حق الرئيس أن يغضب عندما يجد أن ظروف مصر وواقعها الحالي ومشاكلها تعيق كثيراً من الإنجازات.. وبرغم حجم العمل فإن المواطن البسيط قد لا يشعر بهذا الانجاز علي حياته البسيطة.. لأن مصر الآن تواجه تحدياً خطيراً وهو أننا نبني مصر الحديثة.. وعندما نكون في مرحلة بناء الأساس والبنية الأساسية فإن المواطن قد لا يشعر بالانجاز إلا بعد اكتماله ولكن هناك تحسناً ملحوظاً في الأمن- برغم الإرهاب- وفي الصحة.. وفي التعليم برغم السلبيات.. وفي التموين برغم بعض السلبيات هنا وهناك.. المهم أننا نسير في الطريق الصحيح..!!
سادساً: من حق الرئيس أن يغضب لأن الإنجازات تتواري خلف سلبيات بسيطة تحدث وتتكرر في كل دول العالم.. هذه قناة السويس الجديدة تعلن عن قدرة المصريين وإرادتهم.. وهذه المشروعات الكبري تعلن عن نفسها.. ومؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي نجح بامتياز.. لكننا لم نتابع نتائجه بنفس الامتياز.. ولم نستثمر استثماراته بنفس القدر من نجاح المؤتمر.. وتلك أيضاً آفة مصرية علي كل المستويات اسمها "المتابعة.. والتفتيش الدائم" خلف كل قرار وكل نجاح.. وكل مشروع..!!
سابعاً: من حق الرئيس أن يغضب لكنه كما قال عن نفسه غضب الحليم الصبور الذي يضع حسابات دقيقة جداً قبل أن يكون له رد فعل لهذا الغضب.. وهذا حقه لأنه لا يغضب لنفسه- كما قال وقتها- بل يغضب للشعب ومن أجل مصر والمصريين..!!
المهم أن يكون هذا الغضب رسالة عمل ورسالة اجتهاد لكل مسئول.. ولكل الشعب لكي نواصل المسيرة الصعبة التي بدأت وبعد عام من توليه الرئاسة أمامنا- والحمدلله- قائمة طويلة من الإنجازات التي بدأت واقتربت علي الاكتمال.. أو اكتملت فعلاً وسيتم افتتاحها في 30 يونيه.. في كل موقع وكل محافظة.. وكل مجال.. من حق الرئيس أن يغضب إذا كان قد غضب فعلاً.. لكن من حقنا أن نفرح بهذا الغضب وأن نضعه في مكانه الصحيح لأنه غضب من أجل البسطاء وغضب ممزوج بالصبر والأمل والرغبة في تجاوز كل الصعاب.. إن شاء الله.
همس الروح
سئمت الحياة
وددت الممات
نسيت الحنان
وروحي تئن
وقلبي يسلني
أخال الورود
لكن إيماني
وأملي يزيد
وحزني يموت
وحبي شمس
مللت الآهات
وما من مجيب!!
جهلت الأمان
أعيش وحيداً.. طريداً.. غريب
تريد النجاة
أين الحبيب؟
كأنها شوك
وللضحكات صدي.. كالنحيب
يعلو الجميع
ويأتي الربيع
وألمي صريع
نورها لن يضيع