الجمهورية
يحيي علي
صباح جديد .. بين الصعود للقمر .. والتعثر في الحفر!!
المتأمل في أحوال العالم العربي وما يدور في المنطقة من تقلبات وحروب وانقسامات وتوترات وأطماع استعمارية منذ فجر التاريخ وحتي الآن. لابد أن تطرق رأسه وبعنف تساؤلات عديدة.. لماذا هذه المنطقة دون غيرها من بقاع المعمورة.. ولماذا هذا الضعف رغم عوامل وأسباب القوة التي تمتلكها بلدان المنطقة.. فلا أعتقد ان هناك بقعة في الأرض تقوم علي انهار النفط وآبار الغاز الطبيعي مثل الوطن العربي ولا أعتقد ان هناك منطقة تمتلك مقومات الوحدة من حدود مشتركة ولغة واحدة ودين واحد وعادات وتقاليد واحدة.. بينما يقتلها التفكك والفرقة والاختلافات اللامحدودة أيضاً مثل هذه المنطقة.. ثم لماذا امتلك العالم النووي والذري والتكنولوجيا المتطورة بينما مازلنا نحن العرب ندور في فلك التخلف العلمي وسباق الهجن وركوب الجمال وختان الإناث.. بينما يسعي الآخرون لتعمير المريخ.. وصل الآخرون للقمر بينما مازلنا نتعثر في حفر المجاري والصرف الصحي ونبحث عن شركات أجنبية تجمع لنا القمامة من بيوتنا وشوارعنا ومياديننا.. لماذا توحد الآخرون رغم المعوقات وافترقنا وضعفنا رغم المقومات.. لماذا صارت مواقع التواصل الاجتماعي أخطر الأسلحة التي تمزقنا وتسقطنا وتكشف عوراتنا.. بينما ذاتها مجرد وسائل تسلية وتعارف رخيص لدي الآخرين.. لماذا تقدم الآخرون وابتكروا وطوروا ومازلنا نحن نعاني من حذف سنة سادسة ابتدائي أو عودتها والثانوية العامة سنة واحدة أو سنتين أدبي وعلمي ولا علمي وأدبي.. تسرب الامتحانات ولا تلغيها.. لماذا يصبح الشباب قوة دفع للأمام لدي الآخرين ونكبة كبري لدينا؟!
***
تساؤلات عديدة وحيرة شديدة والإجابة يسيرة.. العيب فينا وليس فيمن خطط ودبر ونفذ لنبقي في دائرة التخلف والضعف.. صحيح كانت هناك مخططات ومؤتمرات كبري ليبقي العرب هكذا قبل الحرب العالمية الأولي والثانية وبعدهما.. دول محاصرة بلا تقدم علمي أو تكنولوجي لا نووي ولا ذري.. ولعل مشروع برنارد لويس المؤرخ الأمريكي اليهودي الأصل لتقسيم الشرق الأوسط والذي وافقت عليه لجان الكونجرس عام 1982 وينص صراحة وبدراسة شاملة علي تمزيق وتفتيت الدول العربية والإسلامية وتقسيمها إلي دويلات صغيرة ومنها مصر التي قسمها المشروع حسب رؤية الخبير واستاذ التاريخ اليهودي الأصل برنارد لويس إلي 4 دويلات.. وغرس بذور الفتن والحروب الطائفية في دولها لتبقي مفككة ضعيفة والذي تم تنفيذه وبعناية خلال ثورات التدمير العربي التي أطلقوا عليها حسب رؤيتهم وأهدافهم "الربيع العربي" وأطلقوا علي سقوط مصر "الجائزة الكبري".
وصحيح أيضاً ان مشروع المؤرخ اليهودي برنارد لويس حول الشرق الأوسط وتقسيمه ليس الوحيد في هذا الصدد فقد سبقته عدة برامج ومشروعات لنفس الغرض.. فقد تم طرح مشروع مشابه في مؤتمر "بانرمان" باقتراح رئيس الوزراء البريطاني كامبل بانرمان عام 1902 في العاصمة الإنجليزية ودعا المؤتمر بكل صراحة ووضوح إلي تقسيم المنطقة وعدم السماح بوحدة الدول العربية وحرمانها من اقتناء أي تكنولوجيا حديثة وزرع الفتن بين نسيج الشعوب باستخدام الأقليات والطوائف ثم جاء وعد بلفور بزرع الدول الصهيونية في قلب العرب لضمان التقسيم واستنزاف الطاقات في دوامة الحروب والانقسامات.
***
ومع التسليم بواقع هذه المخططات والحصار المفروض من حول الدول العربية.. أين نحن العرب وماذا فعلنا بمقومات الوحدة والقوة.. أعطينا نفطنا لعدونا واستثمرنا أموالنا لغيرنا.. وارتمينا في الحضن الأمريكي وهو وسيلة تدميرنا وتقسيمنا.
***
ثم والأهم.. لولا ان هناك بيئة خصبة للثورات بفعل النظم الاستبدادية والفساد الذي ينخر في جسد الأمة وغياب العدالة الاجتماعية وشيوع المفاسد والمظالم ما سقطنا ولا تفككنا.. "نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف