عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. كافيهات الشيشة.. والمباريات!
إذا كان العنف الذى ساد فى ملاعب كرة القدم فى السنوات الأخيرة.. وراء إجراء المباريات بلا جمهور.. وبالتالى تعانى كل الأندية فقراً مالياً رهيباً فإن ذلك أصبح أهم مصدر مالى للكافيهات.. وللمقاهى.. وكله لازم يدفع.. والدفع هنا على طريقتين.. الأولى الجلوس بالمشاريب.. وقد يكون هناك السعر الأدنى.. أو الجلوس بالكرسى، حتى ولو لم تطلب شرب أى شىء.
ولكن بعد أن ظهر العنف - فى بعض هذه الكافيهات ووصل إلى حد القتل - وهو كثيراً ما نشاهده فى المقاهى الصغيرة التى تمتلك أجهزة استقبال المباريات المشفرة، أو سرقة المشاهدة من خلال الكابلات التى تعبر فوق أسطح المبانى، حتى فى القرى الصغيرة.. بعد ذلك لماذا لا نقنن كيفية المشاهدة والأهم: أن يكون للأندية التى تلعب مبارياتها دون جمهور نصيب فى إيراد هذه الكافيهات والمقاهى.. وهذا من حقها الآن!!
وربما تكون الدولة قد تنبهت إلى هذه الظاهرة أخيراً عندما فتحت مراكز الشباب لعرض هذه المباريات من خلال شاشات كبيرة، وبالذات فى مباريات المنتخب القومى، كما حدث أخيراً فى كأس الأمم الأفريقية.. وكما حدث أمس فى مباراة السوبر بين الأهلى والزمالك، فى أبوظبى.
وإذا كانت الأندية قد خسرت كثيراً من خلال اللعب دون جمهور يذكر.. ولما كانت عملية بيع اللاعبين باتت من أهم المصادر المالية لهذه الأندية.. فلماذا لا تطلب الأندية من اتحاد كرة القدم أن يضع لوائح، ونظماً لإذاعة المباريات الحيوية.. بشرط أن تدفع الكافيهات والمقاهى حصة ولو 10٪ من إيراداتها للأندية التى تلعب مبارياتها.. وهى نسبة معقولة للإنفاق منها على نشاط الأندية.. خصوصاً أن بعض الأندية تخشى على مبانيها إن هى أقامت قاعات ليشاهد الأعضاء فيها هذه المباريات بسبب الخوف مرات من تنظيمات الالتراس أو مرات أخرى بسبب الخلافات والمشاجرات التى تقع بالضرورة خلال، أو بعد انتهاء هذه المباريات.
وإذا كان صعباً فتح كل مراكز الشباب أمام المشاهدين.. فلا أقل من الاتفاق مع أصحاب الكافيهات والمقاهى على بيع تذاكر مشاهدة المباريات الحساسة للرواد.. على أن يوفى هؤلاء بحقوق المشاهدة إما لاتحاد الكرة نفسه إذا كانت المباريات تخص المنتخب القومى أو للأندية المتنافسة نفسها.. ولن نطالب هنا بجهاز لضبط المتهربين من سداد هذه الحصة.. على غرار جهاز التهرب الضريبى.. ولكننى، أرى ذلك حلاً دائماً.. لأن الأندية لم تعد تتسع لكل المشاهدين، خصوصاً مع زيادة أعداد الشباب العاطلين وبالطبع يراعى هنا تعويض ما يحدث أحياناً من تلفيات للكافيه أو المقهى.
وليس سراً أن كثيراً من الرياضيين يمتلكون الآن عدداً من هذه الكافيهات والمقاهى، وزاد عددهم مع تأخر قرار عودة المشاهدين إلى الملاعب.. وبالطبع نعترف أن أسعار المشروبات خلال المباريات تختلف عن سعرها العادى، أى دون مباريات!! وكذلك سعر الشيشة التى أراها وباء العصر!! ولا أعرف هل مراكز الشباب تلزم كل داخل للمشاهدة بسداد قيمة تذكرة مشاهدة أم لا.. لأن المبدأ السليم هو: كله يدفع.. مادام سوف يشاهد.. ولا خوف مطلقاً من السماح بعودة المشاهدين إلى الملاعب.. لأن عددهم بات يفوق عدد المتاح من التذاكر.. وعدد الأندية نفسها.
تيجوا نفتح كافيه يخصص فقط لمشاهدة المباريات المحلية والعالمية؟! والله نكسب ذهب وياقوت وألماظ!!