مختار عبد العال
الوزير المجنون وصبي رجل الأعمال
لست متفائلاً بالتعديل أو التغيير الوزاري لحكومة شريف إسماعيل.. ومبعث عدم التفاؤل يرجع إلي عدم تغيير طريقة اختيار المرشحين فنحن حتي اليوم لا نعلم لماذا جاء فلان وزيراً ولماذا خرج فلان والسوابق الماضية أكدت أن طريقة الاختيار تتم بناء علي المعرفة والصداقة في معظم الاحيان والوزارات تتحول إلي حقل تجارب وكل وزير يأتي يقوم بالغاء ما قام به سابقه وندور في حلقة مفرغة ودوامة لا تنتهي والنتيجة يدفع ثمنها المواطن الغلبان.
سبق أن طالبت مراراً وتكراراً ولن أمل من المطالبة بضرورة ألا يشغل أحد موقعا وزاريا أو قياديا إلا بعد أن نعلم من هو هذا الشخص مثلما يحدث في العالم كله.. ما خبراته.. ما رؤيته لحل المشاكل.. ما برنامجه.. هل هذا ليس من حقنا مثلما هو حق لكل البشر في العالم المتقدم.. ما المعضلة في ذلك أليس من الأفضل أن نعلن اسم المرشح حتي نعرف فكره ورؤيته وهل توجد عليه ملاحظة أم لا حتي لا نفاجأ بوزير مجنون دخل الوزارة مثلما حدث من قبل والعهدة هنا علي الراوي الكاتب الصحفي الأستاذ محمد فتح الله المتخصص في شئون مجلس الوزراء بجريدة "الجمهورية" الذي ذكر لنا في مقاله الخميس الماضي تحت عنوان "طرائف التغيير الوزاري" أن حدث في عهد عاطف عبيد وبعد اسناد احدي الوزارات الاقتصادية لشخص ما أن جاء تقرير أمني يفيد بعد مشاهدته في وسائل الإعلام ان الوزير المرشح خريج أحد المستشفيات النفسية وانه مكث به اكثر من ثلاثة شهور وهنا اتصل عبيد بالرئيس الأسبق حسني مبارك للخروج من المأزق فكان رد مبارك "خليه يمكن المجنون ده يبقي احسن من العاقلين" وظل هذا الوزير المجنون في منصبه شهورا عديدة يتخذ قرارات تمس أبناء هذا البلد.
الظاهرة الأخري اللافتة للنظر وصاحب الحق في لفت نظري إليها للأمانة هو ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الذي قال بعفوية "يا أستاذ مختار كنا زمان نهاجم حسني مبارك لأنه يأتي برجال أعمال وزراء.. اليوم انحدر بنا المستوي ووصلنا إلي مرحلة اختيار صبيان رجال الأعمال وزراء"؟!
فهل بعد ذلك تشعرون بالتفاؤل.. يا أخي..!!
* * *
الطلاق.. والعيش الكريم
أعجبني في البيان الصادر من هيئة كبار العلماء في اجتماعها برئاسة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر لمناقشة وقوع الطلاق الشفوي المستوفي اركانه وشروطه.. أعجبني ما جاء في بيان الهيئة ونصه: "ليس الناس الآن في حاجة إلي تغيير أحكام الطلاق بقدر ما هم في حاجة إلي البحث عن وسائل تيسير سبل العيش الكريم".
يا من تبحثون عن تغيير أحكام الطلاق.. اعلموا أن عدم تيسير سبل العيش الكريم هو الباب الملكي للطلاق وأن المشكلة ليست في الشفوي أو التحريري واعلموا أيضا أن هناك ثلاثة حوادث وقعت في الأيام الماضية لها أكثر من معني وتدق ناقوس الخطر حادث سرقة واحد في التجمع والأخر في أكتوبر واللصوص لم يسرقوا إلا الطعام سواء في الثلاجة أو المطبخ والثالث في الشرقية عندما هجم الناس علي مخزن السلع وقاموا بالاستيلاء عليها..
ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.