المساء
محمد جبريل
اتحاد الكتاب وضرورة الإنقاذ
لي في اتحاد الكتاب ذكريات غالية اختارني الأصدقاء أعضاء مجلس الإدارة نائباً لرئيس الاتحاد الصديق الشاعر الراحل فاروق شوشة حاولنا - منذ اللحظة الأولي - أن يكون جهدنا لصالح الاتحاد. أن ننقذه من أوضاع خاطئة شهدت بها الجمعية العمومية. وناقشها جهاز المحاسبات في تقاريره.
حرصنا أن نطوي الصفحة وأن ننشغل بالاضافة والتطوير بأكثر من انشغالنا بكشف المعايب وتوجيه الاتهامات ولعل النظرة الموضوعية والمنصفة لما كانت عليه حال الاتحاد آنذاك وما صارت إليه تؤكد قيمة العمل لصالح المجموع. بعيداً عن الاعتبارات الشخصية والشللية.
لست في موضع الإشادة بالذات ولا يشغلني توجيه الاتهام إلي أحد. ما يشغلني أكبر من الاشخاص. ومن الطموحات الشخصية والخلافات والمؤامرات الساذجة بتعبير محدد. فإن الاتحاد هو ما يجب أن يكون شاغل الجميع مسئولية الجميع. الخلافات التي يعيشها أعضاء مجلس الإدارة منذ بداية الدورة الحالية. لا تعكس أدني إحساس بالمسئولية. إهمال غريب للمكانة التي تحققت للاتحاد في حياتنا الثقافية. وانصراف مدمر - لا يحضرني تعبير آخر - لتقويض المعاني التي تعبر عن قيمة الكلمة.
يحزنني أن يتحول الكيان الجميل بتوالي اسهاماته في الحياة الثقافية العربية - إلي حجرات مغلقة أو تخلو من الحياة لا أنشطة من أي نوع عدا ندوات متباعدة لمجرد تأكيد الفعل. انتقلت الخلافات من داخل المبني إلي أقسام الشرطة وقاعات المحاكم. غابت الأصوات العاقلة. أو تلاشي همسها في ضجيج الاتهامات المتبادلة كل طرف يتهم الآخر بالإساءة إليه. في حين أن الاتحاد هو الضحية.
لأن تجاوز ما يعانيه الاتحاد ضرورة. فإن الجمعية العمومية يجب أن تعقد اجتماعها الدوري في مارس القادم. بحيث تجري انتخابات التجديد النصفي في الموعد الذي حددته اللائحة هذا هو المخرج الوحيد من الأزمة التي أطالت رقدة الاتحاد في الانعاش.
إذا لم نحاول إنقاذ اتحاد الكتاب من الدوامة القاسية التي تهدد كيانه - والتحذير هو كل ما امتلكه شخصياً - فلعل الندم علي التصرفات الشيطانية والصمت الأبله ما سيبقي بعد أن يمضي اتحاد محفوظ والحكيم وإدريس والسباعي والشاروني والقلماوي وحسين فوزي والخميسي ووهبة وغيرهم من كبار مثقفينا إلي مصير لا أستطيع تصوره. لكنه سيكون مصيراً مؤسفاً في كل الأحوال.
الاتحاد أكبر من أن يكون مبني. ومجلس إدارة وجمعية عمومية قوامها آلاف الأعضاء.. هو قيمة مهمة لها دورها الإيجابي المطلوب في الحياة الثقافية المصرية.
إنه الدور الذي أسأنا إليه سواء بالتصرفات اللامسئولة. أو بالسكوت البليد. يذكرنا بتعليق جحا اللاهي علي التحذيرات مما يجري حوله!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف