المصريون
محمود سلطان
اختفاء 200 سيارة تابعة للرئاسة !!
تجارب الشعوب أثبتت، أنه عندما تمسى أية دولة، فى قبضة حاكم وحيد "لا شريك له".. فإن ذلك يعنى أنك لست فى دولة، وإنما فى مساحة جغرافية، وقعت فى يد عصابة.. ويصبح شعار "أنت ومالك للزعيم".. هو دستورها.. ومن لا يعجبه فالسجن أولى به. وعندما يمسى كلام الحاكم "نبوءة" وأحلامه "وحي".. ويتلقف المتزلفون نُخامه وتبرك به.. فاعلم أنه لا مؤسسات ولا رقابة.. ولا مال خاص ولا عام.. وليس من حق أحد أن يسأل الباب العالي، عن ماله: من أين اكتسبه.. وفيما أنفقه.. ولا يرفل فى نعيمه ويتفيأ جناته إلا المتزلفون والمداحون، والذين يتبتلون فى محرابه، ويتلون انجازاته طرفى النهار وزلفا من الليل!!. فى غانا خرج الرئيس "جون ماهاما" من السلطة، بعد خسارته الانتخابات أمام الرئيس المنتخب "نانا أكوف- أبدو".. بعد تولى الأخير السلطة، أعلنت حكومته، عن اختفاء 200 سيارة تابعة للرئاسة!!. وقال المتحدث باسم الرئاسة فى غانا، يوجين أرهين، للصحفيين ـ بحسب بى بى سى ـ إن المسئولين لم يعثروا سوى على: 74 سيارة من طراز تويوتا لاند كروزر، فى حين كان يوجد 196 سيارة من هذا النوع تابعة للرئاسة. 20 سيارة من طراز لاند كروزر برادوس من إجمالى 73 سيارة. 11 سيارة مرسيدس، فى حين كانت هناك 24 سيارة. سيارتان من طراز تويوتا أفالون من إجمالى 28 سيارة. سيارتان بى إم دبليو من إجمالى ست سيارات. وذكرت محطة راديو محلية أن الرئيس "اضطر لاستخدام سيارة بى أم دبليو عمرها 10سنوات". وسبق لى أن ذكرت فى مقال سابق بـ"المصريون" أن الرئيس الجامبى يحيى جامع، قبل أن يغادر السلطة، ويهرب بجلده، بعد هزيمته فى الانتخابات، تمكن من تهريب ألف من أنصاره والمقربين منه، كما تمكن من نقل كامل ثروته فى 44 صندوقاً محملة بالذهب والمرصعات والألماس وما خف حمله وغلا ثمنه من الهدايا والحلى والملابس والمطرزات الفاخرة.. ومكتبة تضم أسرارًا كبيرة ومخطوطات سحر وشعوذة وطلاسم.. وأعلن بعد مغادرته إلى غينيا الاستوائية عن اختفاء 11 مليون دولار، من البنك المركزى الجامبي، وبحسب الـ بى بى سي: رأى شهود عيان سيارات فارهة وأشياء أخرى، يجرى تحميلها على متن طائرة شحن تشادية خلال الليلة التى غادر فيها جامع البلاد. وكذلك القذافى بعد دخول الثوار طرابلس أخفى ما لا يقل عن 4 أطنان من الذهب، وما بين 200 و500 مليون دولار من الأموال السائلة التى كان يتحكم بها العقيد القذافى وأغلبها سحب من بنوك ليبية.. وفى شهر ديسمبر 2011، كشفت وكالة الأنباء الألمانية، أن طائرات استطلاع غربية مجهزة بأجهزة كشف المعادن وأجهزة تحديد المواقع الفضائية مسحت مناطق واسعة فى الصحراء الليبية خاصة القريبة من الحدود مع تونس والجزائر فى غرب ليبيا، ومنطقة (تينوهان) فى الغرب وصحراء (فزان)، بعد اكتشاف كمية من السبائك الذهبية المدفونة فى الصحراء قرب بلدة هون وسط ليبيا. وقالت الوكالة إن طائرات استطلاع حلقت على ارتفاع منخفض فوق الحدود الجزائرية الليبية فى بداية ديسمبر 2011، ويعتقد بأن هذه الطائرات كُلفت من قيادة حلف الناتو بمسح الصحراء الليبية فى مواقع عدة فى غرب ووسط ليبيا بحثًا عن ما بات يسمى "كنوز معمر القذافي"، وأكدت أن التحقيقات تشير إلى أن القذافى كلف ضابط مخابرات ليبى يدعى"نويجي" بإخفاء الأموال التى كانت بحوزته، وأن عملية إخفاء الأموال تمت فى منتصف شهر سبتمبر 2011 فى مخبأ تحت الأرض فى الصحراء الغربية الليبية. هذا هو مصير كل دولة يحكمها طاغية وديكتاتور ويتصرف فى المال العام، وكأنه قد ورثه عن أبيه وأمه.. فلا مؤسسات ولا رقابة.. ولا يترك لشعبه من بعده إلا الفقر والمرض والتسول والتخلف والجهل.. ما يجعلنا على يقين من أن الضمانة الوحيدة هى دولة مؤسسات حقيقية.. الرئاسة فيها جزء من السلطة وليست كل السلطة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف