الأهرام
سكينة فؤاد
عن ندوة القوات المسلحة.. وتوثيق الطلاق
ومن الذي لايبكي إلا اذا كان نحت من حجر إذا شاهد وسمع هذه البطولات النادرة والتي تتجاوز القدرة البشرية التي قام بها شباب رائع من جنود وضباط قواتنا المسلحة.. وحكايات الصمود لأمهات عظيمات.. زلازل... وفياضانات من المشاعر الوطنية والحب والعشق لتراب الوطن وكرامته والاستعداد لفدائه.. كما حكي الرائد كريم بدر.. واحد من أبطال معركة كمين الرفاعي يوم تكاثفت وهاجمت في توقيت واحد مجموعة من جماعات الغدر والإرهاب عددا من نقاط ارتكاز قواتنا بأسلحة ومعدات حرب حديثة تكشف حجم التمويل والتخطيط الإجرامي والشيطاني لإسقاط هذا الوطن ـ وبوهم إمكان رفع أعلامهم السوداء والصفراء علي ما أطلقوا عليه «ولاية سينا»!! فذاقوا الويل علي أيدي هذا الشباب الذي استشهد منهم من استشهد ودفع ضريبة الدم من دفع لتظل راية بلادهم مرفوعة ـ

عظمة وروعة البطولات التي ترقي الي مستوي المعجزات في البسالة والتضحية والإصرار علي النصر تجعلها فريضة وطنية وايمانية أن تدار الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتربويا وتعليميا وصحيا وشبابيا بالمهارات القتالية والفدائية التي يواجه بها أبناؤنا في القوات المسلحة أعداء بلادهم ويواصلون هزيمة المخططات الدولية والاقليمية والداخلية التي تستخدم الجماعات الارهابية عملاء وأدوات لها.

خيانة للدم الزكي الشهيد الاختيارات غير الموفقة التي شهدناها في كثير من المواقع المسئولة.. والا يكون الاختيار دائما لأفضل وأعلي الخبرات والمهارات.. خيانة الدم الشهيد ألا تكون جميع مؤسسات الدولة ـ النيابية والتنفيذية والقضائية والتعليمية والصحية والدينية علي نفس المستوي.. خيانة للدم الزكي والشهيد ان كل من ينام آمنا مطمئنا في بيته ووسط أهله وعمله لايقدم طوعا كل مايستطيع أن يدعم به حل مشاكل بلده السياسية والاقتصادية والاجتماعية وألا يقدم من حلبوا خيرات هذا الوطن فروض وواجبات المشاركة التي تقوي وتحمي وتؤمن ظهر هؤلاء الابطال..

رجاء الي قواتنا المسلحة أن تأخذ أبطالنا من أمثال كريم بدر وآلاف من المحاربين النبلاء الي جميع مدارسنا وجامعاتنا لنعطي تطعيمات وأمصال البطولة والوطنية والتضحية لأجيال كاد يدمرها انهيار مستوي التعليم ـ وغزو التعليم الأجنبي وفقد النموذج والمثال والقدوة وجرائم جماعات تشويه الحقائق ونشر الاكاذيب والتشكيك في كل مايحدث في مصر والتهوين من كل شيء وتراجع الخطاب الشبابي والديني والثقافي وموروثات فساد وإفساد عشرات السنين ـ ولا إنقاذ لها إلا بأمصال وتطعيمات حكايات ونماذج البطولات التي تحدث علي أرضهم في سيناء ـ وعلي حدود بلادهم المترامية ليدركوا عظمة من ينتمون اليهم وحجم وهول المخططات والمخاطر التي تتهدد بلادهم ـ ماقدمته الندوة التثقيفية الرابعة والعشرون لقواتنا المسلحة ـ ورغم ما نقله الإعلام من وقائع ما دار فيها ـ إلا أنه ليس مثل أثر وتأثير اللقاء الشخصي بين الملايين من الطلبة والطالبات وهؤلاء الأبطال العظام وكجزء من آيات التكريم التي يجب ألا تتوقف عن تقديمها لهم. كذلك أرجو أن يكون الفيلم الوثائقي الذي بدأت به الندوة عن جرائم الارهاب الأسود حول العالم بداية لسلسلة أفلام وثائقية تعدها ادارة الشئون المعنوية بقواتنا المسلحة لمواصلة توثيق هذه الجرائم ودور مصر البطولي في التصدي لها وهزيمتها وحتي لا تنسي أجيالنا الجديدة حقيقة الوجود التدميري والتخريب لهذه الجماعات وحتي لاتعود مرة أخري وتخترق حاضرهم ومستقبلهم متخفية وراء أقنعة دينية مضللة!

وبينما يقدم أشرف وأنبل أبنائنا الدم والحياة من أجل عزة وكرامة بلادهم.. يخوض بعضنا معارك مؤسفة.. وباسم الدين لايبالون بتقويض وانهيار الأسرة والمجتمع!! كنت أعتقد أنه مطلب إسلامي وأخلاقي وانساني كل قيد يوضع للحفاظ علي الحياة الزوجية وترشيد العبث الحادث برابطة مقدسة نتيجة الطلاق الشفهي. بل وأيضا الزواج الشفهي وكل ما أوصلنا إلي الأرقام التي تنبئ بكوارث اجتماعية ووفق الأرقام التي أعلن اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء عن وصول الطلاق إليها... أيضا كنت أعتقد أن العلماء الثقاة لن يجدوا في تضمينهم الطلاق مساسا بالشريعة بل حفاظ علي جوهرها الاخلاقي والانساني ورحمتها وعدالتها.. وابتداء هل كان الزواج علي عهد سيد الخلق صلوات الله عليه وسلامه يتم بالتوثيق أم شفهيا.. ما الذي جعل التوثيق ضرورة لحماية حقوق المرأة والرجل والأطفال والمجتمع؟!!! وهل توثيق الزواج أخل بما استقر عليه المسلمون منذ عهد النبي صلي الله عليه وسلم وحتي يوم الناس هذا؟!! وهل العهود الأولي التي ساد فيها الزواج والطلاق شفهيا عرفت كل هذه الفوضي والفساد والاستهانة بالعهود والمواثيق وفي مقدمتها الزواج والطلاق وبما يستدعي أن ما تم رسميا يقع رسميا كما رأي علماء أجلاء مثل شيخ الأزهر الجليل جاد الحق.. كيف يفهم التوثيق أنه مساس بالشريعة أو مصادرة علي حق الزوج في إيقاع الطلاق.. التوثيق رفض لاستخدام رخصة دينية مشروطة بأسباب جادة وبما لا تستقيم معه الحياة الزوجية ـ استخداما فاسدا يترتب عليه نشر وتيسير ما أعتبره الرسول الكريم أبغض الحلال!! والذين يقولون بوقوع الطلاق الشفهي المستوفي أركانه وشروطه والصادر عن الزوج عن أهلية وإرادة واعية بالألفاظ الشرعية الدالة علي الطلاق يكشفون عن عدم معرفة بواقع مجتمعاتنا وحجم التدهور وتراجع الوعي والفهم الديني والثقافي والاجتماعي والتعليمي ـ ثم من يملك الحكم في جميع حالات الطلاق علي استيفائه الاركان والشروط ولماذا يقول الشيخ «مجدي عاشور» مستشار فضيلة المفتي إنه لابد من تنظيم الطلاق الشفهي لأن دار الافتاء يعرض عليها ما يقرب من 3500 طلب للفتوي في أمور الطلاق شهريا ـ ألا يدل هذا علي أن آلافا من الحالات الزوجية تجدف في بحور ظلمات ما لا تعرف ولا تفهم من صحيح أو عدم صحيح وقوع الطلاق الشفهي!! ودعوة ولي الأمر أن يسن تشريعا يكفل توقيع عقوبة تعزيرية رادعة علي من امتنع عن التوثيق أو ماطل فيه.. أصحاب هذه الدعوة ألا يعرفون أن القانون 100 لسنة 1985 نص علي إلزام المطلق أن يوثق الطلاق أمام المأذون خلال ثلاثين يوما من تاريخ الطلاق...؟! هل استطاع هذا القانون أن يحمي آلاف النساء المعلقات أو الرهينات اللائي تضيع أعمارهن أمام المحاكم لإثبات الطلاق أو في بنك ناصر لاثبات حقوقهن وحقوق أطفالهن في النفقة هاربين أو يجيدون المراوغة والأكاذيب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف