2 - مرة أخرى أعود إلى مناقشة الأجواء المحيطة بالجدل الدائر حول الطلاق الشفهى خصوصا بعد بيان هيئة كبار علماء الأزهر ولكن من زاوية جديدة تتعلق بضرورة التزام كل من يدلو بدلوه فى هذه القضية بمنهج أدب الحوار لأنه من بين فضائل كثيرة لا حصر لها فى ثقافتنا الإسلامية فضيلة أدب الحوار فى المنظور الإسلامى حيث ينبغى أن يخضع حوار المرء مع الآخرين لثوابت وأصول حددها القرآن الكريم وأهم هذه الثوابت تبدأ بحسن الإنصات لما يقول به غيرك والاهتمام به وعدم مصادرته مهما ابتعدت المسافات بين ما تؤمن به وما يقوله غيرك.
فى أدب الحوار الإسلامى تأكيد صريح على ضرورة تجنب تسفيه آراء الغير أو المشاجرة معهم أو سبهم وقذفهم بالشتائم والألفاظ الجارحة إعمالا بقوله تعالى فى سورة النساء: «لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ» صدق الله العظيم .. بل إن الإسلام يحض على الارتفاع بأسلوب وآلية الحوار إلى أرقى المراتب عندما يدعو إلى وضع إطار للحوار فى مناخ هاديء لا يسمح بمجرد ارتفاع الصوت إعمالا لقوله تعالى فى سورة لقمان: «وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» صدق الله العظيم.
وإذا كان هذا الحوار الساخن بشأن فتنة الطلاق الشفهى عنوانا لشيء فإنها عنوان لمصر التى تتسع لكل الآراء وكل الاجتهادات طالما بقى الالتزام بعدم الاقتراب من الثوابت والمؤكدات.
إن أعظم ما فى الإسلام وشريعته السمحاء هو السماح والإباحة لكل إنسان أن يقول ما يشاء أو أن يعتقد ما يرى أنه الحق والصواب تحت مظلة المساحة الواسعة التى أعطاها الإسلام لحرية الاجتهاد بحيث لا يكون هناك أى تعارض بين الأحكام القطعية للشريعة من ناحية والتفسيرات المستحدثة بشأن بعض القضايا وفق تطورات العصر من ناحية أخري!
خير الكلام:
<< لا تعادى الشخص ولكن عليك بمعاداة أخطائه فقط حتى تستطيع أن تساعده على إصلاحها!