المساء
مصطفى بدوى الخطيب
تغيير الحكومات!!
منذ أن وعيت علي الحياة وتحسست وتفهمت أخبار السياسة في أوائل الثمانينيات وأنا أستمع إلي الناس من حولي وهم يلعنون في الحكومة التي تتولي المسئولية ويذكرون أيام الحكومة التي سبقتها بكل خير مع انها نالت نصيبها من السب واللعن والذم وقت توليها المسئولية.. واستمرت هذه الحالة بدون تغيير إلي الآن.. أكثر من 37 عاما تناوب علينا وزارات مختلفة ومتعددة بغض النظر عن الإنجازات والاخفاقات إلا اننا نتوسم الخير الكثير في بداية كل وزارة والتي عادة ما نودعها بـ "كسر القلل" خلفها.. وها نحن في انتظار الوزارة المعجزة.
هل تستطيع الحكومة القادمة "دعك الفانوس السحري" لتحل جميع الأزمات والمشاكل التي ورثتها؟!.. أم انها تملك "عصا موسي" تستطيع من خلالها فتح مناجم ومغارة علي بابا التي بها روشتات لجميع الأمراض التي أصابت المجتمع المصري.
بالطبع هذا درب من الخيال.. الشعب المصري كل يوم يعاني أكثر من سابقه.. والدليل علي ذلك.. اننا دائماً نذكر الماضي بكل خير.. ولا نتذكر الرفاهية التي طرأت علي حياتنا.. فإذا كانت قيمة الجنيه من مائة عام ـ مثلاً ـ تساوي الكثير.. فكيف كان حال الطرق والاتصالات وحتي الصحة والتي تدهورت الآن إلي أدني درجاتها؟!
الفرق بين الوضع الاقتصادي من مائة عام والآن ليس بسبب زيادة عدد السكان كما يردد البعض.. ولكن بسبب سوء توزيع الثروات.. فقديماً كانت توزع الثروات علي عدد قليل من سكان مصر وهم الأغنياء فقط "الباشوات" وبالتالي يحصل كل منهم علي نصيب الأسد دون غيرهم من باقي الشعب المصري.. في حين توزع الآن ميزانية البلد بعد أن يسرق معظمها الفاسدون علي كل الشعب المصري فلا تغني ولا تسمن من جوع.
ولهذا لكي نبدأ الطريق الصحيح.. علينا القضاء علي الفساد وقطع دابره واقتلاعه من الجذور حتي لا تقوم له قائمة مرة أخري وذلك من خلال تشريعات وقوانين رادعة.. وبعد ذلك نبدأ في وضع سياسات طويلة الأمد علي أن يتولي ذلك الأمر مؤسسة الرئاسة بالتعاون مع البرلمان وابعاد الحكومة عن ذلك الأمر.. والتي عليها القيام بدور المنفذ حتي وان تم تغيير الوزير لا يمتد الأمر إلي استراتيجية الوزارة.. وقيام مؤسسة الرئاسة بوضع الاستراتيجيات خير ضامن لتنفيذها أما ترك الأمر للحكومة.. فهذا معناه بقاء الوضع علي ما هو عليه.. فالوزير الجديد دائماً همه الأول إلغاء قرارات سابقة وتطبيق رؤيته والتي قد يراها هو ومن حوله انها الأصلح ولا يستمع لرأي معارضيه!!
سيادة الرئيس.. ما رأيناه من كل الوزراء السابقين يؤكد انه من الأفضل رسم الطريق لهم.. ليس لأنهم الأسوأ ولكنهم علي أقل تقدير يواجهون صعوبات فوق طاقاتهم تجعلهم يتخذون قرارات متسرعة وغير مدروسة.. ومن الأفضل أن تخرج الاستراتيجيات من مؤسسة الرئاسة ولا بأس من مشاركة الوزير الحالي ولا مانع من مشاركة الوزراء السابقين بالإضافة بالطبع للخبراء والمتخصصين علي أن يلتزم بتنفيذها الوزير المسئول وكل وزير يأتي من بعده.. ويتم محاسبته علي دقة وسرعة التنفيذ من قبل البرلمان.. وإذا أراد أي تعديل في تلك الاستراتيجية لظروف طارئة يكون ذلك بالتشاور مع مؤسسة الرئاسة والبرلمان.
أما ترك الأمر للصدفة ورؤية معالي الوزير.. فأظن ان الأمور ستزداد سوءاً.. أو علي أحسن الظروف.. سننتظر تغيير الوزارة!!!
** بسرعة:
مبروك لفريق الزمالك فوزه بالسوبر
لكن ماذا يعني عدم تنظيم المباراة في مصر خاصة علي السياحة والاستثمار؟!..
مجرد سؤال!!


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف