الأهرام
مرسى عطا الله
إعتقال مجدى شرف!
«من منصة القضاء إلى روب المحماة» رحلة طويلة وعامرة بالأحداث والذكريات التى سجلها الصديق العزيز المستشار مجدى شرف والذى شرفت بمعرفته قبل أكثر من 50 عاما فى نادى الزمالك كعنوان لحسن الخلق وطيب المعشر.

وعندما بدأت أتصفح هذا الكتاب المليء بذكريات وشهادات مثيرة ومتنوعة فى السياسة والرياضة وسلك القضاء والمحماة كانت دهشتى الكبيرة أن أعرف لأول مرة أن مجدى شرف دخل المعتقل عام 1952 قبل أشهر قليلة من وقوع ثورة 23 يوليو ولا أدرى كيف أخفى عنى سرا بهذه الأهمية لا سيما وأن ملابسات اعتقاله تؤكد صدق المقولة «ياما فى الحبس مظاليم» فقد كان الأمر مجرد اشتباه فى انتمائه لأحد التنظيمات السرية بعد أن أمسك بالميكرفون فى مدرج كلية الحقوق داعيا زملائه إلى المشاركة مع الشعب فى إحدى دعوات الإضراب.

والحقيقة أن عفوية وتلقائية الصياغة تمثل عنصرا جاذبا لهذا الكتاب الشيق الذى انتهج البساطة فى سرد الذكريات التى شملت أحداثا جسام بينها مرافعته أمام محكمة النقض دفاعا عن الموسيقار بليغ حمدى فى قضية مقتل المغربية سميرة مليان وأيضا سعيه للحصول على حقيقة انتحار المشير عبد الحكيم عامر وكذلك مرافعته المدوية فى القضية الشهيرة التى هزت مصر فى السبعينات والمعروفة باسم «عمولات صفقة طائرات البوينج» وكثير من القضايا التى لم يحصل فيها على أحكام البراءة فقط وإنما بالحصول على مباديء قانونية أرستها محكمة النقض وأصبحت بمثابة حجية لأية قضايا مماثلة.

ثم تبقى حكايات وروايات وسهرات نادى الزمالك التى تحتاج إلى مجلدات ولكن براعة المؤلف جعلته يحيط بأهمها وأدقها ولما لا وقد كان مجدى شرف لسنوات طويلة عضوا بارزا فى مجلس الإدارة ووكيلا للنادى لعدة دورات، وإذ وجب الشكر على ما ذكرنى به فى هذه الصفحات فإننى نيابة عن كل رفاق العمر الزمالكاوية أتوجه له بالتحية.

خير الكلام:

<< كلما طالت أعمارنا صدقت أقوالنا !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف